الإهمال الطبى
صنعت منه الظروف، رجلاً وأرغمه القدر أن يصبح "رجل البيت" بعد وفاة والده، رغم عمره الذى لم يتخط الـ13 ربيعًا، يخرج إلى مدرسته صباحًا، ليعود منها إلى الحقل مباشرة للعمل مزارعًا لتحصيل قوت يومه، وقوت أسرته، ثم يعود عند مغيب الشمس إلى منزله ليلقى جسده على سرير بمنزل ريفى متواضع طالته يد الفقر.
هذا هو حال الطفل حمزة، الذى شكر الله عليه، ولم يعترض، بل اجتهد للحفاظ عليه وتحسينه، إلا أن الإهمال الطبى لم يمهله الوقت لتحقيق أي من أحلامه، بعد أن تعرض لكسر بذراعه، هرع به أهله إلى المستشفى لعلاجه، لكنه خرج منها جثة هامدة، تاركًا وراءه والدته المريضه، وشقيقه الأصغر.
أسرة الطفل حمزة
"اليوم السابع" التقى أسرة الطفل حمزة والذى يسكن فى قرية الحطبة التابعة لمركز ببا جنوب المحافظة، حيث قال حسن على حسين، عم الطفل، إن حمزة كان ينفق على والدته وشقيقه الأصغر بعد وفاة والده وكان يعمل بالزراعة فى الحقل بعد عودته من المدرسة يوميًا، وبداية الكسر كانت حينما وقع من على "بسطة" السلم، وتعرض ذراعه للكسر.
ويضيف عم الطفل، ذهبنا إلى أحد الأطباء الذى طلب إجراء بعض الأشعة على ذراعه، ليخبرنا بعدها بضرورة إجراء عملية جراحية لتركيب مسامير وشريحة فى الذراع، ودفع مبلغ 3500 جنيه تحت الحساب، والتوجه إلى مستشفى خاص بمدينة ببا يجرى بها الطبيب العمليات الجراحية، لإجراء العملية الجراحية، قائلاً: "استنينا أربعة ساعات لحد لما الدكتور وصل ومعاه دكتور التخدير والممرضات طلبوا منى وضع حمزة على الترولى، لكن إحنا مرضناش وحمزة قالها أنا كويس ومش محتاج أنام على الترولى ودخل غرفة العمليات واقف على رجليه".
يستطرد عم الطفل المتوفى قائلاً "وبعد ساعتين من الانتظار بالخارج خرج علينا طبيب التخدير ويدعى "محمد . ع . ط" فسألناه عن حالة الطفل، فرد قائلا" أنا بتاع تخدير أسالوا الدكتور اللى عمل العملية"، فانتظرنا حتى خرج علينا طبيب العظام وسألناه عن حالة الطفل فأكد نجاح العملية ليخرج بعدها ويتركنا بمفردنا داخل المستشفى، وتجمعنا جميعا أنا ووالدته وأشقائه انتظارًا لدخول الطفل فى مرحلة الإفاقة.
لحظات الموت
ويضيف محمد خال حمزة ومرت ساعة حتى سمعنا للطفل صوتًا غريبًا وكأنها لحظات الموت، حاولنا إفاقته دون جدوى، اتصلنا على الطبيب فلم يرد فتوجهنا لعيادته الخاصة وجدناها مغلقة، وبعدها لمكان إقامته فى ببا، حضر معنا إلى المستشفى محاولاً إسعاف الطفل بطريقة هيسترية لأكثر من ساعة ويقوم بإجراء عدة اتصالات هاتفية وتفشل كل محاولاته فى إنقاذ حمزة، ووقعت مشادات كلامية بيننا"
ويكمل خال الطفل المتوفى قائلاً: "خرج الطبيب وأخبرنا أن هناك خطأ طبيًا ناتج عن التخدير على حد وصفه وتركنا داخل المستشفى بعدما تعالت أصواتنا وشعر بالخوف، حملنا الطفل وتوجهنا لمستشفى ببا المركزى، وأكد الأطباء هناك وفاة الطفل، وبحضور طبيب الصحة لتوقيع الكشف الطبى، أشار لنا بوجود شبهة جنائية فى الوفاة تستلزم استدعاء الطبيب الشرعى وتشريح جثة الطفل، وهو ما حدث.
تحقيقات مديرية الصحة
من جانبها فتحت مديرية الصحة بمحافظة بنى سويف برئاسة الدكتور علاء عزت وكيل الوزارة، تحقيقًا عاجلاً، وإرسال لجنة طبية لفحص المستشفى التى أجريت بها العملية.
موضوعات متعلقة..
- نقابة الصيادلة: وزير الصحة أبدى استعداده لحل مشكلات الأعضاء
- الصحة تبدأ تفعيل منظومة الكشف بالفيديو كونفرنس فى الوحدات الصحية
