"التابلويد".. طوق نجاة "جارديان" لحماية الإصدار الورقى.. الخسائر وتكاليف الطباعة تهدد الصحيفة البريطانية.. الإعلام الرقمى والسوشيال ميديا أبرز الأسباب.. ورئيس التحرير تتمسك بالأمل: سنحقق شعبية فى صورتنا الجديدة

الإثنين، 15 يناير 2018 08:30 م
"التابلويد".. طوق نجاة "جارديان" لحماية الإصدار الورقى.. الخسائر وتكاليف الطباعة تهدد الصحيفة البريطانية.. الإعلام الرقمى والسوشيال ميديا أبرز الأسباب.. ورئيس التحرير تتمسك بالأمل: سنحقق شعبية فى صورتنا الجديدة الصحافة الورقية
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسعى القائمون على صناعة الإعلام للتوصل إلى سبل تحافظ على تواجد الصحافة المطبوعة فى ظل التحديات التى يفرضها الإعلام الرقمى والاجتماعى، فلماذا يشترى شخص صحيفة الغد إذا كان أطلع بالفعل على جميع أخبار اليوم وقت حدوثها.
 
لكن يبدو أن مرونة العاملين بهذا القطاع، ستقيه خطر الانقراض، ففى الوقت الذى تحولت فيه صحف كبرى مثل "الإندبندنت" للإعلام الإلكترونى، بدأت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم أولى أعدادها فى شكل "تابلويد". 
 
 

بداية عهد جديد للصحافة العريقة

وكتبت رئيسة تحرير "الجارديان"، كاثرين فاينر، مقالا على موقع الصحيفة الإلكترونى اليوم تعلن فيه بداية عهد جديد للصحيفة العريقة، يشهد تغيرا فى شكل الجريدة الورقية - إذ تتحول إلى حجم أصغر- وكذلك الموقع الإلكترونى والتطبيقات الخاصة بالـ"جارديان".
 
وأكدت كاثرين أن التغييرات الجديدة تهدف إلى جعل متابعة الصحيفة الإلكترونية أكثر ملائمة بالنسبة للقراء الدوليين وذلك من خلال سهولة التطبيقات الخاصة بها، وتغيير ألوان وشكل "الخط" الذى كانت تعتمده الصحيفة من قبل. 
 
وكان مالك صحيفة الجارديان البريطانية، أعلن فى يونيو الماضى أن الجريدة ستتحول فى مستهل عام 2018 إلى حجم أصغر (تابلويد)، بعد قرار إسناد طبعها إلى جهة ثانية لخفض التكلفة.
 
وأعلنت المجموعة الناشرة "جارديان ميديا جروب" حينها، أنها وافقت على إبرام عقد مع شركة "ترينيتى ميرور" لتتولى طباعة صحيفتى الجارديان وذى أوبزرفر الأسبوعية فى مطلع 2018 مع تحول الصحيفتين إلى حجم التابلويد اعتبارا من ذلك الحين.
 
وقالت جارديان ميديا، إن هذه الخطوة "ستسهم بشكل ملحوظ" فى تحقيق أهدافها المالية.
 

الإندبندنت 

الاندبندنت
الاندبندنت

الجارديان لا تعانى وحدها

الجارديان ليست الجريدة الوحيدة التى وجدت صعوبة فى التأقلم مع عالم الإعلام الرقمى، فقبلها كانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية المرموقة التى اضطرت للتخلى عن إصدار طبعتها اليومية بعد 30 عاما من الإصدار والتحول إلى صحيفة إلكترونية فقط. 
 
وأكدت الصحيفة عام 2016، أن حركة الصحافة الورقية لم تواكب نظيرتها الإلكترونية، كما أنها سوف تبيع حصتها إلى "جونستون برس" بما يقرب من 35 مليون دولار أمريكى.
 
وفى افتتاحيتها الأخيرة، أكدت الصحيفة أننا سنتذكر هذا "التحول الجرىء" نحو الصحافة الرقمية بشكل كامل "كنموذج تحتذى به صحف أخرى فى العالم". وأضافت أن "اليوم توقفت المطابع، وجف الحبر، وقريبا لن يصدر الورق حفيفا". وتابعت "لكن مع إغلاق فصل، يفتح آخر، وستواصل ذى اندبندنت الازدهار".
 
وكانت شركة "إى اس آى ميديا" المالكة للصحيفة أكدت أن "ذى إندبندنت" ستصبح أول صحيفة ‏وطنية تنتقل إلى النسخة الإلكترونية فقط.‏ 
 
وحتى لا تتكبد المزيد من الخسائر، أعلنت الشركة المالكة للإندبندنت حينها أنها ستطلق خدمة اشتراك عبر ‏تطبيقات الهاتف المحمول للاستمرار فى الاستثمار فى الصحافة الإلكترونية.‏ 
 
ولكن تحاول الجارديان اختبار تجربة جديدة، يهدف إلى مساعدة الصحيفتين (الجارديان والأوبزرفر) اللتين تتكبدان خسائر فى الوصول لنقطة معادلة الأرباح والخسائر بحلول عام 2019. 
 
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى، فى تقرير سابق لها أن هذه الخطوة ستشهد أيضًا إغلاق مراكز الطباعة فى ترافورد ومانشستر وستراتفورد شرقى لندن، مشيرة إلى أنه نشاط الطبع سينقل إلى مطابع تديرها شركة "ترينيتي ميرور"، المالكة لصحف "ميرور" و"صنداى ميرور" و"بيبول" الشعبية.
 
الجارديان
الجارديان

 
 
وقالت مجموعة جارديان الإعلامية، إنها تجرى إعادة هيكلة نشاطها الإعلانى وخفض تكاليفه الأساسية.
  
وذكرت كاثرين فاينر، رئيسة تحرير صحيفة الجارديان فى مقال سابق لها أن "شكل بيرلاينر هو شكل رائع خدم قراءنا بشكل مميز خلال 12 عامًا، لكننا ندرك بأن صحافتنا المستقلة عالية الجودة والحائزة على الجوائز هى أهم ما يقدره قراؤنا وليس شكل أو حجم الصحف".
 
وأضافت، وفقًا لـ"بى بى سى": "ستبتكر صحيفة جارديان وأوبزرفر شعبية بشكل جديدة وستكون جريئة ومثيرة ورائعة".
 
 

نيويورك تايمز 

نيويورك تايمز
نيويورك تايمز


 
ولا يخلو مشهد الصحافة الورقية حول العالم من مشاكل مماثلة، فمثلا اضطرت صحيفة  "نيويورك تايمز" الأمريكية لخفض التكاليف، وأكدت العام الماضى فى بريد إلكترونى داخلى للموظفين أن الصحفيين من الممكن أن يتعرضوا للتسريح الإجبارى فى حال عدم وجود عدد كافٍ من مشترى الأسهم بين صفوفهم. 
 
كما ألغت "نيويورك تايمز" أيضًا منصب المحرر العام، المعروف عالميًا بـ"أمين عام المظالم"، والذى يشكل لجنة حكم بين القراء والمحررين حال حدوث مشكلات، مشيرة إلى أن الصحيفة ستعتمد أكثر على تعليقات القراء. 
 
وقال الناشر أرثر سولزبرجر جونيور حينها: "اليوم، متابعونا على وسائل التواصل الاجتماعى وقراؤنا عبر الإنترنت أصبحوا مراقبين أكثر يقظة وقوة على الإطلاق من أى شخص يعمل وحده".
 
وفى شهر مايو الماضى، كشف شركة "التايمز" التابعة لها الصحيفة عن زيادة قوية فى جمهورها الرقمى، حتى أنها حققت زيادة تقدر بـ19% فى عائدات الإعلانات الرقمية. 
 
ولكن، يبدو أن هذه الزيادة لم تكن كافية لتواجه التراجع فى عائدات إعلانات المطبوع، هذا المطبوع الذى كان تاريخيًا المصدر الرئيسى لعائدات شركات الصحف. 
 
وكشفت الصحيفة، أن الإعلانات فى العدد المطبوع الخاص بنيويورك تايمز تراجعت بنسبة 18% فى آخر ربع سنوى، ليصل بذلك التراجع الكلى فى إيرادات الإعلانات إلى 7%. 
 

الصحف الورقية فى اليونان

 
وبالمثل، أعلنت فى يناير من العام الماضى مجموعة "لامبراكيس" للصحافة، أن صحيفتين يونانيتين تاريخيتين، إحداهما الأكثر مبيعا فى البلاد، ستتوقفان عن الإصدار بسبب الديون.  
 
وقالت الشركة فى بيان لها  إن "تو فيما" الأسبوعية، و"تانيا" اليومية، أجبرتا على التوقف عن الإصدار، خلال أيام بسبب أسباب مالية.  
 
وأوضح البيان أن مجموعة " لامبراكيس" "ليس لديها مصادر متاحة وكنتيجة لذلك لا يمكنها دعم طباعة الصحف، وبالطبع لا يمكنها ضمان عمل وسائل الإعلام الأخرى التى تملكها دون عوائق".
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة