فنان عراقى يستوحى تفاصيل المدن من الروايات ويجسدها فى مجسمات فنية مصغرة

الأحد، 27 سبتمبر 2015 05:33 م
فنان عراقى يستوحى تفاصيل المدن من الروايات ويجسدها فى مجسمات فنية مصغرة على العميدى مع أحد المصغرات الفنية
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل فى استطاعتك أن تحمل مدينة باريس أو لندن، أو غيرها من المدن فى يدك، وهل بمقدورك أن تحمل بعض الآلات الموسيقية الكبيرة بطرف إصبعك..الآن أصبح ذلك سهلاً، فالفنان العراقى علىّ العميدى، يتيح لك هذه الإمكانية فى فترة لا تتجاوز ثلاثة شهور.

الشاب العراقى علىّ العميدى، الذى يعيش كلاجئ فى تركيا، يصنع أعمالا فنية دقيقة تعرف باسم المصغرات، وهو من الفنون القديمة، وفكرته مبنية على بناء مجسمات تحاكى مشهدًا ما فى زقاق أو حى فى إحدى المدن، ولكن بتفاصيل دقيقة جداً، حيث قام ببناء مصغرات لمشاهد فى باريس ولندن ومحلات فى نيويورك، مستوحاة مما قرأه فى الروايات والقصص والقديمة، كما إنه ينوى صناعة مصغرات أخرى لمدن فى آسيا حيث التفاصيل الغزيرة، وتبرز فى أعمال الفنان العراقى الشاب، الجوانب القاسية والقديمة التى تظهر ما فعل الزمن بتلك المدن، يمكن لمقتنيها أن يزين بيته بهذه المجسمات الصغيرة.

ويشرح "العميدى" لموقع الـ"bbc" تجربته مع هذا الفن وكيف حاز على اهتمامه، فقال إنه بدأ العمل على المصغرات فى عام 2010م عندما وجد بالصدفة نوعًا من الخشب يسمى "البالسا"، وهو خشب يسهل قطعه وتشكيله، ولكن الفكرة كانت تدور فى رأسه قبل ذلك التاريخ بسبب قراءته لكثير من الروايات المترجمة عندما كان طفلاً، ومحاولته حينها تخيل أجواء القصة.

وقال العميدى إنه لم يدرس الفنون مطلقًا بل درس الهندسة الإلكترونية، وصنع مشاهد لعدة مدن عبر برامج التصميم من خلال الكمبيوتر، بيد أنه افتقد إلى أن يلمس تفاصيل عمله بأنامله، وأنه واجه صعوبة فى بادئ الأمر لعدم توفر المواد الأولية من ناحية، وعدم معرفته تفاصيل عن هذا الفن، ليدرسه من ناحية أخرى.

وحسب العميدى فإن المصغر الواحد يحتاج ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لإنجازه، بسبب حاجته إلى دراسة شكل وأجواء المدينة، بالإضافة إلى الوقت الطويل فى قطع وتشكيل مكونات المشهد بأحجام وتفاصيل صغيرة جدا.

وعن سبب غياب مصغرات لبغداد ضمن أعماله، فقال إنه إن أراد تجسيد مشهد من العراق فى إحدى المصغرات فسيحمل ذلك المشهد معه الحزن والآلام، وهو ما يراه فى الوقت الراهن متاجرة بأوجاع البلد من أجل تحقيق شهرة وانتشار لأعماله.

وعلى الرغم من صعوبة السفر خارج تركيا بالنسبة إليه لكونه لاجئا، إلا أن العميدى يقول إنه يتمنى أن يتمكن من المشاركة فى المعارض الدولية فى وقت قريب، ولا ينقصه التفاؤل بالمستقبل كما يقول.


موضوعات متعلقة..


"الآثار" العالم البريطاني فى الأقصر غدا لاستطلاع مقبرة توت عنخ آمون










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة