د. مصطفى النجار

ومين فاكر الناس اللى فى البوفيه؟

الإثنين، 27 فبراير 2012 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيد.. وجه مصرى أسمر فى أواخر الثلاثينيات يعمل فى بوفيه مجلس الشعب، يعرفه كل النواب والزائرين للبرلمان بسبب مزاحه وخفة ظله التى لا تفارقه، يسكن فى أحد المناطق العشوائية بالقاهرة ويشكو كثيراً من مشكلته الأكبر مع وزارة الكهرباء التى ترفض أن تدخل له عداد كهرباء بدعوى مخالفة البناء فى هذه المنطقة التى تتبرأ كل الجهات الحكومية من تبعيتها لها، وحتى بعد أن استطاع عيد إدخال عداد الكهرباء تم سحب العداد منه بسبب ما قالوه له من مبالغ طائلة يجب أن يدفعها بأثر رجعى.
لا يخفى عيد تحسره على برلمانات النظام السابق ونواب الحزب الوطنى، ويقارن بين النائب أحمد عز ورفاقه الذين كانوا يطلبون منه كوب شاى ويعطونه ورقة مالية فئة المائة أو المائتين ولا يستردون الباقى، بينما يعطيه أغلب النواب الجدد ورقة مالية فئة عشرة جنيهات فقط ويطلبون منه الباقى!!
يمزح عيد قائلاً إننى أحد مصابى هذه الثورة التى كان أسوأ ما فيها أنها منعت عنا الفلوس الحرام وأن الحلال وحده لا يكفى ليعيش هو وعائلته، ويرى عيد أن نواب الوطنى كانوا يسرقون ولذلك كانوا يعطون ببذخ دون صعوبة بينما أغلب النواب الجدد من عامة الشعب المصرى المتوسط أو المحدود الحال، وبالتالى ينعكس هذا على عطائهم وبذخهم.
يتضايق عيد من اهتمام الإعلام والبرلمان بقضية الشهداء والمصابين وتركيزه عليهم فقط دون أن يهتم بقضية الفقر بشكل عام، ويرى عيد أنه لا يوجد فى مصر من يهتم بعمال البوفيه وأن هناك فى مصر فقراء - من شدة فقرهم - يمكن اعتبارهم موتى وأنهم أولى الآن بالرعاية والاهتمام.
يقول عيد إن الثورة لم تغير حياة الفقراء الأسوأ والأكثر بؤسا، وأن من استفاد من الثورة هم أناس آخرون لم تقم الثورة من أجلهم من الأساس ويسخر عيد من الائتلافات الثورية التى تجاوزت مئات الائتلافات، ويقول: كل واحد لم حواليه كام عيل من صحابه وحبايبه وقال أنا قائد الثورة ومفجر الثورة وزعيم الثورة وتقريبا اللى بدأوا فعلاً شرارة الثورة بقوا هما اللى فلول وخونة وعملاء، يتحسر عيد على عدم تكوينه لائتلاف ثورى عقب الثورة مثل الكثيرين ممن يعرفهم ويقول كان زمانى دلوقتى بطلع فى التليفزيون ومتصيت ومش بعيد كانوا ممكن يعينونى فى مجلس الشعب وأبقى نائب!!
يتابع عيد جلسات مجلس الشعب بحكم وجوده فى البهو الفرعونى ويعلق على أداء البرلمان فى أيامه الأولى ويقول لى: أنت مش بتقوم تتخانق عشان تاخد الكلمة لأنك مشهور وبتطلع فى التليفزيون كتير من زمان لكن فى ناس نفسها تطلع فى التليفزيون وتتكلم عشان أهل دايرتهم يشوفوهم، سيبوهم يطلعوا شوية وبعد كدا هيزهقوا ومش هييجوا أصلاً.
يتعاطف عيد مع وزارة الجنزورى ويرى أن هناك تحاملا شديدا عليها وأنها تفعل ما بإمكانها وأن البلد مش هتتغير إلا بانتخاب رئيس للجمهورية يقود البلد بشرعية الانتخاب ويطبق القانون على الجميع وأن نقد حكومة الجنزورى ومحاسبتها الآن هو تضييع وقت لأنها لا تستطيع أن تقدم الجديد وكان عليها أن تركز فى ثلاثة قضايا فقط هى الأمن وأنبوبة البوتاجاز ورغيف العيش.
يرى عيد أن النخبة السياسية لا علاقة لها بالواقع، وأن المعارك السياسية التى يتناولها الإعلام تزيد الناس إحباطاً ويأساً، لأنهم لا علاقة لهم بما يحدث وليسوا طرفا فيه، بل أنهم ينتظرون من هذه النخب أن تتحدث عن مشاكلهم اليومية فى المواصلات وانقطاع المياه وغلاء أنبوبة البوتاجاز ورداءة رغيف الخبز المدعم وسرقة الدقيق.
يقول عيد إنه سيشعر بأن الثورة أفادته ولم تضره حين يصل لبيته كوب ماء نظيف ورغيف خبز آدمى وحين يستطيع أن يصل إلى عمله أو بيته فى مواصلات محترمة لا تهدر كرامته وحين يمكن لبنته أن تتعلم تعليما جيداً مثل التعليم الذى يسمع عنه فى الجامعات الأجنبية حتى وإن كانت من أسرة فقيرة.
عيد وجه مصرى من ملايين الوجوه البسيطة التى ترى الوطن بهذا المنظور ولكن لا يراه أهل السياسة هكذا فى أغلب الأحيان، فهل تضيق الفجوة؟!








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حمادة

همزة الوصل

عدد الردود 0

بواسطة:

انا محمد

تمام يا دكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

eid

الرجل الطيب

عدد الردود 0

بواسطة:

رضوى

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

عم عيد يمثل السواد الاعظم من الشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

yasser

ناخب اعطى لك صوته

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى بجد

اخيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

د/عبدالعزيز عبدالغنى

الحق احق ان يتبع (الف مليون مبروك وعقبال الباقى)

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد رضا

في الصميم

كلام عم عيد هو فعلا مايشعر به المواطن المصري

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور احمد

هذا هو المطلوب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة