د. أمينة هاشم تكتب: لا بلاء إلا بذنب

الأحد، 09 نوفمبر 2014 02:19 م
د. أمينة هاشم تكتب: لا بلاء إلا بذنب السحابة السوداء - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى داخل كل منا فكر داعشى أو منهج ديكتاتورى أو سيرة فى الغبن والظلم، نتشدق بجميل القول ونتدثر بأرديه الورع والتقوى، ويأكل بعضنا بعضا ويظلم بعضنا بعضا.. ونكاد نتفنن فى إلحاق الأذى بالآخرين.. ويكاد يكون لنا السبق فى استخدام كلمات دخيلة على قاموسنا اللغوى مثل يضرب خازوق ومسمار وأسفين.. عدونا ليس من الخارج.. عدونا داخل كل فرد فينا.. ابحث فى محيط العمل أو محيط العائلة.. وخبرنى بالله عليك ماذا تجد من صور الغدر والعقوق والخيانة والتسلط وأكل أموال الناس بالباطل والوصولية والنفاق.. لم يرحم بعضنا بعضا فكيف نطلب الرحمة من الله؟ تسلط بعضنا على بعض بالظلم والقهر.. إن مصائبنا لم تأت من فراغ.. وليست من قبيل ابتلاءات الله لعباده لرفع درجاتهم كما نتوهم.. وليست من قبيل إذا أحب الله عبدا ابتلاه.. فمتى كنا حقا عبادا لله؟ نحن عبيد شهواتنا ومصالحنا الشخصية.. نقدس مراسم الدفن كأجدادنا الفراعنة ولكننا نتصارع على الدنيا تصارع من لا يخشى الموت.. إن ذنوبنا قد سلطت علينا فأورثتنا الهم والمرض ونزعت البركة نزعا من صحتنا وأقواتنا.. نهرول ونجرى لاقتناص الفرص.. ويدهس بعضنا بعضا.. غير آبهين بتساقط الضحايا فى سباقنا المحموم.. تبلدت المشاعر واندثرت القيم وانحدرت الأخلاق.. لا تسلنى عن قانون أو دستور.. فالفضيلة لا تحتاج إلى قضبان وما لم يجاهد كل منا بؤرة الشر فى داخله فلن تردعه دساتير العالم ولا قوانينه.. حين سقطت الشرطة المصرية سقطت معها ورقة التوت التى كانت تسترنا.. مجتمع هش إذا آمن العقوبة أساء الأدب. غابة بشرية بلا ضمير ولا وازع من خلق.. ما الفرق بين موتنا بيد الإرهاب وموتنا بيد إهمال طبيب أو تحت أنقاض عمارة منهارة لمهندس خرب الذمة.. أو تحت عجلات سيارة سائق أرعن تحت تأثير المخدر.. ما الفرق بين قتلنا فعليا وقتلنا كمدا لظلم وأد أحلامنا أو عقبات حالت دون سعادتنا.. ما الفرق بين كوننا أحياء أو أننا موتى مؤجل ميعاد دفننا.. ظلمات بعضها فوق بعض.. وحمم بركانية تضرب المجتمع فى ثوابته.. فماذا نحن فاعلون وقد حاصرتنا الهموم من كل حدب وصوب، حتى ليخيل إلى أن السحابة السوداء انعكاس لأعمالنا وليست من حرائق قش الأرز.

فياليت كل منا يجاهد نفسه الإمارة بالسوء كى نستطيع مجابهة الشياطين الخارجية.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة