أصدرت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بيانا تفصيليا، للرد على ادعاءات أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابية، وجاء نص البيان كالتالى: لا تزال الجماعات الإرهابية المنحرفة عن صحيح الشرع الشريف تروج للأكاذيب ضد الإسلام وأهله، مصابين بهوس التميز والاستعلاء على بقية المسلمين، زاعمين أنهم وحدهم أهل الدين، وأهل الإيمان، وأهل الجهاد، وأهل النجاة يوم القيامة، مصدقين فيهم قول رسول الله ﷺ فيما رواه مسلم فى صحيحه: "إذا قال الرجل هلك الناس: فهو أهلكهم".
وأصدرت مؤسسة سحاب التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابى تسجيلا مرئيا جديدا لأيمن الظواهرى ينتقد فيه بعض الجماعات المنتسبة للعمل الإسلامى لعملهم بالحقل السياسى وفقاً للدساتير والقوانين الوضعية "العلمانية"، بحد قوله، واصفا تجارب عمل تلك الجماعات بالفاشلة.
وقال الظواهرى فى تسجيله: إن دخول الجماعات الإسلامية للانتخابات يستلزم التحاكم للدساتير العلمانية دون الشريعة الإسلامية، وهو أمر مخالف للإسلام، وإدراج تلك الجماعات له تحت بند المصالح والمفاسد، خطأ، وفتاواهم بذلك هى فتاوى مشبوهة.
كما أكد الظواهرى فى هذا التسجيل أن الجماعات الإسلامية المنخرطة فى العمل السياسى لا تستطيع التفرقة بين ماهية الأمة المسلمة ومن وصفهم بـ"أكابر المجرمين"، والذين يودون الديمقراطية (والتى وصفها بسيطرة هوى الأغلبية – أغلبية أكابر المجرمين) حكراً لهم، وأن التجربة قد أثبتت فشل عمل الجماعات الإسلامية فى الحقل السياسى فى ظل الدساتير "العلمانية" منذ سقوط حسن البنا فى دورتين انتخابيتين، مشيراً إلى اعتراف حسن البنا نفسه بفشل التجربة ودعوته للأمة الإسلامية بأن تخوض مع حكامها ما أسماه "معركة المصحف".
وعاب الظواهرى على المنتسبين لحسن البنا انغماسهم فى مستنقع العمل السياسى فى ظل الدساتير "العلمانية"، وهم لم يجنوا، على حد قوله، سوى الهزائم والتشقق والتفرق خاصة فى الجزائر ومصر والأردن وفلسطين والكويت وغيرها.
وهاجم الظواهرى جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، لامتناعهم عن الإقرار فى الدستور أن أحكام الشريعة الإسلامية يجب أن تكون هى مصدر التشريع، وذلك حرصا منهم على توافقهم مع العلمانيين والنصارى، وهو التخاذل الذى أدى لسقوطهم.
ودعا الظواهرى فى ختام التسجيل الأمة الإسلامية إلى الالتفاف حول كلمة التوحيد والتأكيد على عقيدة الحاكمية، والتى فى سبيلها يجب أن تخوض الأمة الإسلامية معركة الدعوة والجهاد، والتضحية بالأنفس والأموال وتحمل العذاب والأهوال فى سبيل هذه المعركة، مع ضرورة أن ينتصر المسلمون على أنفسهم فيما أسماه "معركة الوعى والإرادة".
وأضاف بيان المنظمة: "وليت شعرى أن كلامه هذا من جنس كلامه السمج الممجوج الذى يسعى من خلاله إلى التلبيس على الأمة الإسلامية بحجة الدفاع عن الدين والعمل على تحكيم الشريعة، وهو فى حقيقته أبعد ما يكون عن الشريعة الغراء وأحكامها.. لقد نسى هذا الأفاك الكذوب أن ديار الإسلام إنما استمدت صياغة قوانينها من الشريعة الإسلامية وفق فهم فقهاء المذاهب السنية الأربعة المتبعة، لا سيما جمهورية مصر العربية التى قننت الشرع الشريف عام 1883م. وإن كان يفهم كلام أهل العلم فليراجع ما كتبه العلامة الشيخ خليفة المنياوى فى كتاب المقارنات التشريعية ليعلم كيف كان مذهب الإمام مالك خصوصا أصلا بنيت عليه صياغة القوانين. ولا تزال المادة الثانية من الدستور المصرى شاهدة على كذب هذا الأفاك ومن لف لفه فى طعنهم على مصر بعدم تطبيق الشريعة الغراء، فأين يذهبون؟".
وتابع البيان: "وأما طعن الظواهرى على جماعة الإخوان فهو مما يدل أولا على مدى تنازع هؤلاء الإرهابيين الهلكى جميعا وعدم انتمائهم لعقيدة تجمعهم أو قانون يضمهم، بل كل منهم يتبع هواه ورغبة نفسه ولذا اختلفوا. كما يدل ذلك الانتقاد ثانيا على نفاق هذا الظواهرى وكذبه، فقد كان يثنى على جماعة الإخوان ويدعمها حين كانت فى حكم مصر، فما باله يلعنها الآن ويطعن عليها بعد أن فشلت فى حكم البلاد وخلعها شعب مصر؟".
واتطرد البيان: "وأما الحاكمية التى يطنطن بها هو وجميع أهل نحلته فقد بين العلماء والفقهاء المعتبرون ما وراءها، وحسبنا أنها مصطلح الخوارج الذين قتلوا على بن أبى طالب رضى الله عنه، وكأن هؤلاء عموا وختم الله على قلوبهم فرحوا يجددون شعارات الخوارج دونما حياء أو خشية. والحاصل هو ما رددناه مرارا ونعيده الآن وهو أن التنظيم يواجه مرحلة بائسة من الوهن والضعف والهزيمة النكراء، لذا فهو يتاجر بقضية الإسلام، ليتوصل من خلالها للتأثير على شباب المسلمين، واستدرار عطفهم، ومحاولة إقناعهم بنبل قضيته، وهو أفاك ظالم كذوب، إذ هو وأتباعه اول من أساء للإسلام وخرج عن تعاليم هديه ودعوته.. فهل يريد هؤلاء إلا الدنيا، وهل أغراهم إلا الطمع فى السلطة والحكم، وهل جر الخراب والدمار على بلاد الإسلام فى ليبيا وسوريا واليمن ومن قبلها أفغانستان والعراق غيرهم؟ آللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء. اللهم ارفع تلك الغمة عن الإسلام وأهله، واعصم شباب المسلمين من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن".
