محمد الجالى

أتهتدى "قطر" أم تكون من الذين لا يهتدون؟!

الخميس، 20 نوفمبر 2014 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى السياسة، لا يوجد شىء اسمه "الخصام على طول الخط"، وإدارة العلاقات مع الدول لا تعرف "القطيعة المطلقة"، إلا إذا كان الأمل مفقودًا فى الخصم، وهذا يتطلب وقتًا طويلًا للحكم عليه والتعامل بمقتضاه، وفقًا للإشكاليات والنتائج العكسية.

فى السياسة، هناك مصالح وتحديات تقتضى التعامل وفقاً لمتطلبات المرحلة، ومصالحك العليا.. وفى الحالة المصرية، فإننى "أرتاح" لإدارة الدولة فى علاقاتها مع الدول "العاقة"، خاصة تركيا وقطر.

البعض ترجم بيان رئاسة الجمهورية، الذى تجاوب بشكل سريع مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للم الشمل العربى، بأنه مراهقة سياسية وانكسار للإرادة المصرية، أمام الآلة الإعلامية لقطر، أو أنه تراجعًا سلبيًا لأجهزة الدولة المصرية وانتصار معنوى لـ"تميم بن حمد" على الرئيس عبد الفتاح السيسى..!

والحقيقة، أن الذين ينتمون لهذا المعسكر، مخطئون، ويحكمون على الأمور وفقاً لأهوائهم ومشاعرهم، ويفتقدون للمهارة الدبلوماسية، والحنكة السياسية فى إدارة العلاقات، فمصر الدولة الرائدة فى المنطقة، لديها ما يشغلها أكبر من قطر وقناتها الفضائية "المارقة"؛ والبيان صراحة كان موفقاً جداً، إذ أنه لا يُعقل أن تكون هناك وساطة بحجم دولة كالسعودية وما لها من تأثير كبير على دول مجلس التعاون الخليجى، ثم تدير الدولة المصرية ظهرها لهذه الوساطة، أو تتجاهلها، إرضاء لجمهور المراهقين الذين يحكمون على الأمور من زاوية واحدة!

والحقيقة أيضًا، أن مصر ومن قبلها دول الخليج، وضعت النظام القطرى فى موقف لا يحسد عليه، فهو مطالب بتنفيذ بنود اتفاق الرياض التكميلى، من حيث وقف الحملات الإعلامية المعادية لهذه الدول، ومن قبلها مصر بالطبع، وكذلك وقف التدخل فى شئون هذه الدول والتناول الموضوعى لمجريات الأحداث، بدلاً من التراشق البذئ الذى يخدم المخططات الغربية لتقسيم المنطقة، ويجعل الأرض خصبة للجماعات الإرهابية كى تنشط وتطمع فى الدول العربية من المحيط إلى الخليج.

إن بيان الرئاسة المصرية، قد احتوى على فقرة فى غاية الأهمية، تلخص لب المشكلة، وترمى بالكرة فى ملعب الآخرين، كى يثبتوا حسن النية وحرصهم على الأمن القومى العربى.. تقول هذه الفقرة:"إن مصر شعبا وقيادة على ثقة كاملة من أن قادة الرأى والفكر والإعلام العربى سيتخذون منحى إيجابياً جاداً وبنّاء لدعم وتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام".

مصر بجانب تأكيدها على أنها "ستظل بيت العرب"، وتشديدها الدائم على أن أمن الخليج العربى، هو خط أحمر لها، تفتح صفحة جديدة مع "الإبن الضال"، الذى آن الأوان كى يعود إلى بيته مطيعاً، نادماً على تخبط وعناد ومراهقة الماضى، ومؤمناً بأنه بدون انتمائه العربى والإسلامى، واحترام "الكبار"، سيظل "خادماً فى البيوت"، لا يملك قراراً، ولا يثق فيه حتى الذين يظهرون أنهم أحبابه وحُماته..!

دعونا لا نستبق الأحداث، وننظر أتهتدى "قطر" أم تكون من الذين لا يهتدون..!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة