د. مصطفى النجار

علاء فايز.. بدموعنا نودعك

الإثنين، 07 مايو 2012 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن كثر فيه المتشوهون والأدعياء، فى زمن يبحث فيه الكثير من الناس عن مصالحه الشخصية قبل مصلحة الوطن، فى زمن ضاعت فيه معانى الأخلاق السامية والقيم النبيلة، رحل هذا العملاق صاحب البسمة الدائمة.
علاء فايز واحد من أفضل جراحى مصر وأبنائها النابغين فى مجال الطب، تولى منصب رئيس جامعة عين شمس عقب أول انتخابات لرئاسة الجامعة عقب الثورة فى ديسمبر 2011، حين تزوره فى مكتبه، لا تعرف أنه رئيس الجامعة من فرط تواضعه وبساطته، مكتبه ممتلئ دوما بالطلاب، وبطلاب الدراسات العليا، بل وحتى عمال الجامعة، فى كل مرة دخلت مكتبه اتعجب كيف يستطيع أن يقابل كل هؤلاء، ويستمع لهم بهذا الحرص والتقدير لحل مشاكلهم، وكيف يجد الوقت لإدارة كل هذه الأعباء وتحقيق النجاح الكبير الذى تم خلال فترة قصيرة جدا انتهت بوفاته.
رأيت فيه معنى الراعى المسؤول عن رعيته، اتذكر يوما حضرت فيه اجتماعا معه يناقش فيه ميزانية مقترحة لإحدى الشركات التى ستقوم بأعمال فى الجامعة، ورأيت حرصه الشديد على مراجعة كل بند وكل تفصيلة، وعندما سألته عن ذلك قال إن كل قرش يصرف من هنا فى غير مكانه سيحاسبنى الله عليه.
وقف أكثر من 6 ساعات فى غرفة العمليات يحاول إنقاذ الشهيد محمد مصطفى طالب هندسة عين شمس، وانهمرت دموعه على رحيل الشهيد، وشارك مع طلاب الجامعة فى الجنازة التى مرت أمام وزارة الدفاع، وصافحنى يومها وقال لى الثورة مستمرة والدم لن يذهب هدرا.
وقدم بلاغا للنائب العام للتحقيق فى مقتل الشهيد الطالب علاء عبدالهادى، وبعث خبيرًا بالطب الشرعى من الجامعة لمتابعة التشريح، وأكد أن الجامعة لن تتخلى عن حقوق طلابها، وقرر تكريمًا لروح الشهيد، إنشاء نصب تذكارى، تخليدًا لذكراه.
حديثه عن الثورة كان يعنى بمسار البناء، وضرورة الانطلاق إلى نهضة حقيقية تبدأ من التعليم وإعادة الأخلاق والقيم للمصريين، كان على وعى تام بأهمية المشاركة السياسية لطلاب الجامعة، فأطلق الحريات الطلابية عبر الأسر والاتحادات، واشتعلت الجامعة بالنشاط دون أى توقيف أو حظر، حتى الفعاليات المضادة للمجلس العسكرى والمنتقدة له، تمت إقامتها فى الجامعة، وكنت أمزح معه وأقول له «لولا أن حضرتك جئت بالانتخاب كان زمانهم أقالوك بعد أن تحولت الجامعة لساحة للنضال السياسى» فيضحك ويقول لى الجامعة مكان لكل الأفكار ومنح الحرية للجميع يرشدهم ويوصلهم للصواب بأنفسهم أما التقييد، والمنع يولد التعصب والكراهية.
كان يرى أن دور الجامعة يجب ألا يتوقف عند أسوارها بل يجب أن يخرج ويمثل منارة إشعاع للمجتمع ككل، لذا فقد تبنى بقوة مشروع اللجان الاستشارية من أساتذة الجامعة لتقديم المشورة للنواب، وإثراء العمل العام بالخبرات المتخصصة والكفاءات الأكاديمية.
حين كنت أراه كنت أتخيل لو أن كل المسؤولين فى مصر فى كل المواقع بهذا الشكل كيف سيكون مستقبل مصر، رحل علاء فايز بعد أن ترك بصمته فى قلوبنا وعقولنا وبعد أن أثبت أن للنجاح طريقة ومنهجا تحتاج فقط للمخلصين ليتحقق هذا النجاح.
رغم كل ما حققه وأنجزه خلال مسيرة حياته وخلال الفترة القصيرة التى تولى فيها المسؤولية، لم يبحث عن التلميع الإعلامى ولم يخرج ليفاخر بما صنع، بل كان يرفض بشدة الظهور فى الإعلام ويقول دعنا نعمل وأعمالنا تخبر الناس عنا وليس كلامنا.
رحل هذا الإنسان الوطنى النبيل وكانت آخر كلماته لى وهو يحدثنى هاتفيا حول موضوع اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور قال: إن مصر لن ينفرد برسم مستقبلها أحد، ومصر أكبر من أى حزب أو كيان، ومن يقف أمام حقائق التاريخ يخسر وتطويه صفحات التاريخ، وداعاعلاء فايز، وعلى دربك سوف تستمر خطواتنا لنكمل ما بدأت ولنقدم النموذج أن هناك أبناء لهذا الوطن متجردين لا يبغون إلا مصلحة الوطن وسعادة الناس ونحتسبك عند الله من الشهداء المكرمين.









مشاركة

التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد قرفان من النجار

واحد قرفان من النجار

عدد الردود 0

بواسطة:

popo

الله يرحمه

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد عاكف

رحمة الله عليه

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد على

واحد مصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى هيكل

عتاب

عدد الردود 0

بواسطة:

salma elbadry

عزاء د.علاء

عدد الردود 0

بواسطة:

تلميذة الأب الفاضل والأستاذ العظيم د: علاء

رحمك الله يا شمسا أضاءت جامعة عين شمس ثم ما لبثت أن غابت عنها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة