سلطت صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على مخاوف الحكومات الأوروبية، حيال إمكانية فشل جهد متضافر يهدف إلى إقناع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاستمرار فى المصادقة على اتفاق إيران النووى، وهو ما دفعهم إلى التطلع إلى إيجاد سبل أخرى فى محاولة لإنقاذ هذا الاتفاق الذى تم التوصل اليه قبل عامين.
وقالت الصحيفة- فى تقرير بثته على موقعها الالكترونى اليوم الأربعاء- إن جهود الضغط الأوروبية تنصب حاليا على الكونجرس الأمريكي، إذ أن أمامه شهرين لاتخاذ القرار بشأن ما إذا إذا كان سيعيد فرض العقوبات ضد إيران بشأن برنامجها النووي، وذلك فى حال رفض ترامب التصديق على هذا الاتفاق.
ورأت الصحيفة البريطانية أن فرض عقوبات جديدة قد يثير بدوره امكانية انسحاب إيران من الاتفاق، ومن ثم تكثيف برنامجها النووى الكامن فى معظمه فى الوقت الحالي، مما يدفع بمنطقة الشرق الأوسط إلى حافة صراع كبير أخر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما هدد ترامب بسحب تصديقه على الاتفاق بحلول يوم 15 أكتوبر، كانت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى منتصف سبتمبر الماضي- تعتبر بالنسبة للدول الموقعة على الاتفاق: بريطانيا وفرنسا وألمانيا- بمثابة الفرصة المثلى والأخيرة لإقناع ترامب بمخاطر تدمير الاتفاق النووى مع إيران .. غير أنه وفقا لاعتبارات العديد من الدبلوماسين المشاركين، ذهبت هذه الجهود سدى.
وأضافت الجارديان أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم تتمكن من حضور اجتماعات الجمعية العامة، إذ كانت فى المراحل الأخيرة من حملتها الانتخابية، لذلك تُرك الأمر لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، كى يستغلا اجتماعاتهما مع ترامب فى نيويورك لمناشدته على نحو شخصى بالإبقاء على الصفقة.
وأفادت الصحيفة بأن ماكرون لم يحرز أى تقدم فى هذا الصدد، واستمر ترامب فى التأكيد على أنه بموجب الاتفاق، سيتمكن الإيرانيون من صنع قنبلة نووية فى غضون خمس سنوات، ولم يكن هنالك شيء يمكن أن يقوله الرئيس الفرنسى لإقناع ترامب بخلاف ذلك.
وكان اجتماع ماى أيضا مع الرئيس الأمريكى غير مثمر، إذ استغلت نصف الاجتماع الذى استمر 50 دقيقة فى محاولة لإشراك ترامب فى أسس خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووى الإيراني، غير أنه أعرب عن استيائه الشديد، وقال إنه اتخذ القرار حول ما يجب القيام به، ورفض رفضا قاطعا أن يخبرها بماهية قراره، وقال لها "لقد اتخذت قرارك. وسوف اتخذ قراري". فيما وصف دبلوماسى بريطانى هذه المحادثة فى وقت لاحق بأنها كانت "حامية الوطيس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة