ما مميزات نظام الفردى؟
- نظام سهل وبسيط يستطيع الناخب فيه اختيار ممثله بسهولة واختبار مدى كفاءة هذا الشخص لتمثيله.
- الناخب يعرف من يمثله جيدا نظرا لصغر الدائرة ويعرف أفكاره وانحيازاته.
- الناخب يستطيع التواصل مع من انتخبه بعد نجاحه ومتابعة أدائه لتنفيذ وعوده وبرنامجه الانتخابى.
- يشعر الناخب أن له صوتا قريبا منه يعبر عنه أمام الدولة ويدافع عن حقوقه ويساعد على تلبية احتياجاته.
- زيادة ارتباط النائب بدائرته الصغيرة ودفاعه عن مصالحها، مما يعود بالفائدة على سكانها، سواء فى زيادة مخصصات وحل مشاكل وإقامة مشروعات.
ما عيوب نظام الفردى؟
- يسمح للعصبيات والقبليات فى المناطق ذات الطبيعة القبلية بتحديد من الذى ينجح.
- يسمح لرأس المال بفرض اختياراته فى حالة ضعف المشاركة الانتخابية للناخبين، لكن مع اتساع المشاركة يضعف التأثير بالمال السياسى.
- يضعف تأثير الأحزاب، حيث يستمد المرشح قوته من علاقاته المباشرة بالناخبين ورضاهم عن أدائه وشخصه.
- يحتاج لإنفاق مادى كبير، قد لا يتحمله شخص بمفرده إلا إذا نجح فى إدارة حملته بشكل يقنع الناخبين بدعمه ماديا ويعتمد فيه على الأعمال التطوعية لمؤيديه الذين يستطيعون تعويض المحدودية المالية للمرشح.
- قد ينتج برلمانا لا يعكس الحجم الحقيقى لأصوات الناخبين لأن المهزومين بنسبة %49 تذهب أصواتهم ولكن يرى البعض أن هذا ثمن الديمقراطية ونظام التمثيل الانتخابى.
- يحتاج المرشح لتاريخ سياسى وتواجد فى دائرته وسابق نشاط ويصعب فيه نجاح من لا تاريخ لهم والمنضمين حديثا للعمل العام دون أن يبدأوا الطريق من بدايته سواء من المحليات أو العمل التنموى أو النشاط بالمجال العام عموما.
- لا بد من وجود حد أدنى من الكاريزما للمرشح الذى سيتعامل معه الناس بشكل مباشر قبل اختيار التصويت له.
- العامل الأساسى فى نجاح المرشح قدرته على إقناع الناخبين بشخصه وأفكاره وقدرته على تمثيلهم.
ما مميزات نظام القائمة؟
- مفاضلة الناخب على أساس البرامج الحزبية والصورة الذهنية للحزب الذى يختاره.
- تقوية الأحزاب السياسية التى يعزز وجودها وانتشارها وجود نواب لها بالبرلمان.
- إضعاف تأثير القبلية ورأس المال السياسى فى حشد الناخبين نظرا لاتساع الدوائر.
- لا يتم فيه إهدار الأصوات، لأن كل نسبة أصوات يقابلها تمثيل بمقاعد.
- يمكن أن يساعد فى تمثيل الأقليات والفئات المهمشة إذا تبنت الأحزاب هؤلاء ومنحتهم مراكز متقدمة فى القوائم.
- يمكن أن يترشح من خلالها أشخاص غير معروفين مسبقا وبدون حاجة إلى كاريزما.
- الإنفاق المادى تتحمله الأحزاب ويتقاسمه المرشحون طبقا لترتيبهم فى الأغلب.
- يحرر النواب من ضغوط الناخبين المباشرة ويوجه اهتمام الناخبين إلى القضايا العامة أكثر من القضايا المحلية الخاصة بمناطقهم.
ما عيوب نظام القائمة؟
- يضيف للأحزاب مزايا وتمثيلا كبيرا قد لا يتلاءم مع حجمهم الحقيقى على حساب المستقلين، ولكن يمكن عمل قوائم للمستقلين لتحقيق تكافؤ الفرص.
- ضعف الارتباط بين الناخب والدائرة، نظرا لاتساعها وأغلب الناخبين لا يعرفون النواب الذين انتخبوهم عبر القائمة ويصعب حسابهم.
- نظام صعب على الناخب، خاصة البسطاء، وقد يفرض على الناخب اختيار وجوه لا يعرفها ولا يثق فيها فى حالة القائمة النسبية المغلقة، ويمكن تجاوز هذا عبر القائمة النسبية المفتوحة التى يمكن للناخب فيها اختيار الأشخاص الذين يريدهم من كل قائمة ما لم يتخط العدد المطلوب للمقاعد التى تمثلها هذه القائمة، وهذا أيضا معقد للغاية على كثير من الناس.
- يساعد فى إذكاء حالة الاستقطاب الجمعى ضد أفكار سياسية معينة يسهل الهجوم عليها بتنميطها وشيطنتها من جميع الأطراف.
- قد يساعد فى دخول بعض الأشخاص محدودى الثقافة والفكر والرؤية السياسية والأخلاقية للبرلمان عبر التسلل والاختباء فى القوائم.
- يركز السلطة فى أيدى قيادات حزبية قد تكون منفصلة عن الشارع وتكون اختياراتها قائمة على أساس الولاء لهذه القيادات أو ما يدفعه المرشحون لهذه القيادات والأحزاب للحصول على مراكز متقدمة بترتيب القائمة.
حقائق من تجربة انتخابات برلمان 2011:
- ترتيب القوائم فى أغلب الأحزاب كان مبنيا على القدرة المالية للمرشحين أو كونه من قيادات الحزب والصراع على رأس القوائم كان محتدما، مما جعل القائمة عبارة عن انتخابات فردى مقنعة يحتل فيها رأس القائمة من يدفع أكثر أو قيادات حزبية ضعيفة لو خاضت الفردى كانت ستفشل بامتياز.
- الأحزاب التى تطنطن الآن عن أن نظام القائمة يضمن تمثيل المرأة والأقباط هى أحزاب متناقضة مع نفسها، لأن نفس هذه الأحزاب لم ترشح امرأة واحدة كرأس قائمة فى 2011 ولم ترشح سوى قبطى واحد كرأس قائمة وفى دائرة بها كتلة تصويتية قبطية كبيرة! وعدد النساء والأقباط الذين دخلوا للبرلمان عبر هذه الأحزاب كان مخزيا.
- أغلب الأحزاب واجهت صعوبة كبيرة فى استكمال عدد المرشحين بكل قائمة خاصة العمال حتى صار المشهد مضحكا أمام لجنة الانتخابات، وأنت تجد من يقفون أمام الباب وينادون: واحد عمال واحد عمال، ويكون مقابل انضمامه للقائمة الناقصة مبلغا ماليا!
- الحديث عن أن نظام القائمة يدعم فكرة البرامج الحزبية فى مصر مضحك، فقد تحالفت أحزاب محسوبة على اليسار والقوميين وبعض الليبراليين مع حزب الحرية والعدالة الإخوانى لتضمن مقاعد لها فى البرلمان، ودخلت البرلمان تحت قائمة الإخوان وحزب الإخوان الذى سميت القائمة باسمه وبرنامج الإخوان الانتخابى.
- ما حققه الإخوان من نجاح فى الفردى نسبته اقتربت من الـ%70 من المقاعد، لذلك افتراض أن الفردى سيعوق الإخوان مغالطة كبرى.
حقائق ميدانية للمشهد الانتخابى الحالى فى مصر:
- الأحزاب الموجودة الآن فى الساحة لم تصنع ظهيرا شعبيا، ولم تتواصل مع الجماهير وليس لديها رموز محلية وشعبية تستطيع خوض الانتخابات بالنظام الفردى، لذا ستقف بكل قوة أمام النظام الفردى، لأنه يعنى انكشافها وانتهاء حالة التصدر الحالى لها.
- فرحة المحسوبين على نظام مبارك بالنظام الفردى تؤكد أنهم لا يقرأون المشهد الانتخابى الحالى بشكل جيد، هم يعتقدون أنهم سيكتسحون البرلمان القادم إذا تمت الانتخابات بالفردى، وهذا وهم لأن حساباتهم الانتخابية قديمة ويعتقدون أن عدد الأصوات التى كانت تحسم الانتخابات أيام مبارك «وهى بضعة آلاف بسبب ضعف المشاركة» هى نفس الأصوات التى تكفى لنجاحهم وانتخابات برلمان 2011 أكدت تغير الكتل التصويتية بالكامل، فهناك دوائر فردى حسمت بعدد 100 ألف صوت ودوائر بـ150 ألف صوت، وأخرى حسمت بما يزيد على الـ200 ألف صوت «مع ملاحظة أن العدد الإجمالى لمصوتين هو ضعف هذه الأرقام» ولذلك خيبة هؤلاء ستكون مريعة وصادمة.
- الكتلة التصويتية الأكبر فى مصر الآن ليست الإسلاميين ولا الليبراليين، بل هى عموم المصريين غير المؤدلجين، وهى كتلة عائمة لا يمكن التنبوء بسلوكها التصويتى وسيحسم الانتخابات من يطمئن هؤلاء ويقنعهم، أما الكتل المسيسة فتأثيرها بالمقارنة بهؤلاء بسيط للغاية.
- الإخوان يستطيعون إدارة العملية الانتخابية بمهارة سواء فى الفردى أو القائمة، واختيار أى نظام انتخابى لن يغير من هذه الحقيقة، ولكن الذى سيوقف المد الانتخابى الإخوانى هو وجود كوادر سياسية قوية وإدارة حملات محترفة ومنهجية تستطيع مواجهة الآلة الانتخابية العاتية للإخوان.
- من يعتقدون أن الإخوان قد انتهوا انتخابيا واهمون، إذا انتهت الأزمة الحالية وعاد الإخوان للمشهد السياسى وخاضوا الانتخابات فسيحصلون هم والسلفيون على نسبة لا تقل عن %30 على الأقل من مقاعد البرلمان القادم، وكل ما حدث سيستفيد منه الإخوان ويوظفونه لكسب التعاطف والتأييد.
ما النظام الانتخابى الأفضل لمصر الآن؟
- يجمع المتخصصون فى النظم الانتخابية، أنه لا يوجد نظام انتخابى كامل يستطيع أن يعبر عن الإرادة الشعبية، وكل نظام له عيوبه، ولكن بالنسبة للحالة المصرية الراهنة أعتقد أن نظاما مختلطا يكون فيه الثلثين للفردى وثلث للقائمة وتكون دائرة القائمة على مستوى كل محافظة أى المحافظة دائرة واحدة ويصبح لدينا عدد قوائم مطابق لعدد المحافظات وعدد المقاعد لكل قائمة يكون متلائما لعدد السكان بالمحافظة، هذا يضمن تحقق كثير من مزايا النظامين بنسبة كبيرة على أن يعاد النظر فى النظام الانتخابى بعد هذه الانتخابات، لأن التجربة وحدها تبين لنا سلامة المسار أو سلبيته، وأذكر أننى كنت فى الانتخابات الماضية من أشد المطالبين بنظام القائمة- رغم أننى خضت الانتخابات ونجحت على مقعد الفردى وهى المعركة الأصعب بالتأكيد من النجاح بالقائمة- ولكن بعد تجربتنا فى البرلمان الماضى وما أفرزته القائمة لا أجد غضاضة فى مراجعة موقفى لأؤكد أن السلبيات التى رأيناها من إفرازات نظام القوائم كانت أكبر بكثير وأشد خطورة من النظام الفردى.
مسألة النظام الانتخابى الذى نتناقش حوله أمر بالغ الخطورة لأن النظام الانتخابى هو أحد العوامل الرئيسية فى التطور الديمقراطى ورسم خريطة المستقبل، لذلك فلنأخذ وقتنا ونتأنى ولا نرضخ لابتزازت أحزاب تبحث عن مصالحها ولا أفراد يقدمون مصلحتهم الانتخابية على الصالح العام.. ولتبق مصر أولاً.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
البرلمان المصرى طوال حكم مبارك كان يحوى المافيا والبلطجيه وتجار المحدرات - هل نسيت
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الانتخاب الفردى ياتى مجلس نواب لا يمثل الشعب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الانتخاب الفردى فى ظل وجود الفلول معروفه نتائجه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ممكن تطوير نظام القوائم بضم عدد معين من الشباب لكل قائمه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ربان / سعيد ايوب
تكافئ الفرص هو الوضع الدستورى الامثل
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الطويل
مراقبة التمويل والأنفاق
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الطويل
مراقبة التمويل والأنفاق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بحيرى
اخيرا ظهرت على الشاشة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اذا كانت هناك نوايا تزوير فكل الانظمه قائمه نائمه فردى مختلط نهايتها الكارثه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد رشاد
كلاااااااااااااام محترم