محمود السيد يكتب: خطوة على الطريق

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014 02:11 ص
محمود السيد يكتب: خطوة على الطريق تجريف أرض زراعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثمة علاقة تربط بين الإنسان وبين الأرض، علاقة نبتت جذورها مع وجود الإنسان الأول على سطح الأرض، وحين توفاه الله أبى إلا أن يغادرها فكان جوف الأرض مستقرًا له بعد أن علمه الغراب كيف يوارى سوأة أخيه، ومنذ ذلك الحين ومنذ بدء الخلق بدت العلاقة واضحة بين الإنسان وبين الأرض، لقد خلقه الله من طين وحين الموت لم يجد غير طين الأرض يحتويه ويحنو عليه، علاقة ممتدة فيها الحب وفيها الهجر والعتاب والفراق والميلاد ولوعة الحرمان، فحياة الإنسان مسافة طالت أم قصرت لابد أن يعبرها مارًا بما يسمى العمر، لحظات وساعات وسنوات.. كلها لحظة يتوقف عندها الزمن فنخرج للحياة بأسمائنا وضعفنا وقوتنا وغرورنا وكبريائنا الزائف ونغادر أيضًا فى لحظة لكن الحياة ماضية.. لن يتوقف الزمن لأحد والأرض رمز الخصوبة والنماء تطرح ثمارها من الطين مختلف الألوان وتقدم للإنسان أسباب الحياة طواعية بلا منّ ولا ذى لكنه كان ظلومًا جهولاً حين أقدم على تدمير حاضره ومستقبله وجرف مصدر الخصوبة والنماء من أجل ما توهم أنه البناء، جرف الأرض وتخلص من طينها وأقام أعمدة خرسانية، فلم تعد الأرض تقدم له ما يكفيه وما زال التجريف مستمرًا لم يكتف بهذا بل سعى إلى تجريف الوطن نفسه وتفريغه من الكفاءات لقد توالى الملوك والأمراء على حكم مصر من كل حدب وصوب عرفوا قيمة مصر وموقعها الجغرافى من عهد مينا حتى كانت ثورة يوليو 1952 ليتولى أول حاكم مصرى حكم مصر، وعلى مدى أكثر من ستين عامًا حدث تجريف من نوع آخر لا يقل خطورة عن تجريف الأرض، حدث تجريف للوطن من الكفاءات، وطوال الثلاثين عامًا الأخيرة من حكم مصر عملت الحكومات المتعاقبة على التمكين لها فى الحكم وكأنها تعيش ألف عام حتى رأينا الوزير يمكث فى وزارته أكثر من عشرين عامًا وزاد الفساد وظهرت أسباب الثورة واضحة حتى كانت ثورة يناير 2011 وما تبعها من ثورة 30 يونيو , اسقط فى يد القائمين على أمور البلاد عند تشكيل الوزارة تلو الأخرى بعد ان تم تفريغ الوطن من الكفاءات خاصة من الشباب ورأينا من الوزراء من شارف على الثمانين حتى تولى المهندس إبراهيم محلب رئاسة الوزراء وحسن فعل حين ألزم كل وزارة بتعيين اثنين من الشباب كمعاونى للوزير لتأهيلهم وخلق كوادر سياسية واعية مدربة على اصول الحكم ودروب السياسة وهى خطوة مهمة أرجو أن تتبعها خطوات على أن تتسع دائرة الاختيار لتشمل عددًا أكبر يعاون كل وزير فى وزارته، تلك خطوة واعية على طريق المستقبل تحسب للحكومة والقائمين على أمور الحكم فى مصر.. فمصر تستحق منا الكثير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة