د. بليغ حمدى

أَيْنَ سَيَذهَبُ الرَّئِيْسُ هَذَا المَسَاء ؟

الخميس، 07 يونيو 2012 09:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يعلم الغيب إلا الله، وهو وحده الذى يعلم من سيعتلى سدة حكم مصر بعد أيام إن شاء الله، لكن المصريين جميعاً يتكهنون رجماً بالغيب عن أول مكان سيذهب إليه من سيفوز بشرف هذا المنصب فى المساء بعد أن يحلف اليمين الدستورى، وربما بقية المرشحين الخاسرين أيضاً، هذا المكان بالقطع هو المستشفى بسبب حالات الإجهاد التى ستظهر لاحقاً على هؤلاء جميعاً، فلقد بذلوا مجهوداً أسطورياً استثنائياً فى الذهاب لشتى بقاع مصر المحروسة، وهذا بدون طائرة كما فعل الرئيس السابق حسنى مبارك الذى طاف الجمهورية أثناء حملة ترشحة لولاية سادسة بطائرة الرئاسة وبالبنزين الذى كان متوفراً بغير إضرابات أو اعتصامات.
فالمستشفى هو المكان الذى لابد أن يمكث فيه الرئيس المرتقب لسويعات من أجل الاطمئنان عن صحته، وعن الأعراض التى لو تطورت سريعاً سيصبح مصاباً بأمراض حصرية اعتاد عليها الشعب المصرى كالسكر وارتفاغ الضغط وضيق التنفس والتهاب المفاصل. وربما ذهاب الرئيس للمستشفى سيمنح الصحفيين والإعلاميين بكاميراتهم فرصة المشاركة فى مزيد من اللغط حول صحة الرئيس ومدى إصابته بأمراض قد تعيق عمله وهل هذه الإصابة سوف تؤثر فى قراراته وحالاته المزاجية والعصبية.
وأنا على سبيل التحديد أدين للمشهد السياسى الحالى بمزيد من الامتنان والعرفان، فكنت سابقاً أذهب لأفتش فى ثنايا الكتب عن موضوعات جديرة بالكتابة والنشر، لكن منذ انتخابات مجلس الشعب السابقة والموضوعات نفسها لا تكفيها الورق والمداد، ومن ثم فربما ستكون موضوعات الكتابة القادمة لمعظم الصحفيين والكتاب فى أمور لا تخرج عن صحة الرئيس وكيف صافح الرئيس الفلانى ولماذا أخرج ورقة بيضاء من جيبه وسجل ملاحظة وهو يستمع إلى أحد الأساتذة بالجامعة، وماذا كتب فيها، وهل سيحتفل بنصر أكتوبر عند المنصة التاريخية أم أنه سيكتفى بمقابلة رموز العسكر وقادتهم بقصر العروبة وهكذا .
وهذا الرئيس هو بالحق مسكين جداً لأنه لن يمارس السياسة كما وصفها المؤرخ ول ديورانت فى كتابه قصة الحضارة، بأنها فن الحصول على النفوذ ولوحة الشطرنج التى تتنقل عليها قطع القوة والسلطان، لأنه بالفعل سيبدو محاصراً كحصار غزة، فالعيون تترقبه، وعدسات المصورين بإمكاناتها الفائقة الرقمية ستنال من نيته وضميره وما تخفيه الصدور من إيماءات وإشارات ولغة رمزية، وهذا كله سيعرضه بالفعل إلى الوقوع تحت ضغط عصبى ونفسى أيضاً يجعله يكره الأضواء بصفة عامة.
ويا لحظ هذا الرئيس حينما يقوم بإجراء كشفه الطبى عقب حلف اليمين والولاء للوطن والشعب، فالأمر لم يعد كعهد مبارك لا نعرف اسم المستشفى والطيب وأين يسكن وانتماؤه السياسى، فالمشهد الآن قد تغير فربما ينجح أحد رموز النظام السابق فى الانتخابات ويكون طبيبه إخوانياً فيفضح حقيقة مرضه أو حتى الكشف عن حالته الصحية. وربما ينجح أحد رموز التيار الدينى ويكون طبيبه أحد المنتمين للفلول وحينئذ سيقع هذا الرئيس تحت مقصلة الفضيحة وإفشاء حالته الصحية .
وإذا كان الدكتور كمال الجنزورى قد صرح عند توليه سلطة الحكومة الإنقاذية بأنه ليس مطالباً برفع الأثقال، لأنه مكلف بإدارة حكومة تسعى لإنقاذ البلاد التى هى بالفعل فى طريقها نحو الغرق، فإن الرئيس المرتقب مطالب رغماً عن إرادته أن يرفع الأثقال، بل ويشارك فى بطولاتها من أجل أن يطمئن الشعب على مستقبله، ولأن صحة الرئيس قضية متغلغلة فى الوعى الجمعى للمصريين منذ الأزل فهذا الرئيس أصبح مضطراً لأن يمارس الرياضة أمام شعبه، وأن يقفز ويطير فى الهواء ويصعد السلم على طريقة أوباما من أجل بعث الطمأنينة فى نفوس شعبه.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محفوووووظ

أنا أشفق على الرئيس القادم

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو الالفى

سوبرمان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة