بنك الوقود النووى بكازاخستان

السبت، 12 سبتمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 27 أغسطس الماضى شهدت العاصمة الكازاخية، أستانا، حدثًا عالميًا مهمًا، هو افتتاح بنك اليورانيوم المنخفض التخصيب، بمشاركة 6 جهاٍت داعمة، هى الاتحاد الأوروبى، والإمارات، والكويت، والنرويج، والولايات المتحدة، ومبادرة التهديد النووى، وكازاخستان بتكلفة 150 مليون دولار.

البنك الذى جاء بمبادرة من الرئيس الكازاخستانى نور سلطان نزارباييف، اختير له مكان آمن، وهو محطة أولبا التعدينية فى أوست كامينوجورسك، شمال شرق كازاخستان، والتى خزنت وتعاملت مع مواد نووية على مدى عقود.

وأهميته تكمن فى أنه سيسهل التعاون النووى السلمى، وهو الهدف الذى عملت كازاخستان من أجله بلا كلل، فبنك وقود اليورانيوم المنخفض التخصيب يعد وسيلة مهمة من شأنها أن تساعد فى خلق عالم أكثر أمنًا، كما أنه سيساعد بصورة فعالة فى تعزيز الأمان النووى، فاتفاق «الحد من الانتشار النووى» الذى تم توقيعه فى عام 1970 لا يمنع الدول من تخصيب اليورانيوم بمعدلات منخفضة بهدف استخدامه فى الأغراض السلمية كإنتاج الوقود النووى، لكن ليس هناك ما يمنع المنشآت المعنية بإنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب من مواصلة تطويره وتخصيبه بمعدلات أعلى لاستخدامه فى تصنيع الأسلحة النووية، وهذه هى المشكلة التى أرقت العالم لنحو عقدين بشأن البرنامج النووى الإيرانى، فلم يستطع المجتمع الدولى الجزم طوال تلك الفترة ما إذا كانت إيران تستخدم تركيزات أعلى من «اليورانيوم 235» فى صناعة مفاعلاتها النووية.

السؤال الآن: لماذا كازاخستان؟، وهنا أسباب عدة، من بينها أن الدولة كانت موقعًا لأكثر من 456 اختبارًا نوويًا قاتلًا عندما كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتى السابق، لكن فى أعقاب استقلالها بدأت الحكومة على الفور فى التخلص من ترسانتها النووية منذ عام 2001، رغم أنها ظلت أكبر منتج لليورانيوم فى العالم، كما أنها تشهد استقرارًا سياسيًا وسط منطقة مضطربة، فكازاخستان التى تحتفل هذا العام بذكرى 550 عامًا على إنشاء أول خانية «دولة» كازاخية، تسعى إلى الدخول ضمن الـ 30 دولة الأكثر تطورا فى العالم، كما أن سياسة كازاخستان الخارجية المتوازنة والواقعية أصبحت مفتاح العلاقات الجيدة مع لاعبين كبار فى العالم، مثل الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبى، ودول العالم العربى، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، مما يؤهلها لتكون وسيطًا فى فكرة الإخلاء النووى.

السؤال الثانى هو: كيف نستفيد من هذا البنك، خاصة أن مصر مقبلة على مشروع نووى سلمى، وهو ما يدفعنا للتفكير فى كيفية فتح قنوات الاتصال مع كازاخستان والقائمين على هذا البنك للاستفادة منه حال الوصول إلى صيغة نهائية خاصة بالمشروع النووى، كما أن هذا المشروع بادرة جيدة تدعم الموقف المصرى الداعى إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، لأنه يوفر لكل الدول ما تحتاجه من يورانيوم منخفض التخصيب بدلاً من اللجوء للمفاعلات النووية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة