سيد عباس عثمان يكتب: قليلون

الخميس، 25 سبتمبر 2014 06:07 م
سيد عباس عثمان يكتب: قليلون رجل يسير وحيدا فى طريق أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلون.. الذين نجد أن طريقتهم فى الحياة والتعامل ولغتهم أثناء الكلام ثابتة لا تتغير، ولا يغيرون جلودهم طبقا للظروف المناخية التى يمرون بها.

قليلون.. الذين لا تتغير لهجتهم وكلماتهم مهما كانوا، سواء كانوا فى قمة الهرم أو أسفل الوادى، لأنهم يدركون أن القمة تكمن فيما يؤمنون به.

قليلون.. من يرفضون القمة المزيفة ويحرصون على الحق والصدق والإيمان.

قليلون.. من يرفضون الجلوس على كل الموائد والعبودية لكل من يطعم أفواههم ويملأ بطونهم

قليلون.. الذين يرفضون الانحناء ولو كان المقابل حياة رغدة.

قليلون.. الذين يسودون أنفسهم فى عصر تجد الكثير يبحثون عن سيد جديد كل صباح يقدم لهم أكثر.

قليلون.. الذين لا يلهثون وراء بريق الحياة الزائل بما فيها من كسب سريع وطعام لذيذ وملبس فخم ومسكن مريح وفراش وثير وغطاء دافئ، حتى ولو كان المقابل هم أنفسهم وأرواحهم.

قليلون.. من لا يلعنون أشخاصا فى الصباح ويطعنون فى أعراضهم ويجلسون معهم عند الظهيرة ويسجدون لهم فى المساء.

قليلون.. من لا يتزحزحون قيد أنملة عن مبادئهم وأخلاقياتهم.

قليلون.. من يثبتون على مواقفهم ولا يرضخون للابتزاز والترهيب أو الترغيب.

قليلون.. من يرفضون ويصرون على رفضهم للانحناء والانبطاح والركوع مهما كانت المغريات.

قليلون.. الذين يرفضون سلوكيات المرتعشين والمترددين والمنحدرين والمهترءين.

قليلون.. من لا تجذبهم كل مغريات الحياة مهما كانت.

قليلون.. هم الماسكون على الجمر.

قليلون.. هم الذين يضحون براحتهم من أجل ما يؤمنون به، ويجدون سعادتهم فى الانكفاء على الالتزام بالحق والصدق والإيمان، وإن كان غيرهم يرى أن ذلك شقاء وليس سعادة كما يدركها المؤمنون بها.

قليلون.. السائرون فى طريق الحق.

قليلون.. الذين يتبعون الصراط المستقيم.

قليلون.. من لا يثنيهم أى إرهاب أو تهديد أو مضايقات أو منغصات عن التمسك بمبادئهم وأخلاقياتهم.

قليلون.. الذين يتمسكون بقناعاتهم وإيمانهم مهما تعرضوا له من نقد أو هجوم لاذع من قرنائهم فى قبيلة النسب أو العمل.

قليلون.. من يثبتون ويلتزمون مهما تعرضوا له من قدح وسب من أجل النيل منهم. بل إنهم يزدادون ثباتا وإصرارا وتصميما ويفضلون عدم الرد على من يسيؤن لهم ولا يقومون بمجاراتهم فى أساليبهم القذرة.
















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة