قطب العربى

الصوفية ومعركة بالوكالة عن الليبراليين

الأحد، 07 أغسطس 2011 10:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه محاولة دنيئة لإقحام الطرق الصوفية فى أتون معركة مع القوى السلفية بهدف الانتقام للتيارات الليبرالية التى شعرت بالهزيمة السياسية بعد جمعة الإرادة الشعبية، يوم 29 يوليو، والتى كان قوامها الأساسى من الإسلاميين وخصوصا السلفيين.

الصوفيون لو بلعوا الطعم وخرجوا فيما يسمى بجمعة حب مصر يوم 12 أغسطس، فإنهم يدخلون معركة بالوكالة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وسيخرجون منها بمزيد من العداء مع القوى السلفية التى تعد فى المحصلة النهائية أقرب إليهم من القوى العلمانية والشيوعية التى ترفض تماما مرجعية الإسلام، وإذا نجحت هذه القوى العلمانية فى حشد الصوفية فإنها ستكون هى الرابح من المواجهة التى قد تصبح دموية بين الصوفية والسلفيين، ذلك أن القوى الليبرالية ستنجح حينها فى إزاحة قوى إسلامية كبرى من ساحة المنافسة السياسية بعد دفعها لساحة مواجهة دينية وفقهية حول الأضرحة والأولياء إلخ.

أربأ بالشيخ علاء أبو العزائم أن يلعب دور مقاول الأنفار لحشد الصوفية فى معركة لا تخصهم بل هى ضد فكرهم، إذ كيف يقف الصوفية الذين يرفعون مرجعية الدين والشرع الحنيف مع من يرفضون هذه المرجعية ويلتحفون بمرجعيات وضعية أخرى.

أفهم أن الشيخ أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية يبحث عن دور سياسى يعوض غياب علاقته الحميمة بالعقيد معمر القذافى ولجانه الشعبية والثورية، ورحلات الشتاء والصيف المتكررة إلى الجماهيرية الشعبية الاشتراكية العظمى، وكان يمكن له ممارسة هذا الدور السياسى عبر حزبه السياسى الذى يسعى لتأسيسه وهو حزب التحرير، والذى ينبغى عليه الاستعداد لخوض المنافسة الانتخابية على مقاعد البرلمان أو حتى الرئاسة.

وأفهم أن تتحرك القوى الليبرالية واليسارية لرد الصاع صاعين للقوى الإسلامية، ولكن ينبغى أن يكون ذلك عبر قوتها الذاتية كما فعلت فى جمعة الغضب الثانية، وليس عبر طلب تدخل القوى الصوفية المسالمة بطبيعتها والبعيدة عن الصراع السياسى.

أعرف أن رموزا فكرية وسياسية سعت طوال الفترة الماضية لإقحام الطرق الصوفية فى مواجهة مع الإخوان والسلفيين، وأعرف أن بعض هذه الرموز قامت بزيارة مشيخة الطريقة العزمية وحث قيادتها على ترشيح عدد من منتسبيهم ليتم تدريبهم على مواجهة التيار الإسلامى، وقد يكون هناك دورات تثقيف سياسى بالفعل لهم الآن، ولكننى أعتقد أن الطرق الصوفية لن تنجر إلى مواجهة عنيفة مع القوى السلفية لصالح قوى علمانية، لأنهم لو فعلوا سيكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة