تفسير التسترى أحد كتب تفسير القرآن الكريم، لصاحبه أحد أعلام التصوف السنى فى القرن الثالث الهجرى سهل التسترى.
يتميز التفسير بصغر حجمه، فهو لا يضم تفسيرًا كاملًا لجميع آيات القران الكريم، وإنما هو تفسير لبعض آيات القران الكريم، وتعليقات كانت استجابة لأسئلة بعض تلامذة التسترى، فكان فتفسيرًا مختصرًا كما هى طريقة أهل التصوف.
والتفسير نموذج لطريقة الصوفية فى شرح القرآن للقرآن الكريم، فمؤلفه معروف فى مجال السلوك الصوفى القائم على أساس من الشريعة والاقتداء بالرسول، وقد تكلم على بعض آيات من القرآن مبينا ما ألهمه بشأنها، والناظر فى التفسير يَلمح عليه دلائل التفسير الصوفى المستقيم، ويرى فيه تحقيق قول المؤلف: «أصولنا سبعة... التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام، والتوبة، وأداء الحقوق».
لم يتعرض التسترى لتفسير القرآن آية آية، بل تكلم عن آيات محدودة ومتفرقة من جميع سور القرآن، وكان معظم هذه التفاسير إجابة عن أسئلة وُجهت إليه من أصحابه أو جلسائه.
وقد افتتح جامع تفسير التسترى بمقدمة احتوت على ما يلي: «وما من آية فى القرآن إلا ولها أربعة معان، ظاهر وباطن وحد ومطلع، فالظاهر التلاوة، والباطن الفهم، والحد حلالها وحرامها، والمطلع إشراف القلب على المراد بها فقهاً من الله عز وجل. فالعلم الظاهر علم عام، والفهم لباطنه، والمراد به خاص»، ومن هذه العبارة يتبين أن سهل يرى أن الظاهر هو المعنى اللغوى الذى يعرفه الإنسان العربي، أما المعانى الباطنة فلا يعرفها إلا أهل الله بتعليم الله إياهم وإرشادهم. وحال التسترى فى ذلك حال كثير من الصوفية الذين قاموا بتفسير القرآن، معتمدين فى ذلك على ما يسمى بعلم الإشارة، وهو علم ما فى القران من أسرار عن طريق العمل به، وتأويل القران الكريم بغير ظاهر عباراته لإشارات خفية لا تظهر إلا لأرباب السلوك والتصوف وأهل الحقيقة أو المشاهدة، ويمكن الجمع بين هذه الإشارات وبين ظاهر الآية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة