ليه منزلوش الانتخابات!.. البسطاء نزلوا ينتخبوا السيسى علشان ميعرفوش المرشحين.. والأطباء: الأحزاب والمرشحون أهملوا التواصل مع المواطنين والمصريون اتقسموا بين متحمس ومش عارف وسلبى ومش مشارك والنتيجة خطر

الإثنين، 19 أكتوبر 2015 06:34 م
ليه منزلوش الانتخابات!.. البسطاء نزلوا ينتخبوا السيسى علشان ميعرفوش المرشحين.. والأطباء: الأحزاب والمرشحون أهملوا التواصل مع المواطنين والمصريون اتقسموا بين متحمس ومش عارف وسلبى ومش مشارك والنتيجة خطر انتخابات البرلمان
كتبت مروة محمود إلياس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليه منزلوش ينتخبوا!؟، سؤال يطرحه الجميع منذ البارحة، ظاهرة لابد لها من تفسير، فبالرغم من استجابة أعداد كبيرة من المواطنين لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالنزول للمشاركة، ونزول فئات لم يكن من المتوقع مشاركتها فى العملية الانتخابية، إلا أن المحصلة النهائية كانت انخفاض نسب المشاركة وفقا للأرقام بشكل غير متوقع ومفاجئ.

كان لزاما بعد كل هذه الظواهر المتناقضة أن يوضح لنا أطباء النفس بطريقة مبسطة الأسباب الحقيقة وراء عزوف بعض المصريين عن المشاركة، وعدم قدرة المتحمسين على المشاركة الايجابية.

الدكتور أمجد العجرودى استشارى الطب النفسى، ومدير المجلس الإقليمى للصحة النفسية، أوضح فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن العملية الانتخابية برمتها بها العديد من الأخطاء التى ترتكز بشكل أساسى على ضعف الوعى، سواء التوعية من جانب المرشح، أو الوعى لدى المنتخب.

ولعل ما يفسر قلة الوعى وضعف المعلومات التى قدمها المرشحين عن أنفسهم، موقف لسيدة مسنة نزلت للمشاركة فى الانتخابات استجابة لنداء رئيس الجمهورية التى تعتبره رمزا، فاستجابت معتقدة أن السيسى ضمن المرشحين وشاركت لإعطائه صوتها!

وكذلك تصريح بعض البسطاء بأنهم نزلوا للمشاركة استجابة لنداء السيسى رغم أنهم لا يعرفون أسماء أحد من مرشحى دوائرهم , وهو ما يحمل خطورة فى حصول بعض المرشحين على أصوات عشوائية، ونجاح من ليسوا على مستوى الكفاءة المطلوب؟.

ويضيف هذه الوقائع تحمل الكثير من التفسيرات التى توضح سبب انخفاض أعداد المشاركين، وأهمها غياب "الرموز" من الشارع المصرى، وعدم اختلاط المرشحين المباشر مع الشعب، وعدم قدرتهم على التواصل معه، مما أدى لاختصار البسطاء وقليلى الوعى السياسى، كل مواقفهم السياسية وردود أفعالهم فى شخص الرئيس "السيسى"، فهم يعرفونه دون غيره واستجابوا لندائه رغم عدم معرفتهم بالمرشحين.

وتابع أمجد موضحا أن هذا الضعف الظاهر فى إعلان المرشحين عن أنفسهم، وابتعاد السياسين بشكل عام عن المواطن البسيط، وعدم اختيار اللغة المناسبة لمخاطبته، جعلت من الناخبين المتحمسين فئة مفقودة، لم تتمكن من الاختيار رغم حماسها أو اختارت اختيارات غير موفقة أو مدروسة.

أما عن المصرى غير المتحمس، والذى لم يغفله د.أمجد موضحا أن هذه الفئة لطالما كانت تعانى من السلبية وتقل مشاركتها فى الحياة السياسية، فهى على الدوام كانت ترى نفسها عنصر غير فاعل وغير مؤثر، أما ما حدث فى السنوات الأخيرة من مشاركات وثورات، نتج عنها خوف هذه الفئة من سيطرة الإسلاميين على الحكم، ما دفع بعض هذه الفئات للمشاركة حرصا على المستقبل، وخوفا من نتائج غير جيدة فى حال عدم المشاركة، أما بعد أن شعر هؤلاء بالأمان، ولمسوا بعض الاستقرار مؤخرا، فما كان منهم إلا أن عادوا لقوقعتهم من جديد وترك الاختيار لغيرهم من الناس بحجة أنهم لا يعرفون المرشحين.

وأضاف د.أمجد أن بعض المصريين السلبيين لا يثقون فى اختياراتهم، وهذه الفئة تتخذ هذا الموقف لعدم وعيها الكاف بقدرتها على التغيير من خلال المشاركة، فلم يتشكل وعيها من تلك الناحية، لذا تعانى من ضعف شديد بالوعى الثقافى والسياسى وتشارك فى السياسة بـ"المناقشات" فقط، دون أفعال تذكر.

وأوجز استشارى الطب النفسى الحلول فى بعض النقاط أهمها، ضرورة تغيير الوعى السياسى للمصرى، وهى وظيفة تقع على عاتق الأنظمة والحكومات ومرشحى البرلمان والقائمين على بناء المؤسسات فى الدولة، لتشكيل وعى مواطن يعى معنى الحرية، وطبيعة المشاركة وأهميته شخصيا فى إدارة البلاد.

ونصح د. أمجد بضرورة عدم اعتماد نواب البرلمان وسياسى مصر على حماس الأفراد، لا على عقولهم وتشكيل وعيهم، لأن الحماس زائل وينتهى سريعا، أما تغيير الوعى وتشكيله ينتج مواطن فاعل ومشارك مهما مرت البلاد من ظروف سياسية متقلبة.

ومن جهة أخرى أرجعت الدكتورة مى إسماعيل الطببية النفسية بمستشفى العباسية للصحة النفسية، أسباب انخفاض نسب المشاركة فى الانتخابات، إلى مرشحى البرلمان والأحزاب المشاركة، اللذين ابتعدوا عن الشارع والانخراط بالمواطنين القادرين على انتخابهم، ولم يعملوا على تشكيل وعيهم، وتقديم برامج انتخابية محددة قادرة على تشكيل وجهة نظر فى عقل كل مواطن راغب فى الانتخاب.

ولأن المصرى فضولى بطبعه، ولا يمكنه الاختيار دون قاعدة معلومات تشعره بالاطمئنان، فقد أوضحت الدكتورة مى أنه يبرر لنفسه عدم المشاركة لضعف معلوماته عن المرشحين، كما أن شعوره بعدم الأمان لفترة من الوقت وانعدام الاستقرار لفترة سابقة طويلة، جعلت منه فى هذه الأجواء الحالية التى تتميز بالاستقرار إلى حد ما شخص خامل يخاف الاختيار حتى لا يتحمل نتيجة اختيار خاطئ، ويعود مرة أخرى لحالة من عدم الاستقرار، ويصبح مسئولا عنها.

وتابعت الطبيبة النفسية موضحة سمات المصرى والذى بطبيعته شخصية اعتمادية، يعتمد على اختيارات الغير خاصة فيما يخص الأحداث العامة التى تخرج عن إطار أسرته ومشاكله الخاصة، لا يدرك فعليا ما هى حقوقه وما واجبه، ولا يعى فعليا أن المشاركة واجب عليه وحق له، كما أن الشخصية المصرية لم تدرك بعد متطلبات الحرية ومعانيها وممارساتها.

وأوجزت الدكتورة مى الحلول من وجهة نظرها، فى ضرورة أن يغير المصرى من نفسه كما تتغير الأحداث السياسية حوله، ليبحث وراء الحرية ومعناها وكيفية ممارستها، كذا على مرشحى الشعب أن يكونوا أكثر انخراطا بالمواطنين، ويتوقفوا عن الأساليب القديمة فى الدعاية لأنفسهم، ويغيروا من نظرتهم للعملية الانتخابية برمتها، والاهتمام بتشكيل وعى الشباب بشكل خاص ومخاطبتهم بقدر تفكيرهم، وكذا التركيز على الفئات التى لا تشارك فى الأحداث السياسية، ليتشكل وعى المصريين عن أهمية مشاركتهم ودورهم الايجابى أو السلبى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة