د. مصطفى النجار

احموا النساء.. إنهم يغتصبوننا

الخميس، 02 مايو 2013 03:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ابنتى تعمل فى أحد المحلات بمحافظة الجيزة، وفى أحد أيام عودتها وبينما هى متوجهة لتركب المواصلات للعودة إلى منزلها قام ثلاثة مجرمين باختطافها من قلب ميدان الجيزة بالقرب من جامعة القاهرة، وذهبوا بها مخدرة لمكان ما وتناوبوا الاغتصاب عليها ثم ألقوا بها فى الشارع، كانت هذه رواية عامل مصرى بسيط عن ابنته التى تخرج للعمل بحثا عن الرزق ومساعدة لوالدها المريض. مرة أخرى تتعرض المرأة المصرية لموجة جديدة من العنف الجنسى وتتعدد حوادث الاغتصاب التى كان آخرها حادثتين مروعتين داخل حى مدينة نصر بالقاهرة خلال أسبوع واحد وتم نشرها فى وسائل الإعلام.
خلال أسبوع واحد تم اغتصاب فتاة فى العشرينيات من عمرها وفتاة فى السادسة عشرة من عمرها خلف سور النادى الأهلى بمدينة نصر وبنفس الطريقة، بالإضافة إلى عمليات خطف حقائب اليد من السيدات فى كل الشوارع عبر المجرمين الذين يركبون موتوسيكلات ويفرون هاربين بالتوازى مع تزايد عمليات التحرش التى تلاحق نساء مصر وفتياتها فى كل مكان.
ندرك أن هناك حالة انفلات أمنى مستمرة ونعرف الأوضاع السيئة التى تمر بها وزارة الداخلية، ولكن هذا ليس مبررا أن يتحول الشارع إلى غابة نفقد الأمان فيها لهذا الحد ولا نأمن على أعراضنا ويتم اغتصاب بناتنا فى وضح النهار. فى نفس الوقت الذى صدمتنا فيه تلك الحوادث خرج علينا خبر تخفيف حكم الإعدام عن مجموعة المجرمين الذين قاموا بخطف سيدة من بيتها فى كفرالشيخ منذ فترة واقتادوها إلى منطقة زراعات ليتناوبوا اغتصابها وتحول الحكم من الإعدام إلى الحبس، ومع امتناعنا عن التدخل فى أحكام القضاء إلا أن ما حدث يؤكد ضرورة عمل تعديل تشريعى يوجب إعدام كل من يثبت اغتصابه لأنثى تحت الترهيب أو الاختطاف.
ندرك جيدا أن تغيير الثقافة ومعالجة جذور هذا التردى الاجتماعى والأخلاقى هو الأساس الذى يجب أن نعمل على تفعيله ولكن هذا سيأخذ وقتا طويلا، لذلك فبالتوازى مع تعديل تشريعى عاجل لا بد من خطوات على المدى القريب منها سرعة ملاحقة المجرمين الذين هتكوا أعراض بناتنا وتقديمهم للعدالة وتفعيل التواجد الأمنى المستمر من خلال عمل دوريات متحركة تجوب الشوارع ليلا ونهارا وفق خطة أمنية مهنية لردع المجرمين وحماية المواطنين وتفعيل دور نقاط الشرطة الموجودة بالأحياء السكنية ولا تساهم للأسف فى تقديم الخدمة الأمنية للمواطنين مع زيادة عدد نقاط الشرطة لتكون هناك نقطة شرطة وسط كل مربع جغرافى مع عمل بصمة ورقم كودى لكل سيارة تاكسى وسائقها لسهولة تتبع أى مجرم تسول له نفسه انتهاك الأعراض أو التحرش بالنساء. هناك حالة هلع واسعة النطاق بعد تكرر حوادث الاختطاف والاغتصاب وتزايدها، ووصلت هذه الحالة إلى أن كثيرا من الأمهات منعن بناتهن من النزول بمفردهن وعدم ركوب أى تاكسى وهذا أمر صعب يزيد من معاناة المرأة المصرية، وحين يتذكر المرء ملايين المصريات المعيلات واللاتى يخرجن من بيوتهن كل يوم بحثا عن لقمة العيش لا يجد ما يقوله من شدة الخجل.
التغيرات الاجتماعية التى تصيب الشعب المصرى يجب رصدها مبكرا والتعامل معها قبل أن تتحول البدايات إلى كوارث يصعب علاجها، سكوتنا وتجاهلنا عن مشكلة أطفال الشوارع والتحرش كأمثلة جعل هذه الأمور جزءا من حياتنا وأصبحت واقعا مريرا لا نعرف كيف نحاصره أو نحتويه، لذلك ليس من المتخيل أن نسكت عن حوادث الاغتصاب واختطاف النساء لتصبح حوادث عادية ومتكررة ومنتشرة. على المجتمع أن يتنبه بشدة لهذه الظاهرة ويتعامل معها بمنتهى الحسم حتى لا يأتى يوم يصبح اختطاف النساء واغتصابهن أمرا مألوفا فى المجتمع، وعلى المنظمات النسوية أن تنشط لرصد الظاهرة وتفعيل مطالب حماية نساء مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة