محمد الجالى

ضد أخلاق الرئيس!

الأحد، 16 نوفمبر 2014 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لقائه بالإعلاميين المرافقين له بنيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال لنا الرئيس عبد الفتاح السيسى: "إنه لا يرضى عن بعض الممارسات الإعلامية التى تخوض فى الأعراض، وهذه ليست أخلاق المجتمع المصرى".

وفى لقائه بالمعلمين خلال الاحتفال بعيد المعلم، قال الرئيس السيسى، إن مصر مرت خلال الفترة الماضية بظروف صعبة والمعلمون لهم دور كبير فى بناء شخصية الطالب وتعليمه القيم والأخلاق، مضيفًا: "عايزين نمنح أولادنا مناعة ضد الأفعال غير الأخلاقية ليتعاملوا بها على أرض الواقع، لأن الطفل والطالب هو من يبنى بلده وإحنا هنسلمهم البلد فى يوم من الأيام".

الرئيس هنا يتحدث بصراحة، تعكس نشأته فى القاهرة الفاطمية، وتربيته فى بيئة تعرف قدر "الأخلاق" و"النخوة" و"الأعراف والتقاليد".. بيئة تتسم بأخلاق "ولاد البلد"، الذين ينصرون الضعيف، ويموتون دون عرضهم وأرضهم.
وإذا كنا نتحدث عن طباع وأخلاق رأس السلطة فى مصر، فإن ذلك يجب أن ينعكس على كل المسئولين والقيادات فى الهرم الإدارى للدولة، وهو الفريق، الذى من المفترض أنه يُساند الرئيس فى إنجاز المهام، وتلبية تطلعات المواطنين؛ وهى دائرة واحدة، لا يجب ان تكون أداة من أدواتها على عكس سياسيات وقناعات السيد الرئيس.

أقول ذلك، بمناسبة الطريقة "الركيكة"، والإشارات الخارجة، التى وجهها اللواء أحمد القصاص، محافظ الإسماعيلية، وهو يتحدث فى مؤتمر جماهيرى عن الزيادة السكانية وتأثيرها فى عرقلة مجهودات الحكومة للإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين.

محافظ الإسماعيلية، قال فى تعليقه، على الفيديو المنتشر على "يوتيوب"، والذى حقق آلاف المشاهدات وتم "تشييره" بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعى، إن تداول مقطع الفيديو الخاص بلقائه بأهالى قرية أبو سلطان بمركز فايد الإسماعيلية، تم استخدامه للإساءة له عن عمد وعن قصد فهناك الكثيرون ممن يتصيدون ويتربصون.

ويقول المحافظ إن انفعاله فى الأداء جاء نتيجة سؤاله لعدد من الأهالى عن تعداد أبنائهم والذى جاءت إجابته تؤكد وجود ما بين 5 و7 أبناء يريدون توظيفهم فى المصالح الحكومية وأن الدولة مسئولة عن توظيفهم بالكامل.
أعرف أن الرئيس لا ترضيه هذه التصرفات، وأثق فى انزعاجه الكبير وتأثره بما فعله محافظ الإسماعيلية، وأثق كذلك فى أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، استدعيا المحافظ وأنّباه، بل ووبخاه، على هذه الأفعال المشينة؛ لكننا ننتظر رد فعل أقوى من الدولة تجاه هذا المحافظ وأمثاله، ممن يعرّضون مشروع استعادة الأخلاق مرة أخرى للفشلعن عمد أو بدون عمد.

يا سادة، نحن عانينا من انهيار الأخلاق على مدار 3 سنوات، ونشتكى من تدنى الذوق العام للمجتمع، خاصة جيل الشباب الذى يستقى ثقافته من "عبده موتة"، و"حلاوة روح"، ويخرج النقاد والمسئولون ليتحدثوا عن هذه الظاهرة ويشرعوا فى التنظير لمحاصرتها والقضاء عليها، ثم يخرج هذا المحافظ ليرفع لنا "إصبعه الأوسط" ويتحدث إلى المواطنين كأنهم يعملون فى "وسيته" !!

يا سادة، مرور هذه الواقعة دون رد قوى من الدولة، ينسف مشروع الرئيس لاستعادة مكارم الاخلاق مرة أخرى، ويدعو المجتمع إلى اليأس والإحباط، وبدلاً من محاصرة الألفاظ الخارجة التى تصم آذاننا يوميًا فى الشوارع والميادين، سيرفع الناس أصابعهم، وأشياء أخرى!.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة