كرم جبر

الأنفاق والمدينة والمشروع المقبل

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثنا كثيراً عن ضم سيناء لأحضان الوطن، بالشعارات والوعود والأغانى، ولكن للمرة الأولى يصبح الحلم حقيقة، وذلك يوم السبت 23 ديسمبر 2017، عندما شقت ماكينات الحفر العملاقة قلب الصحراء، ونفذت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، معلنة إنجاز عملاق، بافتتاح أربعة أنفاق، تربط سيناء بمصر، وتنهى عزلتها إلى الأبد.
 
بجوار النفق العملاق فى مدينة الإسماعيلية، انشقت الصحراء فى الضفة الشرقية أيضاً، عن مدينة جديدة تحمل اسم المدينة القديمة، وسيتم الإعلان عن تسكينها بعد تشغيل النفق فى الشهور الأولى من العام المقبل، تم إنجاز 70 ألف وحدة سكنية من إجمالى 170 ألفاً بالمدينة الجديدة، وجميعها ستكون جاهزة للسكن فى غضون شهور قليلة، وأثناء ذهابى لحضور الاحتفال، مررت من داخل الوحدات السكنية، تحفة معمارية وجراجات وأشجار وورود ومداخل بالرخام والزجاج، وتتسع فى نهاية تسكينها إلى ما يقرب من مليون نسمة.
 
هذه هى مصر التى تعمل وتنجز فى صمت، وتمنيت أن يكون بيننا عشرات الآلاف من الشباب الذين يُسلِّمون عقولهم للفيس بوك والسوشيال ميديا ليشاهدوا بأنفسهم حجم الإنجازات التى لا تلقى اهتماماً من مختلف وسائل الإعلام، مع أنها تعطى الأمل فى المستقبل، وبأن مصر الحديثة مقبلة من أجل الأجيال الجديدة، الذين ضاقت بهم الحياة وسبل العيش فى الوادى الضيق، وهذا ليس كل الإنجازات.
 
سيناء الجديدة تستعد لاستقبال أكبر مشروع تنموى فى تاريخها، وربما الأكبر على مستوى الوطن كله، تكلفته 100 مليار جنيه، لتصبح حائط صد استراتيجى حقيقى لمصر، بالتنمية والبناء والتعمير والسكان، ولتفتح رئة جديدة تتنفس بها مشروعات الخير والنمو، وسيناء بالذات تتوافر فيها كل المقومات، وأهمها المناخ الأوربى الرائع صيفاً وشتاءً، وأجواء ساحرة على أجمل بقاع البحر المتوسط.
 
الأنفاق والمدينة والمشروع الضخم، فاتحة خير على مصر وهى تودع عاماً امتلأ بالتعب والمعاناة، وتستقبل عاماً جديداً، ندعو الله أن يكون خيراً على مصر وشعبها، وأن يحميها من العدو الأكبر الذى يهدد أمنها واستقرارها، وكلنا ثقة فيما قاله الرئيس بأن سيناء ستعود لمصر قوية متعافية، بعد إزالة قوى الشر والإرهاب، فى أقرب وقت بإذن الله، لتدخل حيز مشروعات التنمية العملاقة، التى تغير وجه الحياة فى البلاد.
 
مصر تتغير، وبعد سنوات قليلة سوف تنتهى من بناء 13 مدينة جديدة، لتضيف إلى مساحتها الحالية %7 من إجمالى مساحة البلاد، بما يعنى أن المساحة الآهلة بالسكان تضاعفت فى سنوات قليلة، وإضافة مصر جديدة، لتتخلص من الاختناق والازدحام والتلوث، وتنعم بالأرض الواسعة التى منحها لها الله.
الأنفاق الجديدة ليست مجرد ممرات للعبور إلى الضفة الشرقية للقناة، ولكنها أذرع قوية تضم سيناء الجديدة لأحضان الوطن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة