فى مشهد يرسخ لمفهوم الشراكة بين القوات المسلحة والشعب المصرى، انتشرت سيارات الجيش فى مختلف محافظات الجمهورية لتوزيع مليون عبوة غذائية بسعر ٢٥ جنيها بدلا من ٥٠ جنيها، وذلك فى إطار خطة الدولة الشاملة لمحاربة جشع التجار وغلاء الاسعار ، ومحاولة من القوات المسلحة فى إيجاد حلول بديلة وعاجلة لازمة نقص السلع الاستراتيجية، وتوزيع 8 ملايين عبوة غذائية بنصف الثمن خلال الفترة الجارية.
"اليوم السابع"، رافق عناصر القوات المسلحة، التابعين للمنطقة المركزية العسكرية، فى رحلة لأحد أكبر المناطق العشوائية بقلب القاهرة الكبرى، وهى "عزبة الهجانة" المتاخمة لمدينة نصر، ورصدت عبر 2 "كونتينر" للقوات المسلحة، وكيفية توزيع تلك العبوات، وردود الأفعال حول طريقة التوزيع، وأبرز المقترحات.
بداية فقد وقفت سيارتان، فى نهاية شارع مصطفى النحاس، تابعتين للمنطقة المركزية العسكرية، يوزعان ٤ آلاف كرتونة ، فى منطقة عزبة الهجانة، ورغم أن الرجال وقفوا صفا واحدا ، إلا أن السيدات تصارعن للحصول على أكبر عدد من الكراتين، ولم ينتظمن فى الوقوف أمام سيارة المنطقة المركزية العسكرية، للحصول على العبوات الغذائية المخفضة.
يقول سامح زكى، صاحب محل سنترال، ٣٧ عاما، إنه أغلق محله وجاء لشراء كرتونة بالسعر المخفض، فقط حتى يتمكن من الحصول على كيلو السكر بداخلها، مشيرا إلى أن أزمة السكر مؤرقة للغاية، فأولاده يبحثون يوميا عن كوب لبن أو رشفة شاى، فلا يجدون السكر.
وأوضح أن الكرتونة ربما تحل أزمة طارئة لكن البحث عن الحلول من قبل الحكومة هو الأفضل فى تلك الفترة ، حيث يجب توفير الكميات المطلوبة من السلع الاستراتيجية فى منافذ التوزيع، والعمل على أن يحصل عليها المستحقين.
من جهتها تحدثت أم أحمد، بائعة شاى، ٣٤ عاما، عن أزمتها اليومية منذ ١٥ يوما، فى البحث عن السكر، والذى يمثل المورد الرئيسى لعملها، مؤكدة أن الجيش له كل الشكر فى توفير كراتين تحتوى على عدة مكونات مثل السمن والسكر والفول والأرز، لكن يبقى الكنز الحقيقى فيها هو "كيلو السكر".
وتضيف "أم أحمد"، "الجشع ملا الناس ، والتجار لا يريدون العمل من أجل الغلابة، لكن فقط من أجل تحصيل أكبر قدر من الأموال"، مشددة على أنها ستبلغ الشرطة إذا علمت أن أحد التجار يقوم باحتكار سلعة بعينها، أو حاول تخزين بضاعته وحجزها عن الناس.
تلتقط منها الخيط، "أم باسم، ربة منزل، ٥٢ عاما"، تتحدث عن سعادتها الغامرة بسرعة الجيش فى التحرك لحل أزمة ارتفاع الأسعار، مبدية خوفها من التجار وجشعهم، مرجعة سبب كل الأزمات لغياب الضمير وعدم مراعاة ظروف الدولة.
تقول أم باسم ، "يابنى.. الحال على القد، الكرتونة دى ممكن تحل أزمة بيوت، ويارب تكفى، لأن كل حياتنا قامت على المساعدات اللى زى دى ، وعلشان كدة تلاقى الناس مرصوصة قدام العربيات".
جرجس أبانوب، يحمل ولده على كتفه، وتبدو السعادة على ملامحه، فقد استطاع الحصول على ثلاث كراتين، يقول بكل ثقة" حصلت على ما يكفينى، الناس مش بتشبع، بس أنا راضى، ظروف البلد وحشة على الكل، ولازم نستحمل".
يضيف جرجس، "الجيش حل أزمة نقص السلع، بالعربيات التى تواجدت فى عدة مناطق"، متمنيا أن تحذو الحكومة حذو الجيش، فى الحركة السريعة والعمل على تطوير أدائها، قائلا:" الحكومة غلابة زينا.. بس لازم الحركة تكون أسرع".
من جهته يقول عيد رزق ، مبيض محارة ، ٣٤ عاما، "أنا لسة جاى من الشغل، شاهدت الناس تلتف حول السيارة ، فوقفت معهم ، واشتريت كرتونة بنصف الثمن، وربما تكون زوجتى سعادتها اليوم، من أكثر الأيام سعادة، لأنها ستحصل على سلع لا تجدها، وبسعر مخفض للغاية".
ويؤكد فاروق، أن الكرتونة مفيدة للأسرة الصغيرة، فى ظل الظروف الصعبة، كما أنها تحتوى على كيلو سكر يمكنه أن يشرب به شاى "يعدل دماغه"، بالإضافة للزيت والسمنة والفول، وكلها سلع لا يستغنى عنها المنزل.
كان الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، قد أصدر أوامره لجهاز الخدمات العامة بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة الإمداد والتموين، بإعداد العبوات الغذائية وتوزيعها على المواطنين بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظات التي تدخل فى نطاق مسئوليتها.
وتشمل كل عبوة (1) كيلو جرام من السكر والأرز والفول و(3) أكياس مكرونة، إضافة إلى عبوة للسمن وصلصة الطماطم والشاى، تم تجميعها داخل عبوات خاصة وطرحها للمواطنين بنصف ثمن التكلفة، وبواقع (25) جنيها للعبوة الواحدة.
وبدأت الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، توزيع مليون عبوة غذائية كأسبقية أولى تم نقلها داخل أسطول من الشاحنات وسيارات النقل المجهزة إلى مناطق ونقاط التوزيع بكل مدن ومحافظات الجمهورية.
وتم طرح (400) ألف عبوة بالمحافظات التي تدخل بنطاق مسئولية المنطقة المركزية العسكرية و(200) ألف عبوة بأقاليم المنطقة الجنوبية العسكرية، وطرح (140) ألف عبوة بنطاق مسئولية الجبش الثانى الميدانى، وتوزيع (120) ألف عبوة بمحافظات المنطقة الشمالية العسكرية و(40) ألف عبوة بالمنطقة الغربية العسكرية.
فيما يقوم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة بتوزيع (40) ألف حصة غذائية داخل (422) منطقة بالقرى والنجوع والمناطق الأكثر إحتياجًا بمختلف مراكز ومدن الجمهورية، وذلك حرصًا من الدولة ومؤسساتها المختلفة على التلاحم مع أبناء الشعب المصرى وتخفيف العبء عن كاهلهم.
يأتى ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركة أجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارة التموين التي قامت بتوفير كميات السكر اللازمة من خلال الكميات التي تمت مصادرتها من المتلاعبين بالأسواق والمحتكرين للمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وإيمانًا من القوات المسلحة بدورها الحيوى باعتبارها جزءًا من نسيج شعب مصر وإحدى مؤسسات الدولة المصرية التي تحرص كل الحرص على توفير الحياة الكريمة للمواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة