قطب العربى

الإخوان والنقابات والقوائم التوافقية

الأحد، 18 سبتمبر 2011 10:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ها هى مسيرة الانتخابات تنطلق فى النقابات المهنية والنوادى الاجتماعية والجامعية، وها هى النتائج تظهر تباعا بتقدم هذا الفريق أو ذاك، ولم تشهد أى من الانتخابات التى تمت حتى الآن أى مظاهر للعنف، بل تمت جميعها تحت إشراف قضائى بناء على طلب إداراتها وهو ما أكسبها مزيدا من المصداقية.

كانت ضربة البداية بانتخابات نقابة الصيادلة (يوم 7 يوليو) تلتها المعلمين (يوم الأربعاء الماضى)، ونادى تدريس جامعة عين شمس (الخميس الماضى)، ثم نادى 6 أكتوبر (يوم الجمعة الماضى) ونادى بنها يوم السبت، فى حين تستعد نقابات الصحفيين والمحامين والأطباء للانتخابات منتصف شهر نوفمبر، بعد أن فتحت باب الترشيح لأعضائها، وانتهى بعضها من فحص الطعون -فعلاـ كما نجحت نقابة المهندسين فى الحصول على وعد بإنهاء الحراسة، تمهيدا لإجراء انتخاباتها بعد 19 عاما من فرض الحراسة عليها وتجميد الانتخابات بها.
إذن انطلقت القاطرة، وعلى من يريد اللحاق بها أن يحقب حقائبه ويستعد بالعمل الجاد لا بافتعال معارك وهمية هنا وهناك تستنزف جهوده ولا تترك له سوى الندم بعد ذلك.
فى انتخابات الصيادلة والمعلمين ونادى 6 أكتوبر ونادى بنها نجح الإخوان فى تقديم قوائم مقنعة ضمت إلى جانبهم العديد من المرشحين الذين يمثلون مكونات نقابية مختلفة ونساء وأقباط، وفازت قوائمهم التى قدموها بالأغلبية، علما بأنهم لم يقدموا مرشحين فى العديد من اللجان النقابية للمعلمين سواء بسبب ضعف حضورهم فى تلك الأماكن أو من خلال تنسيق مع قوى نقابية أخرى.

النتائج المعلنة حتى الآن تؤكد أن الإخوان ليسوا فكا مفترسا، فقد فازوا فى أماكن بينما خسروا أماكن أخرى مثل نادى هيئة تدريس جامعة عين شمس الذى لم يفز فيه سوى مرشح واحد لهم، بينما حصد خصومهم 11 موقعا، ومن قبل ذلك خسر الإخوان الانتخابات الطلابية فى جامعة القاهرة عقب الثورة مباشرة، وحتى فى عز مجدهم النقابى منتصف التسعينيات خسر الإخوان انتخابات نقابة البيطريين التى كان وكيلها حينئذاك الدكتور محمد بديع المرشد الحالى للجماعة، وكان من اللافت أن المجلس الإخوانى الذى أجرى الانتخابات هو الذى خسرها بسبب انصراف البيطريين عنه نتيجة تقصيره.
نقابات ما بعد الثورة ستعود إلى دورها الطبيعى فى خدمة أعضائها والارتقاء بالمهنة، وستتخلى عن الدور السياسى الذى كانت تلعبه من قبل فى ظل ظروف سياسية خانقة لم تترك سوى الهامش النقابى للتحرك، فتحولت النقابات خصوصا التى فاز فيها الإخوان إلى حزب سياسى ونادى اجتماعى ونقابة مهنية معا، واليوم لم تعد هناك حجة لأحد لممارسة العمل السياسى فى النقابات بعد أن تم إطلاق حق تكوين الأحزاب بمجرد الإخطار، وبعد الحصول على توكيلات من خمسة آلاف شخص فقط.
أمام النقابات اليوم مهام وتحديات صعبة، فالحرية التى منحتها لنا ثورة يناير فتحت أعين الجميع على حقوق لم يكن يتحدث عنها أحد من قبل، والمطلوب أن تتحرك النقابات للحصول على هذه الحقوق، وفى سبيل ذلك ستواجه مقاومة قوية ممن بيدهم تلك الحقوق، وليس بالضرورة أن يكونوا مسئولين فى أجهزة الدولة، بل كثير ما ستكون المواجهة مع رجال الأعمال وأصحاب الشركات، من هنا أهمية اختيار عناصر قوية فى مجالس النقابات، وحبذا لو تمكنّا من التوصل إلى قوائم توافقية تضم ممثلين لكل التيارات الحية والتكتلات الانتخابية القوية لتتولى مهمة المفاوضات الجماعية الشرسة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة