د. أمينة هاشم تكتب: شعب متدين بطبعه

الثلاثاء، 17 فبراير 2015 12:10 م
د. أمينة هاشم تكتب: شعب متدين بطبعه أعمال عنف الإخوان - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدايه أرجو أن نتوقف عن الترويج لمقولات شتى باتت تفضحنا وتثير سخرية الآخرين حين نرددها على مسامعهم من قبيل أننا أحفاد الفراعنة وأن التدين من سمات حياتنا.

فواقع الحال أن الفراعنة مؤرقون فى سباتهم الأبدى ويندى جبينهم خجلا من انتسابنا لسلالتهم.
أما عن الدين فالدين براء من كل ما نفعله.
فلا تحدثنى عن التدين وقد غدا أثرا بعد عين كأطلال الآثار الفرعونية.
لا تحدثنى عن التدين وقد غاب فى تعاملاتنا ولم ينعكس على أخلاقنا. وبات التدين مصحفا فى سيارة. أو رنة تليفون منغمة.
لا تحدثنى عن التدين وقد باتت المحرمات والفواحش التى تقذف بفاعلها فى قعر جهنم أمرا متقبلا وتنتحل له الأعذار.
لا تحدثنى عن التدين وقد باتت الكبائر التى تخلد مرتكبها فى النارأمورا شائعة وفى أى بادرة للخلاف أو سوء الفهم يعمد احدنا فيجهز على حياه الآخر. غير أبهين بعقوبة السماء.
لا تحدثنى عن التدين والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل باتت القاعدة وما عداها شاذ. وأن الأخ ليستحل أموال أخيه بدون أن يطرف له جفن. أوتؤرقه وخزه ضمير.
لا تحدثنى عن التدين. فمن منا يعرف الله ويتقيه حق تقاته؟
إن لفظ الجلاله بات صورا تزين حوائطنا أو حليا ذهبيه تزين أعناقنا ولم ينفذ بعد إلى قلوبنا.
وكيف نعرف الله ونحن مفسدون فى الأرض؟
وكيف نعرف الله ونحن لا نخافه؟
وكيف نعرف الله ونحن يذيق بعضنا بأس بعض؟
فمن مهندس يبنى البنايات التى تقع على رؤوس أصحابها إلى طبيب يورد مرضاه مورد التهلكة بأهماله وجشعه إلى مدرس جشع خرب الذمة والنوايا. إلى حرفى لا يتقن عمله. إلى سائق يتعاطى المخدرات ويقذف بالأبرياء الى قبورهم. إلى إلى إلى.

لا تحدثنى عن التدين وقد انكشف القناع عن من صدعوا رؤسنا ليل نهار بأنهم طلاب دين لا طلاب دنيا. وتبين أنهم قد يحرقون مصر بدم بارد لأجل مطامعهم السياسية.
وأنهم قد يبيعون أخرتهم بثمن بخس مقابل الدنيا التى لا تزن عند الله جناح بعوضة.
لا تحدثنى عن التدين وقد بات الدين منزويا وقابعا فى صومعه عابد أو ركن مسجد. لا يتجاوز ذلك إلى تعاملاتنا.
لا تحدثنى عن التدين وقد نزعت الرحمة من قلوبنا تجاه بعضنا البعض. ونزعت البركة من حياتنا.
لا تحدثنى عن التدين وقد بات كلامنا مذيلا بالأحاديث والأيات القرانية. مثلما الظالم الذى يذيل كلامه بقوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون).
إن قوما شاع فيهم القتل والفساد والموبقات والرشى. لهم قوم ينخر الفساد فى عظامهم. ولن يصلحهم قانون وضعى.
إن قوما لم تردعهم ضمائرهم ولا ثوابت عقائدهم. لن تردعهم أى أجهزة أمنية أو ضوابط رقابية.
إن قوما يفعلون الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى كيف يجرؤن على طلب الرحمة وسعة الرزق من الله؟












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة