المصحف المفسر وضعه محمد فريد وجدى، والذى يعد من رواد الفكر الإسلامى ومفكر من رواد النهضة الإسلامية فى العصر الحديث، للأستاذ محمد فريد وجدى، الذى ولد فى الإسكندرية سنة 1878 م، وتوفى فى القاهرة سنة 1954 م.
وكتب محمد فريد وجدى تفسيره مستمداً من أقوال أهل السنة وأقطاب المفسرين وتوفيةً لحاجة أهل هذا العصر.
يقول "وجدى" فى المقدمة "أما بعد فإنى حوالى سنة 1323 هـ حاولت أن أقرأ القرآن قراءة تدبر وفهم .. فأعوزنى أن أجد من التفاسير ما يبلغنى أمنيتى من أقرب الطرق وأسهلها.. وكان مرادى تفسيراً يعطى لألفاظ العربية حقها من البيان .. مع بيان أسباب نزول الآيات ليتجلى للقارئ المعنى بكل جلاله فأخذت أضع تفسيرا لنفسى، وشرعت أكتبه على هامش مصحف لأتخذه عمدة فى تلاواتى للقرآن الكريم وقبل أن أتمه أدركت أن هذا العمل طُلبة كل تالٍ للقرآن العظيم، فرأيت أن أتم ذلك التفسير وأطبعه، ليعم انتشاره ففعلت".
وهو تفسير ميسر موضوعى الفكرة والهدف والتركيز على مفهوم معانى آيات الله وسوره الكريمة.
وقد أراد فريد وجدى، من خلاله أن يعطى الألفاظ العربية حقها من البيان مع بيان أسباب النزول وجعله فى شكل المصاحف العادية، فاستكتبه باليد على ورق نباتى وطبعه تحت اسم "صفوة العرفان فى تفسير القرآن"، وجعل تفسير كل صفحة فى ذيلها ليسهل الرجوع إلى معنى أى لفظ.
وهذا الأسلوب الذى ابتكره "وجدى" صار سنة لكتب التفسير التى طبعت من بعد كالجلالين والبيضاوى وما ألفه المحدثون من بعده، ولم تقتصر عناية وجدى بالتفسير على المصحف المفسر بل كتب مجموعة من المقالات التفسيرية ألحقها بمقدمة تفسيره، كما اهتم بتفسير الآيات التى استشهد بها فى جميع مؤلفاته وذلك لاستناده عليها فى مناقشة قضايا الإسلام المختلفة.