رمضان جاب الله يكتب: خطف الأطفال وكلمة لابد منها

السبت، 25 يوليو 2015 08:02 م
رمضان جاب الله يكتب: خطف الأطفال وكلمة لابد منها أطفال الشوارع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خطف الأطفال جريمة لا تمت لعالم البشر، يمكن أن يتخيل الإنسان أن يقوم إنسان بالقتل أو السرقة ولكنه لا يتخيل أبدًا الجرائم ضد الأطفال وخصوصًا الخطف، فلابد أن تطبق بها عقوبات رادعة مخيفة لمن يرتكبها حتى تردع من يفكر مجرد التفكير بها. ويجب أن يتم توعية الجميع بمخاطر هذه الجريمة ويأخذون حذرهم ويؤكدون رعايتهم لأبنائهم فى الأماكن العامة وخصوصًا المزدحمة منها.

ووسائل الاتصال الاجتماعى تقوم بدور فى هذا ولكن إذا زاد الشىء عن حده ينقلب لضده وهذا حدث تقريبًا فى هذه القضية فمجموعات التحذير من خطف الأطفال والمنشورات التى تحذر من ازدياد هذه الجريمة فى فترة عصيبة أمنيًا، هذه المنشورات والمجموعات تعدت حد التوعية والمساعدة إلى التخويف فقط وهذا ليس جيدًا فالخائف على أولاده لا يحتاج لخوف إضافى ولا لمعلومات مبالغ فيها ولا استنتاجات وقراءات دون الحقائق.

فمثلا أصبح عدم تشابه أى طفل مع متسول أو متسولة مدعاة لتصويرها ونشر صورها والقول بأنه ليس ابنها، طبعًا جريمة التسول هى جريمة أخرى ولكن من هذا الذى يخطف طفلا ليطوف به أمام المولات والتجمعات التجارية ليتسول به وهل ممنوع على الطفل ألا يشبه أمه لو كانت متسولة؟ وكم عدد الحالات التى تم ضبطها لأطفال مخطوفين مع متسولين؟ لن تجد إجابات واضحة والحقيقة ستجد أقوالًا مرسلة حتى عند المهتمين بهذه القضية.

لا أقول إنه ليس هناك خطف أطفال هناك خطف أطفال ولكنه ليس بهذه الصورة الهيستيرية التى تصورها صفحات التواصل الاجتماعى فمثلا الخطف لأجل الفدية مفهوم ومعروف وهو حالات محدودة ولابد من معرفة سابقة بأسرة الطفل المخطوف لمعرفة قدرتها على دفع الفدية.

وأما الخطف لسرقة أعضاء الأطفال فأراه نكتة سمجة فالشخص الذى ينقل أى أعضاء على حد علمى لابد من تحاليل كثيرة ونسبة تطابق لا توجد بسهولة وهذا تحليل درامى وليس واقعيًا الذى يركن الخطف لسرقة الأعضاء هذا تقريبًا مثل الذى يقول بأن السيارة تسرق لأخذ قطعة غيار منها.

والسرقة للتسول بالأطفال أيضًا خيالية بعض الشىء وخصوصا من يقول بسرقة الأطفال بالمولات التجارية الكبرى. طبعًا لا يوجد مكان مستثنى من سرقة الأطفال فالذى يفعل جريمة مثل هذه لا يترك مجالًا ولكن أليس المول بكاميراته فى كل مكان خطرًا على الخاطف ومعناه أن وجهه سيظهر مع ضحيته وسيتم الإيقاع به.

الخلاصة يجب أن يؤخذ كل موضوع اجتماعى عام على قدر حجمه لا تقليل ولا مبالغة، والتدقيق فى المعلومات، فمثلا حين سأل صديق عاقل أحد المديرين لصفحة تهتم بالأطفال المخطوفين عدة أسئلة واضحة ومحددة أولها كان: كم عدد الأطفال المخطوفين والمضبوطين مع متسولين؟ كانت الإجابة صفر. للمرة الثانية لا نقلل من فداحة جريمة الاختطاف ولا أقول إنها ليست موجودة ولكنها لأنها تمس أكثر ما نملك غلاوة وحبا إلى قلوبنا أولادنا، ولو خيرنا الخاطف بين حياتنا وسلامتهم من أذى بسيط لما فكر أحدنا برهة واختار سلامتهم فورًا، ولهذا يبالغ الناس بعواطفهم والأفضل أن يحكموا عقولهم ويهدأوا لن أتكلم عن من يستخدم أخبار الجرائم سياسيًا ليوصل رسالة سياسية مفادها أن الامان مفقود فى هذا الوقت أو ذاك لأن هذه تعتبر جريمة أكبر من جريمة الخطف نفسها وهو منحدر أخلاقى لا يصح أن يقع به أحد مهتم لأمر بلده هذا طبعًا غير دور الجهات الأمنية غير الحرفى فى هذا الصدد التى يجب أن تهتم بهذه الجريمة وغيرها وتصارح الجماهير بالحقائق تباعًا وتوعيهم وتتحاور معهم حتى لا تدع مجالا للقلق لينتشر ويؤثر على حياة الناس وخوفهم على ذويهم.

حفظ الله مصر وأولاد مصر صغارًا وكبارًا وجعلها دومًا دار أمن وسلام.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة