مسرح الأحداث فى مصر يعبر عن اختلاط الحابل بالنابل فلا أحد يعرف حقيقة ما حدث من قتل وسقوط ضحايا فى ميدان العباسية وخروج العديد من المتظاهرين فى اتجاه وزارة الدفاع - رمز حماة الوطن- ومحاولة جر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى حرب شوارع لا يعلم غير الله نتائجها وعواقبها.
لقد اتفق ثوار25 يناير ضمنياً على أن يكون ميدان التحرير رمزاً دائماً للثورة فعندما يكون هناك مطالب فهو مكان لتجمع الثوار من كافة الاتجاهات والتيارات بعيداً عن الاحتكاك برموز الدولة وإثارة المؤسسات الأمنية ويمكن ممارسة الضغط على متخذى القرار دون سقوط ضحايا من الأبرياء ولصالح أعداء الوطن.
ليعلم كل الراغبين فى كرسى الحكم أن مصر الأرض والوطن تنتظر تكليف أحدهم بتسيير سفينة الحياة المعطلة ولن ترحم من يغره بريق الكرسى ويتناسى وعوده للشعب وأول من سيتصدى له مؤيدوه أنفسهم لأن الناس قد سئموا الوعود الكاذبة والأحلام التى تبنى من الرمال.
إن أبناء الوطن يقدمون خدمات مجانية لأعدائهم فإثارة الفتن كفيلة بتقويض دعائم الوطن ودفعه إلى المصير المجهول على الرغم من أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من انتخاب الرئيس القادم لمصر انتخاباً حراً لأول مرة فى تاريخنا، أى كان انتماء هذا الرئيس فسوف يختاره الشعب بمحض إرادته ولنكمل التجربة حتى ندعم أسس المؤسسات الدستورية التى ستكمل المشوار إلى بناء الدولة الحديثة.
إن ما يحدث الآن فى مصر مدبر داخلياً وخارجياً فأعداؤنا لا يريدون استقراراً لمصر فالوطن أكبر من أى مرشح للرئاسة وكلنا خدام لهذا الوطن فأمنه واستقراره مسئولية جميع أبنائه فعلينا بالتضحية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لأنه لا نهضة ولا تقدم بدونهما.
وما يحدث على الساحة العربية من توتر العلاقات بين مصر وأشقائها العرب ليس بعيداً عن نظرية المؤامرة سواء عن عمد أو بجهل المخربين، فلا يعقل أن نحمى كرامة مواطن مصرى سواء كان بريئاً أو متهماً بتخريب سفارة دولة صديقة على أرض وطننا وكيل السباب والشتائم لها، فلا نعط فرصة لأعداء الوطن لتمزيق أواصر الود والتعاون بين مصر وأشقائها العرب فالاتحاد قوة والفرقة ضعف وانهيار، فكل الأمور العالقة بين الدول يمكن حلها بالدبلوماسية والتحاور فمصر جزء من الوطن العربى الذى يجب أن نسعى إلى لم شمله ودعم التعاون بين دوله ولا نشمت بنا الأعداء الذين يتربصون بنا ولا يفوتوا الفرص المجانية لبث الفرقة بين الدول الشقيقة والصعود إلى منصة قيادة المنطقة العربية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
بارك الله فيك