مؤسسة آل البيت: إسرائيل ليست لديهم إرادة فعلية فى تحقيق السلام

الخميس، 30 أكتوبر 2014 10:16 ص
مؤسسة آل البيت: إسرائيل ليست لديهم إرادة فعلية فى تحقيق السلام اقتحام المسجد الأقصى "أرشيفية"
عمان (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الأستاذ الدكتور منور ثامر المهيد المدير العام لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامى على أن التصرفات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحق أهالى القدس والمسجد الأقصى المبارك تعد خير دليل على أن إسرائيل ليست لديها إرادة فعلية وحقيقية فى تحقيق السلام ، علاوة على أن قادتها وخاصة بنيامين نتنياهو يتصرفون بعنجهية كبيرة جدا.

وقال المهيد – فى مقابلة مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان – "الجميع يعلم جيدا أن هذه الاعتداءات ستتكرر دوما طالما هناك احتلال لايزال قابعا على الأرض الفلسطينية " .. مؤكدا على أن المؤسسة تقوم بأعمال كثيرة من أجل نصرة المقدسات بعضها معلن والآخر غير معلن خصوصا تلك التى لها علاقة بمحاولة توقع استراتيجيات إسرائيلية على الأرض"..منوها فى الوقت ذاته بالدور الكبير الذى يقوم به الأردن تجاه القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وخدمتها وصيانتها حيث إنه يعتبر ذلك ليس بمثابة مساعدات وإنما التزامات ، خاصة وأن إدارة الأماكن الدينية فى المدينة المقدسة لاتزال موجودة تحت رعاية الأسرة الهاشمية.

وعما إذا كان هناك تقصير عربى وإسلامى تجاه دعم الأردن للقيام بدوره تجاه رعاية القدس والمقدسات..أجاب المهيد "إن هناك تقصيرا عاما وليس فى تجاه الأردن ولا فى تجاه فلسطين ، ولكن فى الدول نفسها وتجاه شعوبها ومشاريعها الاقتصادية والاجتماعية بسبب المشاكل والتحديات التى تواجهها ومع ذلك هناك أعمال يجب أن تقدر على الأرض تقوم بها دول عربية وهناك دول أخرى تقدم أمورا معينة ولكنها بحاجة إلى مساعدة فى جوانبها".

ولفت إلى أن هناك تخبطا كبيرا جدا فى العالم العربى ويجب أن تعيه الأجيال الجديدة وتدرس التاريخ ليس بمعناه الزمنى ولكن بمعناه المعرفى وإبداعات حضارتهم والشخصية العربية بالذات..قائلا "إن الإنسان العربى المسلم وغير المسلم لا يعرف من تاريخه وإبداعاته الحقانية إلا القليل وللأسف ينظر إلى الغرب بعين المستجدى للتقدم التكنولوجى والمادى الحاصل هناك ، وإذا ما بقى على هذا الحال فسيظل متخبطا".

وعما إذا كانت بيانات الشجب والإدانة عربيا وإسلاميا كافية تجاه ما يحدث فى الأقصى؟ أجاب المهيد (سعودى الجنسية) بأن بيانات الشجب والاستنكار مطلوبة ويجب ألا تغفل لأنها تسجل مواقف دول ، ومع ذلك أيضا فإننا بحاجة إلى بناء وصناعة إنسان عربى حقيقى ومخلص يؤمن بقياداته ويبرزها.

وحول الفتوى التى صدرت مؤخرا بشأن زيارة الأقصى وهو تحت الاحتلال ..قال المهيد "إن زيارة القدس تعد نوعا من أنواع الدعم للمدينة ولأهلها وليست اعترافا بدولة إسرائيل ، لذا يتعين على كل إنسان يستطيع أن يذهب إلى هناك ألا يتردد فى الزيارة ، خاصة وأن الأقصى المبارك من المساجد التى تشد إليها الرحال كما ورد فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا المكان المبارك شهد رحلة الإسراء والمعراج".

وكان العلماء المشاركون فى المؤتمر الدولى الأول(الطريق إلى القدس) ، الذى عقد فى عمان نهاية أبريل الماضى ، قد أصدروا فتوى فى هذا الصدد رأوا فيها أنه لا حرج على الفلسطينيين أينما كانوا فى فلسطين أو خارجها مهما كانت جنسياتهم .. والمسلمين من حملة جنسيات بلدان خارج العالم الإسلامى بزيارة الأقصى.

وقال المدير العام لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامى "إن الفقيه بحكم معوقات معينة أباح لفئتين من الناس زيارة الأقصى ، بينما لا يحرم على الفئات الأخرى من الناس فعل ذلك".

وردا على سؤال كيف يمكن تحقيق التوافق بين الإسلاميين والعلمانيين ؟ قال المهيد إن كلمة الإسلاميين تعتبر اختطافا للمصطلحات من قبل بعض المجموعات وكأننا خارجون وهم أهل الإسلام وهذا ما يعد مصيبة ..مؤكدا على أن المقياس الحقيقى والعامل الذى يجمع أو يفرق بين كلا الطرفين هو الحق.

وقال "إن الدين ليس قضية طارئة وإنما هو كمال للانسان وليس كالصورة التى تريدها بعض المجموعات الإسلامية هنا وهناك ويحاولون أن يتخطفوا الفكر أو الخطاب الإسلامى والدين بطبيعته هو الحضارة الفعلية".

وتعقيبا على ما يقوم به تنظيم (داعش) فى العراق وسوريا وتهجيره للمسيحيين..قال المهيد إن ما يقوم به هؤلاء الأفراد من أفعال يعد تعصبا غريبا وجنونا ليس من العقل ولا الإنسانية ولا الدين والمعرفة ولا العلم فى شيء ، علاوة على أنها تعتبر تحطيما وليس دفاعا"..لافتا إلى أن هناك إشكالية لدى هؤلاء الأشخاص فى الفهم والعلم والمعرفة وهو ما جعلهم ينسفون كل شيء ويرون أنهم الوحيدون المحتكرون للحق وهو ما يعد مصيبة كبيرة وتجرأ على الله.
وأضاف "إنه ليس بإمكان هؤلاء الأفراد تكفير الباقين لأن الشرعة مختلفة كما قال الله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) ، فأمور الشرعة ليست مطلقة وهى مختلفة من دين إلى دين" ..فيما دعا هؤلاء الأفراد إلى ضرورة أن يتقوا الله أولا فى المسلمين ثم ينظرون إلى نتاج عملهم هل هى لإعلاء كلمة الله أم لتدمير الإسلام فى نفوس البشر؟.

وحول تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا لدى الغرب على خلفية أفعال داعش ، قال المهيد إن هناك هجوما كبيرا على الإسلام فى الغرب ويستهدف تشويه صورته كما أن الإسلاموفوبيا تصوره بصورة المعتدى وهذا غير صحيح ولا يمكن لأن أكثر التحذير فى القرأن يكون من الاعتداء.. داعيا فى هذا الإطار الى ضرورة ألا يحكم الغرب على حضارة معينة من أفراد معينين ولكن يجب الحكم على مبادئها وأسسها وقياسها على المباديء الأزلية.

وعن دور المؤسسة فى توضيح صورة الاسلام الصحيحة..أجاب المدير العام لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامى بأنها تبذل الكثير من الجهد فى هذا الإطار ومنها عقد المؤتمرات ونشر كل ما يكتب من قبل العلماء أعضاء المؤسسة البالغ عددهم 130 عضوا (يمثلون 40 دولة حول العالم ولهم باع فى جانب أو آخر من الأبعاد الإسلامية وجميعهم من علماء الإسلام).
وحول فنون العمارة الإسلامية..قال المهيد الحاصل على الدكتوراه فى النسب الهندسية بالفنون والعمارة الإسلامية إنها للأسف غير منظورة فى العالم العربى عكس الغرب الذى يهتم بها كثيرا رغم أنها تحمل أسرارا كونية إضافة إلى ما تحمله من عبق التاريخ والحضارة..مضيفا "إن ما نريده من الآخر هو أن يرى ما هو فاضل وفضيل فى حضارتنا فيغار منا فى هذا الأمر".

ونوه فى هذا الإطار الى أن مدينة القاهرة تعتبر أكبر "متحف إسلامي" ، حيث تحوى أكبر عدد من الأثار الإسلامية فى العالم الاسلامى ككل..مشيرا إلى أنه يوجد فى منطقة الدرب الأحمر مسجد يعد جوهرة من المعمار والفنون الإسلامية التى لا تقدر بثمن.

وأنجز المهيد تصميم العديد من المشروعات المعمارية كمنبر صلاح الدين فى المسجد الأقصى وصمم وأشرف وأنجز عددا من المبانى فى الأردن والسعودية وغيرهما على أصول الهندسة الإسلامية ومن أكبر إنجازاته التخطيط والتصميم والتأسيس لأول مؤسسة أكاديمية رسمية للتعليم العالى فى الفنون والعمارة الإسلامية فى الوطن العربى وحصل على العديد من الجوائز على بعض مشروعاته المعمارية.

ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامى أنشئت عام 1980 باسم (المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) ، بتوجيه ورعاية من الملك الحسين بن طلال رحمه الله وباشرت عملها فى عام 1981، وحددت أهدافها لتكون فى خدمة الأردن والعـرب والمسلمين والإنسانية جمعاء فواصلت مسيرتها وحققت نتائج ملموسة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة