د. سمير البهواشى يكتب: العمل وإلا فصوت الخشخشة

الخميس، 10 ديسمبر 2015 10:07 ص
د. سمير البهواشى يكتب: العمل وإلا فصوت الخشخشة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العمل – اصطلاحا - هو بذل جهد لتغيير وضع شىء ما من الحركة إلى السكون او بالعكس، أو تحويل شىء ذى خصائص معينة إلى شىء آخر ذى خصائص جديدة، والثمرة هى التى تحدد قيمة هذا العمل، فشتّان بين من يحول المدن العامرة إلى خرابات ينعق على إطلالها البوم وبين من يزرع الصحارى فيحولها إلى جنان فيحاء تغرد على أشجارها البلابل ويأكل من خيرها الانسان والطير والحيوان، وفرق كبير بين من ينمى جرثومة تفتك بالانسانية فى معمل ليصنع بها قنبلة كيماوية وذلك الذى يصل نهاره بليله ليكشف عن دواء يطيل عمر البشر ويقضى على أمراضهم التى تعطلهم عن العمل والاعمار ونيل السعادة فى الدنيا والآخرة.

فهذا وذاك يعملان ولكن ما بين العملين ما بين السماء والأرض فى الفرق، وقد ضيّع العرب على أنفسهم فرصاً كثيرة لمشاركة العالم المتحضر بما تنتجه قرائحهم من أفكار وابتكارات بتبنيهم الأفكار المثبطة والأفعال الكابحة لكل من تظهر عليه علامات التفوق فوجدنا المعلّم يغار من تلميذه الذكى والمسئولين عن براءات الاختراع يشككون فى جدوى أفكار الشباب ونسوا أن أى فكرة تضيف إلى اختراع قديم ميزة جديدة هى فى حد ذاتها ابتكار، وهو ما يسميه اليابانيون – الكايزن – بمعنى الاضافة اليومية الحثيثة لكل جهاز موجود بالفعل فرأينا بذلك التليفزيون – كمثال – يتطور من صندوق خشبى كبير وثقيل إلى صندوق بلاستيكى أنحف فأنحف حتى وصلنا إلى الشاشات الافتراضية فى فراغ الغرفة ؟ وقل مثل ذلك فى كل الاختراعات صغيرها وكبيرها الخيّر منها والشرير النافع منها والضار، وما نفعله الآن كعرب ومسلمين من قصر اعمالنا على مجرد الفرجة على ما يبتكره الآخرون وانتظار ما يجودون به علينا والاكتفاء بشرائه منهم او استيراد خطوط الانتاج القديمة المحالة إلى الاستيداع عندهم وتركيبها فى مصانعنا أو مقاطعة الشراء منهم بديلا عن القدرة على منع البيع لهم لا يعد فى عرف العقلاء عملاً بالمعنى الانشائى فى الحياة ولكننا نكون كالرجل الذى ذهب إلى جحا يشتكى اليه ظلم صاحبه ورفضه أن يعطيه حقه فى الكنز الذى وجده وقال لقد مررت به وهو يحفر فى الجبل فسألته عن ماذا يحفر فقال لى أبحث عن كنز فألغيت ما كنت ذاهبا اليه ووقفت غير بعيد منه أنشد الأغانى الحماسية على مسامعه وأصفق له، وأشجعه بقولى "هيلا هوب هيلا" حتى انقضى النهار ووجد الكنز وعندما طالبت بنصيبى رفض فقال جحا لصاحب الكنز: "هات كنزك" وقال للشاكى: "اقترب". فلما دنا منه قال له جحا : " أمسك الكيس وهزه يمنة ويسرة"، ففعل الرجل فصدر عن الكيس صوت خشخشة أعجبته وأطربته فلما رأى جحا البشر يعلو وجهه قال له: "ما رأيك فى صوت الذهب"؟. فقال متهللا: "أجمل صوت" !.. فقال له : " حسناً.. اذن هات الكيس فهو من حق صاحبك اما انت فحقك منه صوت الخشخشة ؟؟

فهل ظلم جحا الرجل ؟ سؤال أتوجه به إلى كل القادرين على العمل ولا يعملون، والى من يثبطون مخترعينا الشباب منهم والاطفال بالاقوال والافعال، ثم يحلمون بتقدم البلاد !!









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

رضوي سمير

افعال وليس اقوال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة