بالتزامن مع تحركات الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب، لإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، يتجه غالبية المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة منتصف العام الحالى إلى تبنى سياسات صارمة فى مواجهة التنظيمات الإرهابية وفى صدارتها الإخوان.
ومن بين المرشحين لسباق الإليزيه الذين أعلنوا موقفا واضحا من الإخوان، المرشح اليمينى فرنسوا فيون، الذى تساءل فى تصريحات سابقة عن كيفية الترحيب بالإخوان على الأراضى الفرنسية فى الوقت الذى تصنفهم فيه مصر على قوائم الإرهاب. ودعا فيون قبل يومين إلى اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة داخل فرنسا من الإسلاميين المتطرفين، فى سبيل الحد من الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا على مدار الأشهر الماضية.
وجاءت تصريحات فيون فى حوار سابق قال خلاله: "الإسلام المتطرف أصبح يهدد حياتنا ومواطنينا، إنه يتحدانا ويتحدى قيمنا العلمانية فى فرنسا أريد رقابة صارمة مع حل كل المنظمات المرتبطة من قريب أو من بعيد بالتيارات السلفية والإخوان المسلمين فى أى من البلاد". وتابع: "كيف تقوم مصر بحظر التنظيم الإرهابى الإخوان المسلمين، وتسجله على قائمة المنظمات الإرهابية، ونستقبلهم بحفاوة فى فرنسا".
وأضاف فيون: "لابد من توضيح علاقتنا مع قطر وأن نؤكد جميعنا، أن هذه الدولة راعية للإرهاب وتحتوى على رؤوس الإسلام المتطرف".
ويطالب فيون بالترحيل الفورى دون إمكانية العودة للإسلاميين الذين يمثلون تهديدا لأمن البلاد، وأكد ذلك فى كتاب "لأجلكم" حيث يقترح "إسقاط الجنسية ومنع الفرنسيين الذين ذهبوا للقتال فى صفوف الإرهابيين من العودة إلى تراب الجمهورية".
وعندما طلب منه الخميس الماضى فى المناظرة الأخيرة لمرشحى اليمين فى الانتخابات التمهيدية هل هناك خطر أن تتسبب هذه الإجراءات فى خلق فئة من الناس عديمة الجنسية، أكد فيون أن ذلك "لن يحرمه من النوم".
ويشار إلى أنه قبل أقل من أربعة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية فى فرنسا كثف المرشحان الأبرز، المحافظ فرانسوا فيون ومرشحة الجبهة الوطنية المنتمية لأقصى اليمين مارين لوبان، التحذير من خطر العلاقات مع أنظمة دول بالخليج باعتبارها الممول الرئيسى للإرهاب.
وفى بداية الشهر الحالى، كشف استطلاع للرأى أن رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق فرنسوا فيون سيهزم مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية إذا تقابلا فى جولة إعادة للانتخابات الرئاسية فى مايو المقبل.
وجاء فى الاستطلاع، أن فيون سيتقدم على لوبان فى الجولة الثانية بنسبة 63% من الأصوات مقابل 37%، وسيتأخر عنها بنقطة أو نقطتين مئويتين فى الجولة الأولى من الانتخابات المقررة يوم 23 أبريل المقبل، لكنه سيجمع عددا كافيا من الأصوات من مرشحين آخرين مهزومين، لاسيما من الوسطيين بين الاشتراكيين ليهزمها بفارق مريح فى جولة الإعادة المقرر إجراؤها يوم 7 مايو.