د. نعمان جلال

تحية لشعب مصر العظيم بثورته السلمية

الجمعة، 05 يوليو 2013 10:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت مصر ثورتها الأولى فى الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير 2011، حيث أسقطت حكم مستبد استمر ثلاثين عاما، كما شهدت سقوط حكم الاستبداد الدينى بعد عام واحد من الحكم والسلطة وهذا يدل دلالة واضحة على سبع حقائق ذات دلالة ومغزى هى:

الأولى: إن حكم الاستبداد السياسى أو الدينى هو حكم ضعيف المصداقية، فاقد الوعى بالحقائق التى تعيشها الشعوب، منعزل عن الواقع يعيش فى عماء وغباء إيديولوجى وهذا ما حدث وأدى لسقوط وانهيار نظامى مبارك والإخوان.

الثانية: إن التطورات فى المجتمع الحديث تقودها النخبة المثقفة التى تحظى بمساندة قوتين رئيسيتين الأولى هى القوة الشعبية والثانية هى القوات المسلحة، وصدق علماء الثورات ومفكروها عندما قالوا إنه يصعب القضاء على أية حركة سياسية إذا تلاحمت مع الشعب، والمقولة الثانية إن السلطة تنبع من فوهة البندقية.

الثالثة: ان الشعب المصرى يمتاز بالصبر الطويل وعدم الثورة ضد الحاكم المستبد إلا عندما يبلغ السيل الذبى ولذلك فان ثوراته عبر تاريخه الطويل كانت عبارة عن انتفاضات قصيرة الأمد، وأما ثوراته الشاملة فكانت محدودة، يكفى أن نشير إلى أنه بعد عصر الطغيان والاستبداد فى الدولة القديمة وخاصة الأسرة الرابعة عصر بناة الأهرام قام المصريون بثورة دمرت الأخضر واليابس ووضعت نهاية للدولة القديمة فى عهد الأسرة الخامسة، وبدأت مرحلة الدولة الوسطى فيما عرف بعصر الفوضى الأول، ثم ثارت فى أكتوبر 1973 لإظهار قوتها ضد الاحتلال الإسرائيلى ضد الغطرسة الأمريكية والضعف العربى وموقفه الهزيل، وكانت ثورة 25 يناير هى ثورة ضد نظام مستبد حكم مصر ثلاثين عاما وشاركه فيه الزوجة والأولاد على مقاليد الأمور لحاكم بلغ من السن عتيا وهذا ما حدث فى عهد الأسرة السادسة الفرعونية عندما سيطرت الزوجة والأولاد والكهنة على الفرعون الذى عاش لأكثر من 90 عاما، ولكن ثورة 25 يناير تم اختطافها من جماعات تتمسح باسم الدين وعمدت للإقصاء، والإدارة بالأزمات، والابتزاز وهم اقتدوا بنظام مبارك الذى اضطهدهم وعاشوا فى ظل عقدة الاضطهاد وسياسة الإقصاء وممارسات السراديب والعمل فى الظلام.

الرابعة: إن القوة الحيوية فى أى مجتمع هى الشباب وهم طليعة المجتمع وخاصة أبناء الطبقة الوسطى التى اضطهدها نظام مبارك، كما اضطهدها الإخوان المسلمون، باسم الدين وهذا الشباب قاد ثورات أوروبا المشهورة بل ثورات العالم بأسرة عام 1968 واسقط حكومات، وأحدث فوضى أدت إلى الاستقرار بعد ذلك، ولكن شباب ثورة 30يونيه 2013 استفاد من كل ذلك وخاصة بالنسبة للعمل وسط الجماهير الفقيرة والطبقة المتوسطة حشد جميع قوى المجتمع مثل المرأة والأقباط والمسلمين وأبناء الريف والمدن، المتدينين وغير المتدينين تحت شعار واحد، هو الوطنية المصرية. ولذلك جمع توقيعات 22 مليون مصرى فى بضعة أسابيع، وهذا عمل لم يسبق له مثيل فى تاريخ الشعوب.

شباب مصر الواعى أدرك أنه" لا يحك جلدك مثل ظفرك" كما يقول المثل، وإن الاستعانة بالأمريكان كالاستعانة بالرمضاء من النار، فاعتمد على قوته الذاتية بخلاف بعض عناصر ثورة 25 يناير وقام الجيش المصرى، هو حصن الوطنية المصرية بتأمين تظاهرات الشباب السلمية، وإن الأزهر والكنيسة هم أعمدة المؤسسات فى مصر عبر العصور، وأساس المواطنة المصرية وان الشرطة دورها فى حماية أمن المواطن، والقضاء مهمته تحقيق العدالة، وإن ثروة لمصر لشبابها وشيوخها لنسائها ورجالها لمسلميها وأقباطها للفلاحين والعمال باختصار لكافة طبقات وطوائف المجتمع بلا تميز.

الخامسة: اكتسبت القوات المسلحة خبرة فى إدارة الأزمات الداخلية، فأحسنت فى إدارة هذه الأزمة والتعامل مع تداعياتها، إن التحية واجبة للقوات المسلحة وللشرطة والقضاء والإعلام الصادق الذى قاد حملة التوعية وللأزهر والكنيسة وتلاحمها ضد أعداء الدين من الجهلة وأنصاف المتعلمين الذين لم يدرسوا الدين فى أصوله المعروفة فتحولوا فى غفلة من الزمن إلى دعاة ورجال دين.

السادسة: نصيحة للسلفيين المصريين وأمثالهم ألا ترتكبوا الخطأ الفظيع للإخوان المسلمين، فمصر كانت إسلامية منذ أكثر من 14 قرناً، وتؤمن بالإله الواحد منذ عصر الفراعنة العظام وهى دولة تعتمد الوحدة الوطنية اساساً بغض النظر عن ديانة أى مواطن.

السابعة: لقد كشفت حركة حماس عن نفسها وأثبتت أنها عار على حركة النضال الفلسطينى فهى تورطت فى اعمال ضد شب مصر الذى ضحى من اجل فلسطين بدلاً من أن تحارب إسرائيل، وان هذه الحركة لها تاريخ سرى مع إسرائيل التى أنشأتها لضرب حركة النضال الفلسطينى، ان مأساة الحركة الفلسطينية وقياداتها عدم اعتمادها على شعبها وعدم العمل لمصلحة وطنها وقضيتها وقديما أعلنت ان تحرير القدس يبدأ من تحرير الدول العربية، وهذا الأمر يثير الشكوك والشبهات لهذه الحركة التى خدعت شعبها عبر عقود طويلة واعتدت على شعب مصر الذى قدم لها الغالى والنفيس وحسنا لو اهتمت ايران بشؤونها الداخلية ورفاهية شعبها ولو قام حزب الله اللبنانى باحترام سيادة سوريا واحترام القانون اللبنانى والتعاون مع شركاء الوطن بدلاً من التآمر مع حماس ضد مصر وشعبها وقياداتها وتهريب المسجونين.

وأخيراً شكراً للإخوان المسلمين الذين أساءوا التصرف وقسموا الشعب فادوا إلى نتيجة عظيمة وهى وحدة الشعب، وفى الوحدة قوة، حمى الله مصر ارض الكنانة، وحمى شعبها وبارك فى جيشها فهم خير أجناد الأرض. كما ورد فى الأثر تحية لثورة مصر وتبا لجريدة النيويورك تايمز وأمثالها الذين لايرون النور فى وضح النهار ويدعون أن ثورة مصر كانت انقلابا عسكريا هل بعد قيام 22 مليون مواطن ضد نظام فاسد بشعار إسلامى يجادل هؤلاء الأمريكيون بأنه انقلاب عسكرى ويتحدثون عن الحريات وهم يتآمرون ضد حلفائهم فى أوربا ويتجسسون عليهم.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

امين كخال

عقدة ستوكهولم

عدد الردود 0

بواسطة:

abo salah

حمى الله مصر ارض الكنانة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة