علاقات مشبوهة ربطت الراعيتين الرسميتين للإرهاب فى العالم ـ قطر وتركيا ـ تخطت حاجز الدبلوماسية الرسمية، وتجاوزت بمراحل عدة أسوأ سيناريوهات المؤامرة ضد دول الجوار، وشابها دون شك تجانس وتناغم على صعيد البيزنس والتجارة بين مسئولى البلدين.
"هم يتملكون لدينا الوحدات السكنية الفاخرة ، وقدموا إلينا تسهيلات عدة لملاحقة معارضى النظام على أراضيهم، وفى المقابل نحن نؤمنهم بقاعدة عسكرية تحسباً لأى طارئ"، بهذه الكلمات لخص السفير التركى الجديد لدى الدوحة "فكرت أوزر" ما يجمع الدوحة وأنقرة، مشيراً فى حوار مطول مع صحيفة العرب القطرية إلى أن جهود تميم بن حمد فى ملاحقة معارضى أردوغان محل تقدير لدى السلطات التركية.
وقال "أوزر" : "خلال عام 2016 فقط اقتنى مواطنون قطريون 277 شقة فاخرة فى تركيا مقابل 256 شقة خلال العام 2015، بمجموع 534 شقة خلال العامين الأخيرين"، مشيرا إلى وجود إقبال كبير لاقتناء الشقق في اسطنبول ومدن أخرى، مثل سابانجا التي يفضلها القطريون ويقتنون بها شققاً جاهزة، وقطع أراضٍ لبناء بيوت موائمة للثقافة الخليجية، معتبرا أن دولة قطر تأتي في المرتبة الرابعة من حيث الإقبال على امتلاك الشقق في تركيا.
كما كشف الدبلوماسي التركى أيضا، عن معلومات جديدة تشير إلى تكثيف التعاون القطرى ـ التركى، وقال إن السلطات القطرية قدمت لنا دعماً وتعاوناً كبيراً فى ملاحقة المعارضة التركية تمخض عنه موافقة الدوحة على طلب أنقرة بمطاردة المعارضة التركية على أراضيها، حيث قامت بترحيل وطرد عدد من أنصار وأتباع الداعية التركى المعارض فتح الله جولن المقيم في أمريكا والذي يتهمه نظام أردوغان بالوقوف خلف تحركات الجيش الفاشلة للإطاحة بحكمه فى يوليو الماضى، قائلا "أن مرحلة التطهير متواصلة، وهناك تقريبا 75 ألف معتقل حالياً، بينهم 505 دبلوماسيون من وزارة الخارجية، منهم 5 إلى 6 سفراء تقريباً".
صديق اردوغان السفير التركى لدى الدوحة
ولم تقف العلاقات المشبوهة بين البلدين عند هذا الحد من التعاون، بل نصب الرئيس التركى زميله سفيرا لدى الدوحة، وكشف فكرت أوزر، عن صداقة وثيقة ربطته بأردوغان وجمعتهما سنوات الدراسة، قائلا "بالفعل، كنت زميل دراسة مع أردوغان؛ حيث درسنا معا بمدرسة الخطابة والأئمة لمدة سبع سنوات، ومن ذلك اليوم استمرت صداقتنا، ولم تنقطع أبدا، حتى لما كنت أنا خارج تركيا.. صداقتهما لا تزال متواصلة".
ويتحدث أوزار مغازلا أردوغان قائلاً " أردوغان كان شخصية اجتماعية محبوبة، ويتمتع بصفات قيادية، إلى جانب ولعه بكرة القدم، حيث كان يستغل فرصة الاستراحة في المدرسة لمدة 15 دقيقة ليجمع أصدقاءه لممارسة كرة القدم، فكان يتميّز بقدرته على القيادة. وإلى جانب حرصه على حفظ القرآن مثلنا جميعاً؛ حيث كان أستاذنا صارماً جدّا في تحفيظنا القرآن وأحكام التجويد، ويحذرنا من مسئولية الخطأ أثناء الإمامة بالمصلين، وقد سبق لي أحياناً أن أؤم الناس في الصلاة؛ لأني أحفظ نصيباً منه".
صفقة الشيطان بين الدوحة وأنقرة لملاحقة المعارضة
وفى حواره كشف السفير التركى لدى الدوحة العديد من أوجه التعاون المشبوه بين البلدين، مشيراً إلى أن السلطات القطرية سمحت لأردوغان بملاحقة مسئولين دبلوماسيين على أراضيها كما طردت آخرين بزعم تعاونهم مع المعارض التركى البارز فتح الله جولن.
ومن بين المرحلين والمطرودين الملحق العسكرى التركى السابق، والقائد السابق للقاعدة العسكرية التركية في قطر، وقال المسئول التركى إنه هناك من عاد إلى تركيا، ويتم التحقيق معهم، بينما فر البعض إلى دول أخرى، وشدد المسئول على أن بلاده لا تزال تواصل مرحلة التطهير لأنصار جولن، مع وجود 75 ألف معتقل تقريبا بينهم أكثر من 500 دبلوماسي من وزارة الخارجية منهم 5 إلى 6 سفراء.
وكشف الدبلوماسي التركي في حواره أن القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، موجودة لدعم أمن وأمان دولة قطر، في ظل ظروف إقليمية، تعرف تهديدات بعض القوى لأمن المنطقة. واستطرد قائلا: "تواجد تركيا هو لدعم أمن واستقرار قطر، وفي الوقت نفسه أمن واستقرار تركيا".
وعرض صديق أردوغان بيع أسلحة تركية بأقل الأثمان قائلا إن بلاده على استعداد لدعم قطر بمعدات عسكرية حديثة، بأسعار أقل مما هي عليه في دول أخرى. وفي مجال التعاون العسكري أشار الدبلوماسي إلى أنه يمكن إقامة تعاون في قطاع الصناعة العسكرية، مع الاستعداد لإنتاج وصناعة بعض المعدات داخل قطر، وتصديرها إلى دول أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة