طيلة السنوات الماضية أنفقت إمارة الفتنة والإرهاب قطر، أموالا طائلة من أجل تدمير شعوب ودول وفق خطة محكمة رسمت لها فى طهران وتل أبيب، مقابل حماية النظام الإرهابى بالدوحة، وذلك منذ اعتلاء الأمير الأب حمد بن خليفة، الحكم بعد الانقلاب على والده عام 1995، وكانت كلا من ليبيا واليمن نصيب كبير من المخطط الإجرامى القطرى بتمويل تعدى المليار والـ300 مليون دولار.
وبإعلان "الدول الأربع" مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، تصنيف 9 كيانات و9 أفراد لتضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها التى تم الإعلان عنها سابقاً، تبين وجود 3 منظمات فى اليمن و6 مراكز ومؤسسات فى ليبيا، ليؤكد الدور القطرى المشبوه فى الدولتين العربيتين التى تعانى من ويلات الدمار والخراب، الذى جاء مع ما سمى بثورات "الربيع العربى" عام 2011، والذى تبين لاحقا أن الدوحة كانت وراء إشعال فتيلها.
وجميع الكيانات والأفراد المدرجة حديثا ضمن قوائم الإرهاب كان لها أدوار محددة تقوم بها فى دول المنطقة العربية، فمثلاً لعب القطريون الثلاثة المدرجون ضمن القائمة الجديدة حسب مصادر إعلامية خليجية، دوراً مهما فى سوريا من أجل دعم "جبهة النصرة" الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابى، بالمال والسلاح.
وتشير تقارير غربية إلى أن قطر دعمت مليشيات وجماعات متطرفة فى ليبيا بما يزيد عن 850 مليون دولار نقداً بالإضافة إلى صفقات سلاح متطورة هذا إلى جانب دعم نساء داعش بأكثر من 30 مليون دولار منذ بداية عام 2017 الجارى.
كما كشفت التقارير، أن قطر دعمت الميليشيات المسلحة باليمن بحوالى 540 مليون دولار مطلع عام 2017 الجارى، بالإضافة إلى تسهيلات أخرى تتعلق بنقل السلاح وتهريب الدواعش والمليشيات المتطرفة، فى حين تم نقل أسلحة ومعدات متطورة لمليشيات الحوثى فى اليمن فى الوقت الذى كانت تشارك فيه قطر ضمن التحالف العربى لإعادة الشرعية فى اليمن من جديد، وهذه الممارسات الإرهابية المشبوهة هى حقائق جديدة تشير إلى 18 فرداً وكياناً إرهابيا مرتبطين بقطر.
وأوضحت التقارير، أن قطر كانت تدعم عدداً كبير من المنظمات الخيرية والمؤسسات فى سوريا واليمن وليبيا والعراق بالأموال من أجل إعادة تدويرها لمساندة عمليات وتحركات المليشيات والجماعات المتطرفة فى هذه البلدان لتأجيج الخلاف ولعل المفاجأة تكمن فى أن قطر التى كانت تحارب ضمن التحالف العربى كانت مخابراتها ضمن المخططين للانقلاب على رئيس اليمن الشرعى عبد ربه منصور هادى قبل أن يبدأ التحالف العربى لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية، أن "خالد سعيد البوعينين" الذى ورد اسمه ضمن القائمة قطرى الجنسية المولود فى الأول من يناير عام 1968 فى الدوحة، عمل على جمع الأموال لتمويل الإرهابيين فى سوريا بالتعاون مع أشخاص مدرجين ضمن لائحة العقوبات التابعة للولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة ومنسقى تنظيم "القاعدة"، وهم سعد بن سعد الكعبى وعبد اللطيف بن عبدالله الكوارى، كما عمل البوعينين كنقطة اتصال لحملة جمع الأموال فى قطر ما بين عامى 2012 و2014، لزعزعة الأمن والاستقرار وزرع الفتن فى هذه الدول.
وفى عام 2016 شارك خالد سعيد البوعينين ضمن وفد مؤسسة "قطر الخيرية" المدرحة ايضا ضمن قوائم الإرهاب، إلى العراق تحت مظلة وذريعة العمل الخيرى والإنسانى، والمؤيد للحركات الإرهابية فى سوريا محمد جاسم السليطى والمدرج ضمن لائحة العقوبات لدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، كما أنه على علاقة وطيدة بجبهة النصرة وكان هدفه جمع أموال ضخمة من مقر إقامته بالدوحة وإرسالها لسوريا.
كما تم إدراج اسم صالح بن أحمد الغانم وهو قطرى الجنسية إلى قوائم الإرهاب المحظورة، حيث عمل فى عام 2013 فى فعالية قطرية لجمع الأموال للإرهابيين فى سوريا، بالتعاون مع منسقى القاعدة الذين تم إدراجهم ضمن لائحة العقوبات التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية خليفة محمد تركى السبيعى، وسعد الكعبى، والمدرجين فى لائحة التحالف عبد العزيز بن خليفة العطية والإخوانى الإرهابى وجدى غنيم.
وكان صالح الغانم عضواً مؤسساً لمجلس إدارة نادى الريان الرياضى فى قطر، والذى كان يترأسه وزير الداخلية السابق لقطر والداعم للإرهاب عبدالله بن خالد آل ثانى، والذى أُدرج ضمن لائحة الدول الأربع فى يونيو 2017.
أما عن شقر جمعة الشهوانى، فهو باحث مُعتمد لوزارة الأوقاف فى قطر وقد ألقى محاضرات فى مؤسسات دينية تديرها الحكومة القطرية، وشغل شقر عدة مناصب وقاد مشاريع لمنظمات مدرجة ضمن لوائح الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كـ"عيد الخيرية" و"قطر الخيرية" و"مؤسسة الشيخ ثانى بن عبد الله للمساعدات الإنسانية".
الجدير بالذكر أن القائمة التى أصدرتها المملكة والإمارات والبحرين ومصر مؤخراً بشأن تصنيف كيانات وأفراد جديدة على قوائم الإرهاب ليست هى الأخيرة بل تعكف الدول الأربعة حالياً على استكمال مسيرتها لفضح الأيادى القطرية القذرة فى المنطقة العربية التى تدعم وتمول الإرهاب بما فى ذلك مؤسسات وجمعيات خيرية وأفراد.