د. مصطفى النجار

العمى الاختيارى والطريق للمستقبل

الأحد، 15 يونيو 2014 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعمة البصر التى منحنا الله إياها من أكثر النعم قيمة وقدرا وأهمية وإذا أردت أن تتخيل نفسك محروما من هذه النعمة فأغلق عينيك للحظات وابحث عن شعورك حينها وألمك إذا صار هذا هو حالك الدائم، منحنا الله البصر ولكننا نصر كثيرا على أن نعمى عيوننا ونتعامل مع ما حولنا وكأننا لا نراه.
نختار كثيرا العمى الاختيارى الذى يتسم بأنه يجعل الإنسان يرى ما يريد أن يراه بينما يغفل عيونه عما لا يريد أن يراه، كل فرد فى اتجاه سياسى معين يتخيل أن كل الناس يحملون نفس أفكاره ويتبنون نفس مواقفه ولا يرى المختلفين عنه، كلنا نتحدث بكل ثقة ونقول «الشعب يريد» و«الناس عايزة كدا» وعبارات مماثلة كلها تعكس حالة العمى الاختيارى الذى نمارسه وينتج عنه نوع من الانفصال عن الواقع والتعامل معه بما لا يناسبه.
لا يريد أحد منا أن يرى المختلفين عنه أو يقدر حجمهم بالقدر الكافى، فهو يستصغرهم أو ينفى وجودهم أصلا ويراهم دوما على خطأ لأنه يحتكر الحقيقة والفهم وينفيهما عما سواهما، مشكلة مصر خلال الثلاث سنوات الماضية نتجت عن هذه الحالة الاقصائية التى مارستها كل الأطراف بلا استثناء. نحن منقسمون وليس انقساما فى الأفكار والأراء فحسب بل صار انقساما صاحبته الكراهية والرغبة فى الانتقام والفرح بحدوث الضرر لمن نختلف عنهم، نحن بلا مبالغة فى أسوأ لحظاتنا التاريخية كأمة مصرية ذات حضارة وتاريخ لأن المصريين اليوم - مهما حاول البعض الإيهام بغير ذلك - فى أشد حالات الانقسام والعراك النفسى والعاطفى الذى لن يساعد أبدا على البناء والانطلاق للمستقبل.
الأمة الموحدة هى التى يمكنها السير للمستقبل واللحاق بدرب التقدم والتميز لأن كل أبنائها يحملون هما واحدا ويعيشون حلما واحدا يعملون لتحقيقه معا، لذا فتصفير الصراعات وإزالة الأحقاد والضغائن من النفوس والإصرار على التسامح المتبادل القائم على حفظ الحقوق ورفع المظالم وتعويض المضارين وتطبيق العدالة المنصفة والمساواة الكاملة هو البداية لأى انطلاقة يتمناها المصريون.
تحقيق ذلك يحتاج إلى شجاعة من كل الأطراف مع التخلى عن العمى الاختيارى الذى يحول بالتأكيد بيننا وبين ما نرجوه للوطن، شجاعة الاعتراف بالأخطاء تماثل فى أهميتها شجاعة العفو والتسامح وطى صفحات الماضى، فالصراع لا يمكن أن يبقى مستمرا بلا نهاية، لأن الجميع سيدفع الثمن حين يظل الوطن متعثرا فى عثراته وتهوى أقدامه أكثر وأكثر فى وحل الكراهية والانقسام، من سيتخيل للحظة ويزين له غروره أنه لا يحتاج للمختلفين معه وأنه يستطيع السير وحده فهو واهم سيستفيق على صفعة الواقع البائس الذى سيزداد فشلا وتعقيدا إذا استمرت مرحلة الكراهية أكثر من ذلك. احتكار الوطنية وتوزيع صكوكها انتهى زمنه، تخوين المخالفين وتشويههم وإقصاؤهم هو طريق للسقوط الذى شهدناه على مر التاريخ، الوصاية الأبوية والاستعلاء على الناس يعزل من يمارسه ليجد نفسه وحيدا بلا مؤيد ولا نصير والأذكياء هم من يتعلمون من أخطاء من سبقهم. الجراح مازالت تنزف وتحتاج من يضمدها ليستعيد الجسد عافيته، العقلاء والأوفياء لهذا الوطن يدركون حجم المخاطر التى تتهدد الوطن إذا لم يتعاف الجسد وتتآزر كل الأطراف لتعمل معا من أجل المستقبل، فهل نرى ما يبهج النفوس؟








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

قديمة، إلعبوا غيرها

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

انتو متفقين انت ود. عز الدين فشير اليوم هو كمان كتب كده

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

ايه البراءة دي ؟؟؟؟ ايه الوطنية دي انت بتضحك على نفسك ولا علينا

عدد الردود 0

بواسطة:

مستشار سيد عبد المنعم

حجم المختلفين عنا 3 % يا أخ !! تفتكر دى نسبة يحتاج الشعب أن يراعيها !

عدد الردود 0

بواسطة:

الأستاذ أحمد بالتعليم العالى

العمى الأختيارى هو من لا يرى أنه يمثل أقلية لا تذكر فى الشعب المصرى !!

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو العربى

عيب عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

متابع

انت وامثالك عليكم ان تبتعدوا ولا ادري كيف يسمح لك بالكتابة

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس محمود

بالعكس : الشعب يعرف تماما حجم و قدر المختلفين عنه و ضده تماما !

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق زهران

الا تنصح نفسك اولا ..

عدد الردود 0

بواسطة:

أسكندرانييه

لابد من أصدار قانون لمحاسبه من أفسدوا الحياه السياسيه بعد 25 يناير

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة