على خطى الكبار.. عمرو يوسف يتحول إلى قاتل محترف فى "ظرف أسود"

استطاع النجم عمرو يوسف أن يحقق نجاحاً، عقب إذاعة أول 10 حلقات من مسلسله «ظرف أسود»، ورغم عرضه حصرياً على قناة «Ten» فإن المسلسل كون جماهيرية كبيرة طوال فترة عرضه، حيث خطف عمرو يوسف الأنظار منذ الحلقة الأولى للمسلسل، خاصة أن العمل يتميز بسرعة إيقاعه، إضافة إلى عناصر التشويق، وهو ما نجح فيه المؤلف أيمن مدحت الذى صاغ جملا حوارية بسيطة وسهلة، وأيضا المخرج أحمد مدحت الذى حافظ على إيقاع وتسلسل الأحداث وتشويق الجمهور خاصة مع نهاية كل حلقة.

عمرو يوسف أصبح يسير على خطى كبار النجوم فى الدراما المصرية بعدما ثبت أقدامه فى البطولة المطلقة، واستحوذ على ثقة الجمهور، وأصبح قادراً على تقديم عمل ناجح يستحق المشاهدة، حيث اعتمد عمرو فى أدائه على «السهل الممتنع» لذلك لم يستغرق العمل كثيرا، حتى يدخل إلى قلوب متابعيه، كما أن ظروف «يوسف» وهى الشخصية التى يقدمها فى المسلسل تجعل الجميع يتعاطفون معه لاسيما أنه مجبر على أن يسير فى الطريق الخطأ سواء على مستوى الإنسانية أو مستوى القانون، بسبب معاناته فى حياته الأسرية والمهنية إلى أن يصبح قاتلا محترفا يتلقى التعليمات فى «ظرف أسود» وذلك بعدما حاول التهرب من اسمه الحقيقى واستعار اسما آخر لكى يهرب من أزمات قليلة إلا أنه يكتشف أنه بذلك يقع فى أزمات وصراعات أكبر.

ومن أهم المشاهد التى قدمها عمرو فى المسلسل مشهد يجمع «يوسف» وهى الشخصية التى يقدمها، وزوجته «سعاد» ويعاتبها داخل الحضانة التى يتواجد فيها نجله «هيثم» على خيانتها له أثناء وجوده فى السجن مع الضابط «شريف» ولم تكتف بذلك بل وافقت على الزواج من «البرنس» محمود البزاوى وكان يحمل «مسدسا» وأشهره فى وجهه، وحمل ذلك المشهد الكثير من التعبيرات الحقيقة التى مثلت معاناة الشخصية التى قدمها فى العمل.

أيضا مشهد آخر مؤثر جمع «يوسف» مع والده عقب خروجه من السجن، عندما كان والده غاضبا منه ولم يتحدث معه لفترة طويلة وظل يحاول إرضاءه ويطالبه بأن يسامحه خاصة أن والده لم يكن راضيا على زواجه من «سعاد».
أما النجمة درة فتغير من جلدها الفنى فى هذا العمل وتضيف إلى رصيدها شخصية جديدة، ونجحت فى ذلك بشدة، رغم أن شخصية «سعاد» ربما يعتقد البعض أنها شخصية عابرة إلا أنها تحمل مفارقات درامية بين الطمع والبحث عن الشهوات والملذات وبين شعور الأمومة مع ابنها «هيثم»، واستطاعت درة أن تصل بتلك المشاعر والأحاسيس إلى الجمهور بحنكة فنية وقدرة على التعبير.

«درة» تقمصت شخصية «سعاد» لذلك تخلت عن جمالها وعاشت فى الشخصية التى حملت الكثير من المتناقضات مثل ارتداء الحجاب وخلعه عقب ذهابها إلى عملها، إضافة إلى سعيها الدائم لاستغلال الفرص وتحقيق مصلحتها دون رحمة.

الفنان القدير صلاح عبدالله ظهر فى دور المحامى «سليم دربالة» وهو واحدا من أكبر محامى فى البلد، يسعى لتحقيق أهدافه سواء من خلال الطرق الشرعية أو من خلال أساليب غير شرعية ويقضى على كل من يقف أمامه مصلحته وحبه لجنى الأموال.

وجود صلاح عبدالله أضاف كثيراً للعمل نظرا لما يحمله من خبرة كبيرة ويعتبر بمثابة رمانة الميزان فى التواصل بين الأجيال فى المسلسل، فكل المشاهد التى ظهر فيها تحمل الكثير من المتعة الفنية، خاصة أن الشخصية التى يقدمها بها شق كوميدى أيضاً وهى عادة الفنان القدير فى وضع لمسته الفنية على الدور الذى يقدمه. ويعد من أقوى مشاهد النجم صلاح عبدالله فى شخصية «سليم دربالة» تجرده من المشاعر الإنسانية خاصة بعدما حاول «ياسين» محمد ممدوح إرضاءه عقب أخطائه فى العمل معه ورغبته فى العمل معه مجددا، ولكن «دربالة» لم تأخذه به أى شفقة أو رأفة وجعله يمسح حذاءه حتى يقضى على كرامته ويتحكم فيه بشكل كامل. ويعتبر مسلسل «ظرف أسود» إعادة اكتشاف للفنان محمود البزاوى الذى يقدم واحداً من أهم أدواره الفنية فى شخصية «سيد البرنس»، فبمجرد ظهوره على الشاشة يشعرك بالقلق منه بسبب طريقة كلامه التى بها الكثير من الألغاز، ولن يفهمها سواه أو بسبب مظهره الذى يبدو مرة «مهندم» وتارة أخرى يتحول إلى بلطجى، وحبه لـ«سعاد» أفقده السيطرة على نفسه، ولا يسعى إلا لإرضاء رغباته منها، رغم أنه تزوجها عنوة ودون رغبتها. «ظرف أسود» بطولة عمرو يوسف، ودرة، وصلاح عبدالله، وإنجى المقدم، ومحمود البزاوى، ومحمد ممدوح، وياسر على ماهر، وفراس سعيد، وإيمان أبوطالب، وإنجى أبوزيد، وسمر جابر.