قرأت لك.. كتاب محمد على وعبد الناصر: مشروع ناصر فشل لأن ورثته سلفيون

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب محمد على وعبد الناصر: مشروع ناصر فشل لأن ورثته سلفيون غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما سبب توقف مشروع محمد على وما سبب تعثر مشروع جمال عبد الناصر؟ هذان سؤلان أساسيان يطرحهما كتاب (محمد على وعبد الناصر.. ارتسامات النهوض العربي/ الصعود والانكسار) لـ فرحان صالح، والصادر عن سلسلة حكايات مصر التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافه.
 
يقول الكتاب، إنه فى مصر ما بين عامى 1805 -1840 وعامى 1952 – 1970 برزت حركتان تحديثيتان مهمتان، قضت الأولى على الاستبداد الاقطاعى العثماني، وقضت الثانية على الملكية والنظام الاستعمارى واللاهوت الدينى ممثلا فى النظام الملكى المصرى وركائزه المحلية.
 
وإذا كان محمد علي، الذى تنقل من ديار بكر بتركيا إلى مقدونيا ومن ثم إلى مصر، وهو من أصول كردية، قد برز فى القرن التاسع عشر كمجدد فى الحياة السياسية والاجتماعية المصرية – العربية، وحاكى فيما قام به حاجات عصره، وإن كان بأدوات سياسية واجتماعية راهنية، فإن جمال عبد الناصر كان قد مثل شخصية مصر الحضارية فى حقبتيها القبطية والعربية الإسلامية، فمنذ 520 قبل الميلاد راحت مصر تتعرض لغزوات أجنبية مدمرة، حيث حطم الغزو الفارسى الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين، وبعد صحوة قصيرة تعرضت للغزو الفارسى ثانية ثم غزوة الإسكندر الأكبر 332 قبل الميلاد وحتى ثورة يوليو 1952 زهاء 25 قرنا لم تعرق مصر خلالها حاكما واحدا من أبنائها، فمن الغو الفارسى إلى اليونانى فالرومانى فالعربى الإسلامى فالمملوكى ومن ثم التركى إلى الفرنسى والإنجليزى إلى أن جاء جمال عبد الناصر.
ويمكن القول إن مصر عادت فيها لتتعرف على نفسها، بعد فترة تغريبية طويلة، لقد رسم عبد الناصر الشخصية المصرية التى لم يكن أحد من الغزاة معنيا بتمثيلها أو التعريف بها وبمصالح شعبها الوطنية والقومية والإنسانية.
 
ويرى الكتاب أن مصر تحولت فى عهد جمال عبد الناصرمن مجتمع شبه إقطاعى إلى مجتمع يمتلك مقومات الدول الحديثة، فحملت ثورة يوليو ومثيلاتها فى دول عدم الانحياز أفكارا عبرت عن مرحلة تحول من فكر إقطاعى متجذر وغائب عن كل معطيات العصر إلى مرحلة تتجذر فيها القيم السياسية والاجتماعية المعاصرة، لقد تعثرت ثورة يوليو ليس فقط لأسباب داخلية مصرية وأجنبية، بل حينما لم تؤسس لفصل الدين عن السياسة، كمدخل لابد منه للمعاصرة، وبالتالى لحداثة منفصلة عن الماضى ومتصلة مع ثقافة العصر وإنجازاته العلمية.
 
ويقول الكتاب إن ورثة الناصرية اليوم وجلهم من السلفيين الذين تبنوا الفكر الناصرى من دون السعى إلى تطويره لم يحدثوا أية بصمات فى تجديد هذا الفكر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة