تمكن الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى من إجراء عملية زراعة قرنية صناعية لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات، أدت إلى عودة بصرة بعد أن كان أعمى ولا يرى أى بصيص أمل.
وأوضح الدكتور إيهاب أن الطفل كان قد ولد بعتمات كاملة على قرنية العينين أدت إلى وجود سحابة بيضاء كثيفة تمنع الرؤية منذ الولادة نتج عنها اهتزاز شديد فى العين وفقدان تام للإبصار، ويعتبر هذا المرض عيبا خلقيا سببه عدم انتظام طبقة الكولاجين المكونة للقرنية مما تسبب فى عتامتها وقد أجريت له عدة عمليات من قبل لزرع القرنية وتغيير الطبقة المعتمة بقرنية شفافة من متبرع متوفى، ولكن صاحب ذلك لفظ القرنيات المزروعة لمرتين متتاليتين لكل عين مما تسبب استمرار عدم وضوح الرؤية.
وكان الحل الوحيد تركيب قرنية صناعية مخصصة للأطفال مع إزالة العدسة الداخلية للعين لإصابتها بمياه بيضاء وإزالة الجسم الزجاجى فى عملية معقدة استمرت ثلاث ساعات وكللت العملية بنجاح حيث استطاع الطفل بعد إزالة الغيار فى اليوم الثانى لإجراء العملية الرؤية والتحرك بحرية نحو مصادر الضوء والألعاب وعدم الاصطدام بالمعوقات أمامه فى أول مرة فى حياته وتعرف على والدته التى لم يرها وقام بوضع يده على وجهها لأنه كان يراها لأول مرة فى حياته بعد تمكنه من الإبصار.
ويقول الدكتور إيهاب إن مرحلة ما بعد العملية فى منتهى الأهمية حيث إنه يعتبر لأول مرة يشاهد الأشياء وغير قادر على التعرف عليها لعدم إدراك المخ كينونة هذه الأشياء وقد بذلت الأم والرعاية المتخصصة فى تعليمه الألوان والأشكال وبدايات رسم الحروف ومع النمو المناسب لعقله ومستوى ذكائه استطاع الطفل التعلم بسرعة.
جدير بالذكر أن القرنية الصناعية من مميزاتها أنها لا يتم لفظها مثل القرنية الطبيعية.
