قال الكاتب الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، إن دعوة الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة الأزهر، بضرورة تدريس العديد من النماذج المصرية للطلاب، هى دعوة صادقة النية، ولكنها بحاجة إلى رؤية، وأن الأهم من ذلك، هو ألا تكون المناهج التعليمية حكراً على الخبراء، لأنهم "أسلموا البلد إلى ثقافة الانغلاق والتخلف".
وأكد الدكتور محمد صابر عرب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على أن القضية ليست فى الدعوة إلى تدريس نماذج شخصية لها تأثير كبير فى حياة المصريين، على عدة مستويات سياسية وثقافية واجتماعية، وإنما تتعلق بالمناهج برمتها، مثل التاريخ والجغرافيا واللغة العربية، فهى مناهج بحاجة إلى إعادة كتابتها مع مراعاة البعد الوطنى والثقافى والاجتماعى، فلابد وأن يكون ذلك وفق سياق خاص يراعى فيها الهوية المصرية.
وأضاف "صابر عرب": فمثلاً لدينا مناهج اللغة العربية والنصوص الشعرية والنثرية التى يتم تدريسها فهى فى مجملها ليست جيدة، وتحتاج إلى تبسيط، فليس الهدف من تدريس اللغة العربية أن يكون الطلاب على مستوى إمام النحاة سيبويه، وإنما الهدف هو أن يكون الطلاب قادراً على القراءة الصحيحة والفهم الجيد.
وتابع وزير الثقافة الأسبق: ولدينا أيضًا مناهج التاريخ، فهى بحاجة ماسة إلى إعادة الرؤية، مع اعتبار أن يصل الطالب بعد الانتهاء من مرحلة الثانوية إلى أن يكون ملماً بتاريخ مصر، والمنطقة العربية، والعالم أيضًا.
وأكد "عرب" على أن كافة المواد الإنسانية والاجتماعية فى مختلف المراحل التعليمية بحاجة إلى رؤية متكاملة، مضيفاً: نعم لدينا العديد من الشخصيات المهمة التى لا يعرف الطلاب عنها أى شىء، ولا إلى أى مدى كان لها تأثير فى مجتمعنا، سواءً على المستوى السياسى والاقتصادى، ولكن الأهم أيضًا هو ألا تكون هذه الرؤية فى إعادة صياغة المناهج خاضعة فقط لخبراء التربية والتعليم، لأنهم أسلموا البلد إلى ثقافة الانغلاق، وثقافة التخلف، وبالتالى فلابد أن يكون للأدباء والمثقفين رأى ودور مهم وكبير جداً فى إعادة صياغة هذه المناهج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة