قطب العربى

اعتصام أولاد البطة السوداء

الأربعاء، 17 يوليو 2013 06:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أشبه الليلة بالبارحة، فكل ما ألصق بثوار يناير فى ميدان التحرير طيلة الأيام الثمانية عشر التى انتهت بخلع مبارك يتكرر الآن مع الثوار فى رابعة العدوية، الفارق أن الهجوم أشد على معتصمى رابعة لأنه يأتى من جبهتين وليس جبهة واحدة، هما جبهة فلول مبارك وجبهة أدعياء ثورة يناير الذين تنكروا للثورة الأم، ووضعوا أيديهم فى أيدى قتلة شهداء ينايرومن ثاروا ضدهم من قبل ليعيدوهم إلى سدة الحكم معززين مكرمين.

أكاذيب مروعة تنقلها الآن قنوات الفلول وحلفاؤهم من أدعياء الثورة عن معتصمى رابعة العدوية، مثل انتشار الجرب وغيره من الأمراض الجلدية بينهم بسبب طول مدة الإعتصام، ويتجاهل هؤلاء الكذابون أن الجرب لا ينتشر إلا فى الشتاء وسط التجمعات المغلقة، كما أن المعتصم لا يبقى فى الميدان لفترة طويلة فهناك جداول للاعتصام تحدد مددا قصيرة لكل فوج لاتتجاوز أسبوعا وقد تصل إلى ثلاثة أيام فقط للقادمين من المحافظات بينما يغادر معظم المعتصمين من القاهرة الكبرى الاعتصام ليلا ليعودوا صبيحة اليوم التالى، وبالتالى فلا مجال للتعرض لأية أمراض جلدية كما يدعى المرجفون الذين راحوا يلحون على كذبتهم بمنظر بخاخات المياه التى يرونها فى الميدان والتى تستهدف ترطيب حارة الجو مدعين أنها بخاخات لرش المواد المطهرة!!!.

من الأكاذيب أيضا الإدعاء بمنع المعتصمين من مغادرة المكان قهرا، وأن من يحاول المغادرة يتعرض للتنكيل وربما القتل، وهى فرية يدحضها خروج ودخول الآلاف يوميا، أما الفرية الكبرى فهى "نكاح الجهاد" وهم يريدون أن يلصقوا بغيرهم ما سبق أن أتهموا به من تحرش فى ميدان التحرير خلال الأسابيع الماضية والذى وثقته المنظمات الحقوقية والحركات النسوية وفى هذا الإطار روج المرجفون عبر إعلامهم الكثير من الإفتراءات مثل زواج السوريات الحرائر، وتوفير شقق للخلوة الشرعية، وهى أمور تستوجب المحاكمة الفورية لكل من نطق بها وروجها علاوة على أنها تستوجب لعنات الله "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين".

لا تتوقف الأكاذيب بهدف ضرب معنويات المعتصمين الصامدين، فمن إدعاءات الجرب والقتل إلى إدعاءات الهرب من أهل المنطقة خشية الفتك بالبعض، أو الهرب من ملاحقة رجال الشرطة، أوحتى البحث عن وجبة طعام!!!.

المفاجأة الكبرى هى ارتفاع الروح المعنوية للمعتصمين يوما بعد يوم، وزيادة الأمل والثقة فى الله بقدرتهم على تحقيق أهداقهم التى خرجوا من أجلها وهى استرداد ثورة 25 يناير المختطفة، وإعادة الرئيس الشرعى ومعه الدستور ومجلس الشورى، والعودة إلى المسار الديمقراطى والدولة المدنية.

يدهشك فى ميدان رابعة كما فى ميدان النهضة وبقية الميادين تلك الروح الإيمانية العالية التى تجعل المعتصمين يرون النصر أمام أعينهم، وهو ما قد لايتراءى لغيرهم، أنهم مقتنعون تماما أن إرادة الشعب من إرادة الله، إنهم قوم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، يلاحقك هذا الشخص أو ذاك بوجبات الإفطار أو السحور، أو المياه أو التمور، تزدان مداخل خيامهم بصور شهدائهم، يتسابقون فى مواجهة الرصاص الحى والخرطوش بصدور عارية، يقضون وقتهم فى نقاش سياسى حول مستقبل البلاد والعباد وتصعيد وتنويع احتجاجاتهم مع الحفاظ على سلميتها، فى الوقت نفسه لا ينسون وردهم اليومى من قراءة القران والأذكار والصلوات فرضا ونفلا وتهجدا، قياداتهم تسبقهم فى الحركة والعطاء لا كما يدعى المرجفون أن تلك القيادات تنام فى بيوتها أو تمنع أبنائها من المشاركة خوفا عليهم، وكم استمع المعتصمون طيلة الأيام الماضية أنباء استشهاد وإصابة أبناء أولئك القادة جنبا إلى جنب مع بقية الشهداء والمصابين.

المعتصمون فى رابعة والنهضة وغيرهما من ميادين مصر يفيضون وطنية وحبا لبلدهم، لكنهم يشعرون أن الانقلابيين يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثالثة، أو أنهم أبناء البطة السوداء، ليس لهم حق التظاهر أو الاعتصام كما كان غيرهم يفعل من قبل دون أن يتعرض له أحد بسوء، فكم مرة قطعت الطرق والكبارى والمترو، والسكك الحديدية، وأغلق مجمع التحرير واعتبر كل ذلك عملا ثوريا بطوليا يشار إلى فاعله بالبنان، بينما تسارع قوات الشرطة والجيش وميليشيات مدنية تابعة لهما بضرب المعتصمين أمام الحرس الجمهورى وفى ميدان رمسيس والجيزة وفى العديد من المحافظات لتقتل وتصيب وتعتقل المئات.

هذا الشعور بالمعاملة الدونية يدفع بعض الشباب للتهور، وهو أمر مرفوض، لكن نتيجته ستكون وبالا على الجميع.

• قيادى بجماعة الإخوان المسلمين








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة