تركة مبارك وفساد مبارك وإهمال مبارك، وحدث هذا أيام مبارك وليس بجديد، وياما جنود مصريين اتخطفوا أيام مبارك وما عملتوش الهيصة دى، وهو الرئيس ما له بالمشاكل دى رئيس الوزرا واللى شغالين معاه هما اللى يتحملوا المسؤولية، «كنتم تقدروا تفتحوا بقكم أيام مبارك ولا دلوقتى عشان الرئيس مرسى ديموقراطى ومش بيقمع حد عاملين فيها أبطال وبتهاجموه وتتنتقدوه؟»، أنتم أعداء المشروع الإسلامى، إنها ليست حربا على الإخوان بل على دين الإسلام، إنها المؤامرة الكونية التى تستهدف إجهاض المشروع الإسلامى الوليد فى مصر، زعلانين من قطع الكهربا ليه هو الرئيس يجيبلكم كهربا منين ما الشعب هو اللى مضيع الكهربا بالوصلات العشوائية والكهربا بتقطع فى كل حتة فى العالم، واللى بيقطع الكهربا فلول النظام اللى موجودين فى الوزارة وعايزين يوقعوا مشروع النهضة ودول زى اللى كانوا بيرموا السولار والبنزين فى الصحرا عشان يخلقوا أزمة طاقة يقلبوا بيها الشعب على الرئيس!
هذه عينة من عبارات التبرير التى نسمعها ليلا ونهارا من أنصار الرئيس ومؤيدى جماعة الإخوان وهم يهاجمون بكل شراسة كل من ينتقد الأداء الحالى، ويشير إلى مواطن الخلل التى نراها فى إدارة الدولة.
القدرة على التبرير لم تعد موقفا مؤقتا، بل أصبحت أسلوب حياة، يتطوعون بالتبرير دون أن يطلب منهم أحد، أحيانا لا ينتظرون الموقف النهائى للرئاسة وللجماعة فيتسرعون بالكلام الذى يأتى بعده كلام مخالف لما قالوه فلا يدرون ماذا يفعلون، ولكنهم لا يخجلون فيعيدون توجيه الكرة لناحية أخرى لا علاقة لها بحديثهم السابق.
لا ينسى أحد الإبداع فى صياغة التبرايرات الخاصة بالإعلان الدستورى المشؤوم الذى أفسد المناخ العام فى مصر، ولا ينسى أحد أحداث الاتحادية ولا تبريرات تعيين وزير الثقافة ووزير الدولة لشؤون المجالس النيابية الجديد.
أشفق على هؤلاء الذين يضطرون للقيام بهذه الممارسات التبريرية الواهية لمجرد الدفاع والهجوم على من يعتقدون أنهم جزء من المؤامرة ضدهم وضد مشروع النهضة الذى لم تظهر له ملامح حتى الآن، إن عدم القدرة على تقبل النقد وضيق الأفق هو نتاج تربية مشوهة تميل لتجاهل السلبيات والسكوت عنها ومحاولة تقديم تبرير لها، مهما كان تناقضه وعدم منطقيته، إن الإحساس الدائم بالاضطهاد والتربص يخلق هذه النفسيات القادرة على تجاوز المنطقية والمنهجية لكى تنام قريرة العين وهى تعتقد أنها قد أدت ما عليها بعد أن اتهمت الآخرين ومارست عقدة الإسقاط عليهم وبرأت نفسها.
لم ينتخب المصريون الرئيس مرسى لتظل جماعة الإخوان تقول للشعب المصرى إن مبارك كان يفعل كذا وكذا، فالمصريون يعرفون ما الذى فعله مبارك، ولكنهم ينتظرون التغيير الذى وعدهم به الإخوان حين تصدروا المشهد وقالوا عندنا مشروع للنهضة.
إذا لم يغير الإخوان ما تركه نظام مبارك فلماذا كانت الحاجة إلى إسقاط نظامه؟ إذا رضى الرئيس مرسى بالتطبيع مع دولة مبارك والسير على دربها، فلماذا كانت هناك ثورة ودماء سالت؟ يبدأ حسابك حين تتولى المسؤولية ويجب أن تخبر الناس أين نقف بكل شفافية، ثم تخبرهم بخطتك لتغيير الواقع الذى انتخبوك لتغييره، وهذا لم يحدث حتى الآن.
حين ننتقد ما نراه من سلبيات فإننا نبحث عن مصلحة الوطن وهموم الناس، لا يعنينا من يحكم واختلافنا الفكرى والسياسى معه، بل يعنينا كفاءته وأسلوب إدارته، لا نجلد أحدا ولا نطلب منه المستحيل، ولكن نمارس حقنا فى الرقابة الشعبية على السلطة.
لو أجهد حزب التبرير نفسه فى البحث عن حلول للمشاكل القائمة والتعلم من تجارب نجاح والاستفادة من هذا الوقت الذى يضيعونه فى التبرير فى إدارة حوار راق يهدف إلى الوصول لرؤى متكاملة نتيجة تفكير جماعى يعنى بالمصلحة العامة بعيدا عن خلافات السياسية لتغير الحال، إن الوقت ينفد وجدل السياسة التى تشبه مهارشة الديوك لا يتوقف وبين هذا العبث وطن يضيع وفقراء يسحقهم التردى الاقتصادى وغضب يتصاعد لن يمنعه التبرير، فهل يعود العقل؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أسماء غيث
No more scilence
عدد الردود 0
بواسطة:
fady nagy
عزيزي الحبيب
مقال محترم جداااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
د محمد
لا تعجل
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام المهدى .
كان يا ما كان
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام المهدى .
كان يا ما كان
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab
اين انت
واين انت من من ذلك الحل العملي بنهاية المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف البسيونى
عباسية