وفاة غامضة أثارت الكثير من الجدل بين من يرونها انتحارا، وآخرون آثروا التلميح إلى أنها جريمة قتل لها علاقة بقضية التدخلات الروسية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، والتى يرى الديمقراطيون وأنصار المرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون أنها كانت سببا فى فوز الرئيس الحالى دونالد ترامب.
فبعد العثور على القيادى بالحزب الجمهورى، بيتر سميث متوفيا داخل غرفة فندق فى ولاية مينيسوتا، عقب 10 أيام فقط من حوار أجراه مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشف خلاله العديد من التفاصيل بشأن قضية التدخلات الروسية، واختراق البريد الإلكترونى للمرشحة هيلارى كلينتون، والدور الخفى الذى لعبه الجنرال مايكل فلين، مستشار ترامب السابق للأمن القومى، تبادل الحزبين الجمهورى والديمقراطى الاتهامات فيما بينهما.
مايكل فلين، بيتر سميث، فلاديمير بوتين
وما يزيد من غموض الحادثة المثيرة للجدل، الكشف المتأخر عن حدوثها، حيث بادرت صحيفة "ديلى بيست" بنشر خبر الوفاة أمس الأول، مشيرة إلى أنها وقعت قبل أكثر من أسبوع دون نشر المزيد من التفاصيل، فى وقت نشرت فيه صحيفة "شيكاغو تريبيون" تقرير الطب الشرعى الخاص بالوفاة، والذى جزم أن الضحية مات مختنقا، وأن السبب الأرجح للوفاة هو الانتحار.
سميث البالغ من العمر 81 عاما، والذى أفاد تقرير الوفاة الخاص به أنه خنق نفسه بكيسا بلاستيكيا ملئ بغاز الهليوم فى أحد غرف فندق آسبين سويتس بولاية مينيسوتا، اعترف قبل وفاته بعشرة أيام بمحاولة الحصول على رسائل هيلارى كلينتون الإلكترونية المفقودة من القراصنة الروس فى حوار له مع صحيفة "وول ستريت جورنال". فيما عرضت شرطة ولاية مينيسوتا الرسالة التى تركها قبل موته كاتبا بخط عريض أنه فى وضع صحى ضعيف وأن موته "ليس قتلا"، ولكن انتحاره يثير الجدل والتكهنات بعملية اغتيال.
وقبل يوم واحد من الوفاة، نشر سميث منشورات على مدونته الخاصة على الإنترنت ينتقد فيها وكالة الاستخبارات الأمريكية السى اى ايه ومزاعمها بتواطؤ ترامب مع روسيا فى الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وهو ما أشارت إليه الصحيفة أنه "مثير للاهتمام" فى دلالة على أن سميث "لا يعتقد أن روسيا تدخلت لمساعدة ترامب بالفوز فى الانتخابات الرئاسية".
كما كتب سميث قبل وفاته بيوم أنه يتحدى الوكالة الاستخباراتية الأمريكية فى أن تثبت صحة إدعاءاتها، ويتوقع أن تنتهى قصة التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية قريبا ووصف المسألة بأنها "تافهه".
فندق آسبين سويتس حيث عثر على جثة سميث
بينما وصفت شرطة ولاية مينيسوتا موت سميث على أنه "غير اعتيادى"، ويناقش البعض فكرة أن استخدام الهليوم فى الانتحار أمر ليس بالجديد، حسب الصحيفة.
كما أدعى موظفين الفندق أن الشرطة لم تقم بالبحث الكافى فى أرجاء الغرفة التى كان يقطنها سميث.
بدوره، رفض مكتب الفحص الطبى لولاية مينيسوتا الإفراج عن تقرير تشريح الجثة ولم يصدر معلومات كافية عن ملابسات موت بيتر سميث. كما أنه لم يعلق أى من فريق عمل ترامب أو أى من نجوم الصف الأول فى الحزب الديمقراطى على الوفاة.
تغريدات بيتر على تويتر
وأجرى سميث مقابلة مع "وول ستريت جورنال" كشف فيها عن مساعيه فى الاتصال بالمخترقين الروس ممن قاموا باختراق 30.000 رسالة إلكترونية خاصة بهيلارى كلينتون، وبالفعل توصل سميث إلى 5 من الفريق الروسى الذى قام بذلك، وبدء بنشر القصص حول الأمر.
جزء من تحقيق شيكاغو تريبيون
وكان الراحل يعتبر مايكل فلين، مستشار الأمن القومى السابق للرئيس دونالد ترامب، شريكا له فى مساعيه، ولكن فلين كان قد أغلق باب التحقيقات فى تسريبات رسائل هيلارى، ثم قام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعزله عن منصبه بعد أسابيع فقط من توليه بعد أن أاتهم بتضليل إدارة ترامب بشأن محادثاته مع السفراء الروس.
وقال سميث فى حواره الأخير قبل موته إنه "يعتقد أن رسائل هيلارى كلينتون المفقودة تتعلق بسياستها وواجباتها الرسمية"، وصرح أيضا أنه يعمل بشكل مستقل وليس له علاقة بإدارة ترامب ولا حملته. وأضاف أنه توصل بالفعل للروس الذين قاموا باختراق رسائل كلينتون الإلكترونية ونصحهم بنشر رسائلها إلى ويكيليكس.
هيلارى كلينتون
كان لدى سميث تاريخ فى إجراء أبحاث المعارضة، وهو المصطلح الرسمى للمعلومات غير المؤثرة التى يحركها الناشطون السياسيون حول المنافسين لهم فى الانتخابات. وكان بيل كلينتون هدف طويل الأمد لسميث، حيث أجرى أبحاث عديدة تحت اسم "عملية توبرجيت" حول حياة كلينتون الجنسية لفضحه، والتى كادت أن تتسبب فى خسارته للانتخابات الرئاسية فى 1992، كما أنه قام بالكشف عن رحلة بيل كلينتون للاتحاد السوفيتى عام 1969.
وتجرى حاليا تحقيقات فى العلاقات المحتملة بين الحكومة الروسية والجمهوريين الذين كان لهم دور فى حملة ترامب الانتخابية للرئاسة. ولم يعلق أى من المسئوليين من كلا الحزبين (الديموقراطى والجمهورى) عن موت سميث بعد.