كريم عبدالسلام يكتب:الإرهاب يقتلنا جميعا..السفاحون لايفرقون بين ضحايا أبرياء فى سيناء أو ليبيا أو أمريكا أو نيجيريا..الأديان السماوية حرمت القتل..والحسابات السياسية والمتاجرة بدماء الشعوب صنعت التطرف

الجمعة، 13 فبراير 2015 09:24 م
كريم عبدالسلام يكتب:الإرهاب يقتلنا جميعا..السفاحون لايفرقون بين ضحايا أبرياء فى سيناء أو ليبيا أو أمريكا أو نيجيريا..الأديان السماوية حرمت القتل..والحسابات السياسية والمتاجرة بدماء الشعوب صنعت التطرف تنظيم داعش الإرهابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


الإرهابيون واحد فى كل زمان ومكان.
الإرهابيون يقتلون بعيون عمياء وضمائر معطلة وبصيرة غائبة وعقول شوهها الفكر المتطرف.
الإرهابيون المرضى والعصابيون والمخابيل، سفاحون لا يفرقون بين دين الضحية أو لونه أو جنسيته، فى سيناء أو فى ليبيا أو فى أمريكا، يقتلون الأبرياء دون أن يطرف لهم جفن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فمتى نعرف ذلك ونتحد من أجل مواجهته والقضاء عليه دون تمييز أو عنصرية، ودون حسابات سياسية تشبه اللعب بالنار، وتنقلب حتما على اللاعبين بها.

الحسابات السياسية والمتاجرة بدماء الشعوب الفقيرة، هى التى جعلت من الإرهاب مرضا فتاكا ينتشر بسرعة، ويقتل بسرعة، ومتى ظهر فى مكان فلن يعود بالإمكان السيطرة عليه أو توجيهه، وسرعان ما يصيب حتى من أطلقوه ووظفوه، ورأينا كيف ظهرت الذئاب الشاردة فى قلب أوروبا لتقتل الأبرياء دون رحمة، وها هو يظهر مجددا فى الولايات المتحدة، فهل يمكن التفرقة بين الإرهاب الذى يقتل فى سيناء والإرهاب الذى يقتل فى ليبيا أو فرنسا أو كارولينا الشمالية؟

هل يمكن أن يتعاطف إنسان سوى العقل والمشاعر مع من يذبحون الأبرياء فى سيناء وتصوير أنفسهم لحظة ارتكاب الجرائم؟ وهل يمكن أن يتفهم إنسان منطق المجرم الذى أطلق النار بدون تمييز على مواطن وزوجته وشقيقة زوجته فى تشابل هيل بأمريكا ليرديهم جميعا؟ وهل يرضى أى إنسان أيا كان دينه أو أفكاره أن يتم اختطاف وقتل واحد وعشرين مواطنا مصريا مسالما تغربوا فى ليبيا بحثا عن فرصة أفضل فى العيش لهم ولأبنائهم، لمجرد أنهم مسيحيون؟ وهل يمكن أن يكون لدى القتلة فى أحداث مجلة تشارلى إبدو أى أعذار تتيح لهم القتل العشوائى لصحفيين ورساميين عزل؟

القتل كله سواء، وهى الجريمة الأعظم عند الله، اتفقت كل الرسالات السماوية على تحريمها وتقييدها إلا للقصاص، فكانت الوصية السادسة من الوصايا العشر لنبى الله موسى "لا تقتل"، وكان السيد المسيح واضحا فى نبذ الشر والقتل والدعوة إلى التسامح والمحبة، وفى إنجيل يوحنا "سلاما أترك لكم وسلامى أعطيكم"، وكذلك فى القرآن الكريم الذى حض على تكريم الإنسان وحرم قتله إلا بالحق وفى موضع القصاص، فيقول تعالى فى سورة المائدة "ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

لا نقبل أن يقتل إرهابى مخبول الناس جميعا فى شخص مواطن برىء، أيا كان فى نيجيريا أو مصر أو فرنسا أو الولايات المتحدة، لكن ذلك الرفض يستدعى أن نعمل معا جميعا حتى نحيى الناس جميع بردع الإرهابيين عن تنفيذ جرائمهم فى كل بقاع العالم، وأن يستقر فى ضمائرنا جميعا أن الدم كله سواء، لا يجب أن يكون طرفا فى لعبة سياسية هدفها السيطرة والربح لأن النتيجة دائمة هى خسارة جميع الأطراف.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة