اندفع كقطار خرج عن قضبانه وقد اكتسى وجهه رعونة لا تخطئها العين, لم تكن المرة الأولى التى يفعلها "عبده" فقد فعلها من قبل مرّات كثيرة, يهبّ من جلسته بيننا ويندفع لا يلوى على شىء .
لكنه هذه المرة تجاوز كل شىء أمامه أو إن شئنا الدقة فقد أطاح بكل ما اعترض طريقه, خرج هائجا فأمسكته من طرف جلبابه وسألته: مالك؟ فنظر إلى ووجهه يتحول من اللون الأبيض الشاحب لآخر قانى بلون الدم ثم جذبنى وأوقعنى أرضا دون تعقيب على سؤالى فقمت أنفض ما علق بملابسى من غبار وحرج, معتذرا بصوت عال للحضور عمّا حصل من "عبده".
لكنى نظرت فوجدتهم جميعا على الأرض فقد أطاح بهم فى طريقه. ولم تكد تمر دقيقة على الحادثة إلاّ وعاد "عبده" بإعصاره مع اختلاف طرأ عليه فى شكل سعادة غامرة علت وجهه رافعا يده ملوّحا بعلامة النصر قائلا لنا: أفطرت منذ ساعة على عربة الفول المجاورة للمقهى ونسيت باقى الحساب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة