وفى هذا السياق يقول الدكتور محمود محمد عمرو مؤسس ومستشار المركز القومى للسموم، إن غرق 500 طن من الفوسفات فى مياه نهر النيل له تأثير أساسى على التوازن البيئى، حيث تتغذى عليه الطحالب والطفيليات والأسماك، وقد ينتج موت البعض منها، لافتا أنه من الضرورى على محطات مياه الشرب ضرورة الاهتمام بالتنقية المشددة من خلال وسائل تنقى المياه بدرجة 100% حتى لا تحدث أى مضاعفات بالكلى والجهاز العصبى والكبد.
يضيف د.محمود محمد عمرو أن فى حالة عدم تنقية المياه من الفوسفات بدرجة 100%، فتتسبب بحدوث مضاعفات على الأطفال والأشخاص المصابين بمشاكل فى الكلى، عند تناولهم للمياه، وقد ينتج عنها تسمم حاد متمثل فى نزلة معوية، أو يتعرضون للتسمم المزمن والذى يكون تأثيره على الكلى مباشرة وحينها يجب التوجه لأقرب مستشفى مباشرة وتكون أعراضها على شكل إسهال وقىء، أما بالنسبة لغير المرضى فلا يتأثرون من شربها.
ومن جانب آخر يقول الدكتور مغاورى شحاتة خبير المياه العالمى ورئيس جامعة المنوفية الأسبق أن الفوسفات لا يذوب فى الماء، ومن الضرورى على المسئولين التعامل مع المياه بالتنقية المشددة، وفى حالة عدم السيطرة عليه يتم غلق محطات المياة المتواجد بها الفوسفات، وتحذر وزارة البيئة المواطنين فى هذه الأماكن من تناول المياه حتى يتم السيطرة على الفوسفات المتواجد بها.
يوضح الدكتور محمد سيد مسعود أستاذ التغذية أنه تحدث مضاعفات فى حالة الشرب من المياه التى تحتوى على الفوسفات بشكل مباشر، مما قد ينتج عنها التسمم الحاد، وحدوث عدم توازن للكالسيوم فى الجسم، وتصيب بهشاشة العظام على المدى الطويل.
يشير الدكتور أسامة فكرى أن الفوسفات يحتوى على جرعات عالية من الأملاح، فيجب على محطات المياه الإسراع من استخدام التنقية المكثفة لمعالجة المياه، وعند تناولها دون التنقية المشددة قد تحدث بعض المضاعفات كحرقان فى البول ومغص فى الجانبين، وحينها يجب التوجه إلى أقرب طبيب.
ومن جانبه يقول الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، ينفى أن يتم إذابته فى مياه النيل لأنه عبارة عن خام الفوسفات وهو نسبة إذابته ضعيفة جد للغاية نظر لأن نسبة الفسفور به لا تزيد عن 10% إلى 12%.
ويستكمل د. نادر قائلا: "لكى يتم إذابة الفوسفات بالمصانع يجب إضافة كميات كبيرة من الأحماض المركزة لإذابته لتصنيع الأسمدة الفوسفاتية" وهو ما ينفى أنه سيذوب فى مياه النيل.
حول مخاوف غرق السفينة المحملة بالفوسفات
ويتابع د. نادر لا داعى للخوف المواطنين من غرق سفينة الفوسفات وتأثيرها على مياه الشرب والأسماك الأسباب التالية:1) حول الأقاويل أن صخر الفوسفات يحتوى على اليورنيوم المشع عار من الصحة نظرا لأن الفوسفات يأتى من محافظة أسوان ولم نسمع عن أحد من أهالى المحافظة أصابهم مكروه جراء ذلك، قائلا: "لو كان السفينة المحملة بالفوسفات محتوى على اليورنيوم المشع لأصبحت محافظة أسوان أغنى بلد فى العالم" نظرا لغلائه صناعيا.
2)الفوسفات الخام عنصر لا يذوب فى المياه فهو ليس سماد سوبر فوسفات أو مبيدات فسفورية يخشى منها.
3) يحتوى على شوائب عالية من فيلز كادميميوم الذى يتنمى للفلزات الثقيلة الذى تضر بالكلى والكبد ولكن يسهل التخلص منها بسهولة بأحواض الاكسدة بمحطات مياه الشرب، حيث تترك لفترة لكى تتأكسد ويترسب الكديميوم وتنتهى أضراره.
4)تقوم الطحالب الخضراء بمنع وصول التهوية والأكسجين للمياه واستهلاك الاكسجين الموجود بالمياه مما يؤدى إلى نفوق الأسماك أو تسلخ جلدها لذلك يتم يتم التخلص من الطحالب بواسطة شباك الصيد ويؤكد د. نادر أنه لا داعى للقلق من تناول الأسماك نظرا لأنها نفوقها بسب الاختناق من لعدم وصول الأكسجين وليس مبيدات وتأثيرها مؤقت.
