أيام قليلة طويت صفحاتها من عمر العام الجديد، ووجوه كثيرة وأحداث أكثر تمر أمام عينيك على مدار اليوم، والشارع المصرى ثابت على موقفه محتضنًا ملايين القصص لكل من يمر فيه، وتبصم على تفاصيله لمحات خطوات كفاح الوجوه المصرية كل يوم.
لقطات عديدة التقطها عدسة كاميرا "اليوم السابع" على مدار الأسبوع الماضى وأهدتنا لقطات ومشاهد روت الكثير من تفاصيل حياة المصريين، دخول لكواليس مهن لازالت تحتفظ بملامحها البسيطة رغم التطور من حولها، وابتسامة بعض الوجوه التى تبعث الأمل فى النفوس، ولمحات من كفاح المرأة المصرية فى كل مكان، فلنستعرض أبرز اللقطات التى سجلتها عدسة الكاميرا على مدار الأسبوع:
مدوا الخطاوى مشوارنا لسه طويل ومالوش بديل
لقطة خاصة فاحت منها رائحة فسح وخروجات الأسرة المصرية البسيطة، فهى صورة من رحلة إلى القناطر الخيرية لقضاء وقت من اللهو والمرح معهم، وتسلحت الأم بمجموعة من الأطعمة التى يمكن تناولها مع "كولمن" للمياه الباردة، تلك التى حملتها فوق رأسها فى "شنطة" مصنوعة من الخوص.
حمل الأب ابنته الصغيرة التى لم تكمل عامها الأول وعلت وجهه ابتسامة فرحة بالوقت الذى يقضيه مع أسرته، واهتمت الأم بحمل الحقيبة، أما ابنهما فأصر على الإمساك فى جلباب والدته خشيه الضياع، وهو يرفع رأسه لمشاهدة شىء ما فى السماء.
وصاحبتى إذا ضحكت يسيل الليل موسيقى
صورة خاصة لطفلتين تملأ وجهيهما الضحكة البرئية التى تبعث الأمل فى نفس كل من يراها، شعور بالسعادة ينتابك بمجرد النظر إلى عينيهما الباسمتين، تلك العيون التى تمتلك نظرة ثاقبة نحو البراءة والمرح الذى تعيشه الفتاتان اللتان اختارتا إحدى الألعاب للهو بها معاً، تبدو ملامحهما متشابهة للدرجة التى تجعلنا نعتقد أنهما أختان.
التقطت لهما عدسة "اليوم السابع" تلك الصورة، حيت قررا الصعود إلى "الزحليقة" للهو عليها معًا، وأطلقا ضحكات تشبه ألحان الموسيقى، تلك التى يناسبها البيت الشعرى الذى أبدعه الشاعر نزار قبانى حين قال "وصاحبتى إذا ضحكت يسيل الليل موسيقى".
إذا كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
ولا يخلو الشارع المصرى من نماذج وأمثلة عديدة للوجوه الراضية، والنفوس التى تكسب من عرق أياديها، فبوجه مصرى تخللت كل مكوناته شمس مصر، وابتسامة عريضة يفوح الرضا منها جذب ذلك الرجل عدسة الكاميرا لتلتقط له تلك الصورة، صورة لأحد المزارعين فى حقول مصر، رجال يعرفون المعنى الحقيقى للعمل والكسب من عرق أياديهم، فبما يقابلون على مدار حياتهم يكتسبون خبرة تفوق خبرة وتعاليم الكتب والمدارس، فيتعلمون من المعافرة مع الحياة ما يعينهم على القدرة على العيش فيها، تلك الابتسامة التى فاحت بالرضا والسماحة جعلتك تلمس ما بداخله من اقتناع بما يفعل مهما كان مكانه أو طبيعة عمله.
"كن رجلا على الأهوال جلدًا.. وشيمتك السماحة والوفاء" عبارة قالها الإمام الشافعى فى أحد أشعاره، لكنها شيم تجسدت فى رجال يعيشون بيننا بحق، فبما يحمل ذلك الرجل من سماحة ورضا بداخله، ظهر على تقاسيم وجهه وابتسامته، وجه تتمنى لو قابلته أكثر من مرة، حتى تتحسس الأمل فيه، وتستمد بعض الطاقة والهدوء من ملامحه.
مصر يا اما يا بهية يا أم طرحة وجلابية
وبتحويل دفة عدسة الكاميرا ناحية دور المرأة المصرية والأم التى تخرج من بيتها معيلة لأسرتها طوال عمرها التقطت عدسة الكاميرا تلك اللقطة من أحد الأسواق المصرية، فوسط أحد شوارع القرى المصرية وأثناء تجول عدسة كاميرا "اليوم السابع" فى أحد الأسواق الشعبية، كانت تلك المرأة المصرية تطوى خطوات طريقها بعد شرائها ما تريد، لا تعتبر امرأة عابرة، بل هيئتها، وملامحها، وجلبابها الأسمر جعلتها أيقونة للمرأة والأم المصرية التى تتحمل الكثير من الأعباء والمسئوليات، وجه لامرأة تتواجد فى معظم البيوت المصرية، ولا تسير الحياة من دونها، فبالرغم مما تتحمله، وتفنى عمرها فيه من أجل ابنائها وأسرتها، إلا أنها لا تنتظر سوى رؤيتهم سعداء، ومحققين آمالها فيهم.
راضى بحالى بحمد وأقول حلال
وذهابًا إلى الكورنيش، ومشهد تحفظه العيون عن ظهر قلب للذرة المشوى فى الشوارع المصرية، الذى يعتبر واحدًا من أوجه الفرحة وجانبًا من طقوس المصريين عند التنزه، لقطة خاصة لذلك الشاب الذى اتخذ من بيع الذرة المشوى مصدرًا للرزق، لا يعرف سواها مصدرًا، فكل ما يمتلك من رأس للمال هى تلك الطاولة الخشبية، وأدوات لشوى الذرة، وفحم وهواية يساعداه على شوى الذرة وعرضه فى انتظار الزبون المار بالمنطقة للشراء.
يكتسب من ذلك بعض الجنيهات التى تعينه على الحياة، فيرزقه الله بموسم الصيف وخروجات المصريين إلى الشوارع، ليكون فرصة ذهبية له ليكتسب ما يعينه على متطلبات الحياة، لقطة اليوم لواحدة من المشاهد المصرية الأصيلة التى لا يخلو منها الشارع المصرى، ومهنة اتخذها الكثير من الشباب كمصدر للقمة الحلال، فبتلك الوقفة يضرب مثالًا للرضا، والكسب من عرق اليد بحق.
عالم ستات مليان حكايات
عالم كبير لا يمكنك الإبحار حتى نهايته، ولا تتمكن من أن ترسى عند شط نهاية لكفاح المرأة المصرية، صورة أظهرت جانبًا كبيرًا لدور المرأة المصرية فى كل مكان فى مصر، مشهد غلب على المتواجدين فيه النساء، فالبائعة امرأة، والمشترية امرأة وحتى من يقف فى الخلفية معظمهم من النساء، عالم كبير لا ينتهى من حكايات الكفاح، وإعالة الأسر، والعناية بالأبناء حتى آخر لحظات فى حياتهم.
لقطة من أحد الشوارع المصرية سلطت الضوء على كفاح المرأة المصرية، ودورها فى كسب الرزق، والذى فى أحيان كثيرة يشارك فى تلبية مطالب أسرة بالكامل.
قلنا فخارها قناوى بتقول حكاوى وغناوى
وخير ما يختتم به هو الحديث عن صناعة مصرية أصيلة، لازالت تتواجد وبشدة رغم ما حدث حولها من تغيرات، صورة لأحد بائعى منتجات الفخار أثناء افتراشه جانب الشارع ببضاعته، وجه مصرى يجلس بجوار رأس ماله الذى تمسك به ولم يعرف سواه مصدر له بالرغم من التطور والتغير الذى يحدث حوله، فصناعة الفخار واحدة من الصناعات المصرية التى تفوح برائحة طمى النيل، وتحمل بين طياتها لمسات وجوه مصرية أصيلة، ينقش العمال عليها نقوش يدوية بسيطة، ولكنها مميزة.
بجلسته الواثقة تلك ينتظر الزبون الذى لا يزال يبحث عن القلة الفخار النقية التى تبرد المياه بشكل يختلف عن أكثر أجهزة التبريد تطورًا، مشهد من الشارع المصرى نقل جانب من جوانب الوجوه التى تكافح تحت أشعة الشمس لكسب الرزق، وصناعة مصرية تتراص على جانب الطريق تعلن عن تواجدها فى انتظار من يعرف قيمتها ويحرص على اقتنائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة