بداية مثالية لعذا العام عندما كنا ننتظر بشغف ضربة بداية كأس العالم ومتابعة أخبار فرق المجموعة وموقفنا من التأهل للدور الثانى، وأسعار الرحلات إلى روسيا.
فى نفس الوقت، لم نغفل تطور محمد صلاح المذهل وإمكانياته التى تفجرت منذ انتقاله لليفربول، وميلاد أسطورة تخطت كل ما توقعناه أو حلمنا به مع عودته للدورى الإنجليزى مرة أخرى مهد كرة القدم، بعد تجربة غير مرضية على الإطلاق مع تشيلسى.
بمرور الأيام وضعنا فى مصر محمد صلاح فى مقارنات مع ميسى ورونالدو، واستجاب الفرعون لأحلامنا وبدأ فى تحويلها إلى حقائق أجبرت العالم على تصنيفه بين الكبار ومنافسة الثنائى الفذ وتحول من ميسى مصر إلى نسخة فريدة من نوعها.. إنه الملك المصرى، وتطور بشكل لم يكن لأكثر المتفائلين أن يتوقع ما وصل إليه فى واحد من أعرق أندية العالم.
انتقلت عدوى المصريين إلى شمال غرب إنجلترا وأصبح صلاح نجم ليفربول الأول بلا منازع تزامنا مع اعتزال جيرارد وانتقال كوتينيو إلى برشلونة، ولم تقتصر الأصوات الصاخبة من أنفيلد على You'll never walk alone فقط، بل أصبحت أغنية The Egyptian king إحدى علامات الملعب المميزة ولا يمكن أن تخرج الجماهير دون احتفال بالمعجزة القادمة من مصر.
مع اقتراب الموسم من نهايته، كثر الحديث عن انتقال محمد صلاح إلى ريال مدريد، لكن النجم المصرى لم يلق اهتماما بما يجرى من حوله، ظل صامدا ويسجل هدفا تلو الآخر من أنصاف الفرص، وفى مباراة ديربى الميرسيسايد ضد إيفرتون سجل هدفا أسطوريا على ملعب أنفيلد ليعلن أمام أن للمدينة نجم واحد، ليس رونى أو مانى أو حتى يورجن كلوب، إنه الملك المصرى! ولاحقا سطر اسمه فى سجلات تاريخ اللعبة باختيار هذا الهدف أجمل أهداف 2018 وحصل على جائزة بوشكاش المقدمة من فيفا متفوقا على هدف من خلفية مزدوجة عبر رونالدو فى ملعب يوفنتوس، ومثله لجاريث بيل فى نهائى دورى أبطال أوروبا، وآخر مونديالى لميسى.
لم يمل ابن بلدنا من تحويل الأحلام إلى حقيقة، وبعد أن كنا نفخر بانتقال إبراهيم سعيد إلى إيفرتون دون خوض أى مباراة رسمية، وتسجيل عمرو زكى هدفا رائعا أمام ليفربول، وانتظام هانى رمزى فى الدورى الألمانى لقترة طويلة، وتواجد أحمد حسن أساسيا مع أندرلخت وانتقال ميدو إلى عدة أندية أوروبا، دون أى إنجازات حقيقية لنجومنا فى الخارج، أصبح محمد صلاح واحدا من أهم نجوم ليفربول والدورى الإنجليزى عبر تاريخه بتتويجه لاعب الموسم فى ناديه الوبريميرليج كما أنهى الموسم هدافا للمسابقة متفوقا على مجموعة عمالقة كنا نقلل من لاعبينا تلقائيا بمجرد ذكر اسمهم.
واستمرت إنجازات محمد صلاح بقيادة ليفربول إلى نهائى دورى أبطال أوروبا كأول مصرى يتواجد فى أهم مباراة على كوكب الأرض، ولولا الإصابة غير المتوقعة لكان من الممكن أن يعود من كييف بالميدالية الذهبية.
ولم ينس منتخب بلاده من تألقه وقاد الفراعنة إلى كأس العالم بعد غياب 28 عاما، كما سجل هدفين فى البطولة أمام روسيا والسعودية ليعادل إنجاز عبد الرحمن فوزى فى مونديال 34 وينهى أسطورة مجدى عبد الغنى التى أرهقتنا لعقود.
وقبل نهاية العام، أضاف الملك المصرى 3 حبات من الكريز إلى موسمه الاستثنائى بحصوله على المركز الثالث بجائزتى أفضل لاعب فى أوروبا والعالم من يويفا وفيفا متفوقا على الأسطورة ليونيل ميسى بجانب المركز الخامس فى الكرة الذهبية.
وقبل أيام من نهاية العام التاريخى، رفض حسين الشحات أن تقتصر احتفالاتنا على محمد صلاح، وسطر هو الآخر تاريخًا لنفسه بعدما أصبح أول مصرى يتأهل لنهائى مونديال الأندية بعد أداء يحسد عليه مع العين الإماراتى، ليعود إليه حقه الذى سلب منه باستبعاده من قائمة المنتخب فى كأس العالم، ويمنحنا هدية الكريسماس قبل أيام من استقبال العام الجديد.
وإذا كان صلاح منحنا أكثر مما حلمنا به، فلم لا ننتظر تتويج الشحات بمونديال الأندية؟! وأيا كانت النتيجة فنحن سعداء لمجرد مشاهدته فى المباراة النهائية.
ولكل من أسعدونا فى 2018.. الكلمات لا يمكن أن تعبر عما نشعر به. ألف شكر.. ألف شكر.. ألف شكر...