بالصور.. كيف احتفل الفراعنة بأعياد شم النسيم.. استنساخ المصريين لمهرجانات شمو من الفراعنة احتفالاً ببدء الخلق بالكون.. مفتشو الكرنك: القدماء احتفلوا بالانقلاب الربيعى بالأسماك المجففة والمملحة كقرابين للآلهة

الأحد، 16 أبريل 2017 01:00 ص
بالصور.. كيف احتفل الفراعنة بأعياد شم النسيم.. استنساخ المصريين لمهرجانات شمو من الفراعنة احتفالاً ببدء الخلق بالكون.. مفتشو الكرنك: القدماء احتفلوا بالانقلاب الربيعى بالأسماك المجففة والمملحة كقرابين للآلهة (شم النسيم) إستنساخ المصريين لمهرجانات (شمو) من الفراعنة إحتفالاً ببدء الخلق بالكون
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

((شمو)) بالفرعونية وبالقبطية ((شوم إنسم)) وهو المهرجان السنوى بقدوم فصل الربيع فى العصور الفرعونية القديمة، استنسخه المصرى المعاصر فى احتفالات سنوية يوم 17 أبريل من كل عام بعيد المصريين المفضل لاستقبال الربيع تحت مسمى "شم النسيم"، وهو ما لا يختلف كثيراً عن تلك العادات التى يتوارثها المصريين من الفراعنة منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا.

 

 (شم النسيم) استنساخ المصريين لمهرجانات (شمو) من الفراعنة إحتفالاً ببدء الخلق بالكون.
(شم النسيم) استنساخ المصريين لمهرجانات (شمو) من الفراعنة إحتفالاً ببدء الخلق بالكون.

وتعتبر احتفالات أعياد "شم النسيم" من كل عام هى إحدى المظاهر المقتبسة منذ أكثر من 5 آلاف سنة من التاريخ الفرعونى وكان يسمى وقتها "شمو"، وبالقبطية كان يسمى "شوم إنسم" فهو مهرجان يقام سنوياً فى فصل الربيع، ويحتفل فيه جميع المصريين بدخول الربيع بزيارة المنتزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ.

وفى هذا الصدد يقول الطيب غريب كبير مفتشى معابد الكرنك، أن بداية احتفالات القدماء المصريين فى العصور الفرعونية بأعياد الربيع ((شمو))، كانت فى عام (2700 ق.م) وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، حيث إن هذا العيد كان معروفًا فى مدينة هليوبوليس، وهو عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون، وقد تم تعديل الإسم لهذا العيد على مر العصور المختلفة وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

 

 نقوشات لاحتفالات المصريين بأعياد شم النسيم منذ آلاف السنين.
نقوشات لاحتفالات المصريين بأعياد شم النسيم منذ آلاف السنين

ويضيف الطيب غريب فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن القدماء المصريين كانوا يحتفلون بذلك اليوم فى احتفال رسمى كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعى، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس فى برج الحمل، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفى تلك اللحظة يحدث شىء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين، وما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع فى الحادى والعشرين من مارس كل عام، فى الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثى الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران.

وفى هذا الصدد يقول الباحث الأقصرى عبد المنعم عبد العظيم، أنه على الرغم من مرور آلاف السنوات بين الحضارة الفرعونية القديمة والحضارة الحديثة بمصر، إلا أن المصريين مازالوا بمارسون نفس الطقوس الفرعونية فى احتفالاتهم السنوية، ففى شم النسيم يأكلون البصل والفسيخ، وكذلك يخرج الجميع للحدائق والمتنزهات كما كان يقوم المصريين القدماء بالخروج فى طقوساً خاصة فى عيد الربيع بركوب المراكب النيلية المصنوعة من ورق البردى ويتجولون بها فى النيل وبين الخضة والطبيعة الجميلة للاستمتاع بتغير فصول السنة.

ويضيف الباحث عبد المنعم عبد العظيم لـ"اليوم السابع" أن إحتفال القدماء المصريين كان يتضمن تناول السمك المملح والبصل والبيض والحمص، وكانوا يجلبونه من مدينة "إسنا" جنوب مصر، التى كانت تشتهر آنذاك بصناعة وتقديم الأسماك المجففة كنذور للآلهة داخل المعابد، حتى صار السمك المجفف رمزاً للمدينة فى العصر البطلمى "لاتيبوس" أى مدينة قشر البياض، وعرف المصريون أنواعاً من الأسماك حرصوا على رسمها على جدران مقابرهم، مثل سمك البورى والبياض والبلطى، كما عرفوا البطارخ منذ عصر الأهرام حتى أنهم فى أحد الأعياد كانوا يأكلون السمك المقلى أمام أبواب المنازل فى وقت واحد.

أما المفتش الأثرى صلاح الماسخ، فيؤكد أن من أبرز الشعائر التى كان المؤمنون من الفراعنة يقومون بها فى الأعياد يحدث بمدينة منف، وهو الطواف حول مبنى مقدس، بالإضافة إلى تقديم الذبائح التى تصاحب الاحتفال، وكانت هناك أنشودة تخلد ذكرى احتفال فى طيبة تقول "ما أشد سرور معبد آمون فى العام الجديد عند ذبح الضحايا عندما يتقبل آمون أشياءه الجديدة وتنحر ثيرانه بالمئات"، موضحاً أن الكهنة فى أعيادهم كانوا يحملون تمثال المعبود ويطوفون به فى موكب مهيب يشارك فيه الجميع، ويؤدى فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم، كما تقام العروض المسرحية التى تصور أساطير معينة، وكان الأهالى وليس الكهنة هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة.

 

 تلوين البيض عند القدماء المصريين لرمزيته الدينية.
تلوين البيض عند القدماء المصريين لرمزيته الدينية.

ويقول مفتش معابد الكرنك، أن تلك المظاهر الخاصة بالفراعنة مازال المصريون يحرصون عليها حتى الآن، وكان من بين الأعياد المهمة لدى الفراعنة، حيث حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعى، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس فى برج الحمل، وظل مرتبطاً حتى اليوم بالشمس والنهر، وكانت مظاهر الاحتفال به عندهم تقام على ضفاف النيل ووسط الحدائق والساحات المفتوحة وبين الزهور، التى لها مكانة كبيرة فى نفوسهم، حيث تذخر أعمدة المعابد الفرعونية بالأقصر والمزخرفة بطراز "لوتسى" يحاكى باقات براعم الزهور، وقد صور المصريون أنفسهم على جدران مقابرهم ومعابدهم وهم يستنشقون الأزهار فى خشوع يوحى بسحر الزهور ومكانتها لديهم، حيث أن المصرى القديم كان يقضى أكثر الأوقات بهجة وإشراقاً وإقبالاً على الحياة فى فصل الربيع، ذلك الفصل الذى تتغير فيه كل الأشياء لتنبض بالحيوية والأمل والجمال، وتحرص فيه النسوة على ارتداء الملابس الشفافة والاهتمام بتصفيف الشعر والإسراف فى استخدام العطور لإظهار مفاتنهن، هكذا كانت وستظل عودة الربيع التى تتميز بتفتح الزهور، تقابل دائماً بفرح وترحاب من عامة المصريين وخاصتهم على مر العصور، وكانوا يحملون معهم أنواع معينة من الأطعمة التى يتناولونها فى ذلك اليوم مثل البيض الملون، والفسيخ (السمك المملح)، والخص والبصل والملانة (الحمص الأخضر)، وهى أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم – عند الفراعنة - بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة.

 

ويؤكد صلح الماسخ، أن البيض عند الفراعنة كان يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وقد صورت بعض برديات منف الإله "بتاح" – إله الخلق عند الفراعنة - وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التى شكلها من الجماد، ولذلك فإن تناول البيض – فى هذه المناسبة - يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين، وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض فى سلال من سعف النخيل يعلقونها فى شرفات المنازل أو فى أغصان الأشجار، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم، أما الفسيخ فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية فى الاحتفال بالعيد فى عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الإهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة فى حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، وقد ذكر "هيرودوت" – المؤرخ اليونانى الذى زار مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها - أنهم كانوا يأكلون السمك المملح فى أعيادهم، وكذلك كان البصل من بين الأطعمة التى حرص المصريون القدماء على تناولها فى تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل فى المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم، وكان الخس من النباتات المفضلة فى ذلك اليوم، وقد عرف منذ عصر الأسرة الرابعة، وكان يسمى بالهيروغليفية "عب"، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة، فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة