د. مصطفى النجار

ليس منا

الخميس، 24 يناير 2013 10:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس منا من يلوث ثوب ثورتنا الناصع بالدعوة إلى عنف وإراقة دماء ليخرج ثورتنا السلمية عن مسارها تحت أى دعوى أو سبب ما، متمسكون بسلمية ثورتنا وسنظل نعمل لتحقيق أهدافها عبر كل المسارات، من يدعون إلى العنف نحن منهم براء.

ليس منا من يمتهن التخوين والتشكيك وإثارة الأكاذيب والشائعات للانتقام من المخالفين ومواجهتهم بهذه الأساليب المتدنية، فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة ومعركتنا معركة أخلاقية قبل أن تكون معركة سياسية، وإذا سقطت أخلاقنا وقيمنا سقطت مشروعيتنا السياسية، ليس منا من يمارس الندب والعويل والصراخ دون فعل إيجابى يقوم به ليصلح ما يراه سلبيا، نؤمن أن كل خطوة نخطوها وكل مبادرة نبادر بها تسهم فى تغيير الواقع وجعل حياتنا أفضل، لذا فنحن قليلو الكلام لنكون كثيرى الفعل.

ليس منا من يجعل الثورة حرفة يحترفها ومبررا لكل ما يقوم به من غلو وتطرف وخروج عن السياق باسم الثورة، دكاكين الثورة وتجمعاتها الوهمية لا تعبر عنا، وليس لأحد من ثوار ما بعد الثورة أن يتحدث باسمها أو يتخيل أن الناس تصدق أوهامه وادعاءاته فالناس تميز الغث من السمين وكل الفقاعات الثورية المؤقتة التى لازمتنا فى المرحلة الانتقالية إلى زوال مثل كل المخلفات التاريخية التى تسقط وتتلاشى مع الأيام. ليس منا من يعتقد أن كونه من الشباب أن يمارس الابتزاز لمن حوله ليطلب ما ليس له، فمعيار التمكين والمسؤولية والتقدم هو الكفاءة وليس معنى أن بعضهم من الشباب أن يبتزوا الناس بسبب ذلك وينتظرون ما لا يناسبهم وما هم ليسوا مؤهلين له. ليس منا من اكتفى بالنضال فى العالم الافتراضى وانعزل عن الواقع وعن هموم الناس، كما ننتقد فإننا نتحرك على الأرض ونبادر لنغير الواقع ونحقق أحلامنا لهذا الوطن. ليس منا من يبخس الآخرين حقوقهم فيهاجم كل ما يفعلونه بلا موضوعية، نختلف مع الناس ولكن الاختلاف لا يجعلنا نمارس الغوغائية أو الكراهية والتربص بالمختلفين معنا.

خطوط التمايز بين الثوار والمدعين يجب أن تحدد بوضوح لتكون فارقة بين من صدقوا ومن ادعوا وبين من يعبثون ومن يعملون، بعد عامين من الثورة اختلط المشهد وتلون بالكثير من المشوهين إنسانيا والذين جعلوا الثورة مطية لأهوائهم وأغراضهم، حتى صار بعضهم يخشى من انتهاء الحالة الثورية أو نجاح الثورة حتى لا يفقد عمله الحالى وهو ناشط ثورى!!

نستطيع أن نعد على أصابعنا الثوار الحقيقيين الذين دفعوا الثمن أيام مبارك وناضلوا بحق ونستطيع أن نفرز تلك الوجوه البائسة التى تسللت للمشهد الثورى عقب التنحى وزوال القبضة الأمنية بعد أن أصبح النضال مجانيا بلا ثمن، فصالوا وجالوا وادعو الفروسية وهم عبيد الجبن والخوف الذى لازمهم طوال عمرهم. الأخبار المضحكة التى تتحدث عن أربعين وخمسين ائتلافا ثوريا وحركة ثورية يجب أن تختفى من إعلامنا، وألا يساهم الإعلام فى تضخيم هذه الفقاعات، حان الوقت لتوقف العبث والنزول لساحة المواجهة الحقيقية، وهى معركة البناء وتمكين الثورة عبر العمل وليس الصراخ. الرصيد الثورى ينفد باستمرار بعد عامين من ممارسات حمقاء تلبس بها هؤلاء المدعون وساندهم فيها نخب انتهازية شاخت وتيبست ووجدت فى هذه الفقاعات طريقا للبقاء فى المشهد العام لأطول فترة ممكنة.

بعد عامين من الثورة نريد تنظيف المشهد الثورى وكنس المخلفات الثورية ليعود للثورة نقاؤها وموضوعيتها، لقد أنجزنا عملا عظيما بثورة 25 يناير، ولكننا تركنا هؤلاء الأفاقين يلوثونه عبر الهطل الثورى وادعاء الثورية لتنكمش الروح الثورية لدى قطاعات واسعة من الشعب المصرى، استعادة ثورتنا تبدأ بتطهير صفوفنا والمشهد السياسى من هؤلاء ليميز الناس بين الثورة التى قامت من أجلهم وبين من حولوا الثورة إلى سلم للترقى، فلنستعد ثورتنا ولنعد الحالة الثورية وزخمها ولكن عبر مسار البناء.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة