لم تشفع دموع الأطفال المهجرين من مدينة تاورغاء لدى قادة مصراتة وكتائبها المسلحة للسماح بعودة المهجرين قسريا من مدينة تاورغاء منذ عام 2011 بذرائع تحالف أهالى المدينة مع كتائب القذافى لاستهداف مدينة مصراتة التى تضم العدد الأكبر من الإسلاميين فى ليبيا.
مواطن ليبى من تاورغاء
وعلى الرغم من الاتفاق الموقع بين المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج وعدد من حكماء وممثلى مدينتى مصراتة وتاورغاء خلال الأسابيع الأخيرة الماضية إلا أن كتائب مصراتة العسكرية لم تسمح بعودة مهجرى تاورغاء وذلك بقوة السلاح، ما دفع ألاف المهجرين للاستقرار فى صحراء ليبيا لحين عودتهم إلى مدينتهم التى تم تدميرها بالكامل، وحولتها كتائب مصراتة الإخوانية إلى أبشع المدن بتحويلها لـ"مقلب قمامة" وتدمير ما تبقى من منازل أهالى تاورغاء.
بداية أزمة تاورغاء بدأت مع تهجير كتائب مصراتة أهالى عشرات الآلاف من أهالى تاورغاء بذريعة تعاونهم مع كتائب العقيد الراحل معمر القذافى عام 2011، وعلى الرغم من محاولات عدة لإبرام المصالحة الوطنية بين المدينتين للسماح بعودة مهجرى تاورغاء إلى مدينتهم لكن أصوات بعض الإسلاميين فى مصراتة ترفض السماح للمهجرين بالعودة إلى بدفع تعويضات مالية كبيرة لما وصفتهم الكتائب بـ"متضررى مصراتة" من قتل كتائب القذافى لأبنائهم.
قضية المصالحة الوطنية بين تاورغاء ومصراتة تهدد شرعية المجلس الرئاسى الليبى الذى تعهد نهاية ديسمبر الماضى بتنفيذ الالتزامات المتعلقة باتفاق المصالحة بين مصراتة وتاورغاء خلال العام المقبل، مشيدًا بجهود المساهمين في اتفاق المصالحة واستجابة أهالي المدينتين وتنازلهم للوطن.
وأعلن رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، فائز السراج، أن "موعد بدء عودة أهالى تاورغاء إلى مدينتهم فى الأول من شهر فبراير المقبل"، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق بين ممثلين عن مدينتى مصراتة وتاورغاء ووضع آلية لتنفيذ هذا الاتفاق.
طفلة ليبية تنتظر حق العودة إلى تاورغاء
فيما أكدت مصادر ليبية مطلعة نشوب خلافات فى اجتماع بين المؤيدين والمعارضين لعودة مهجرى تاورغاء إلى مدينتهم ، موضحة تطور الخلاف للاشتباك بالأيدى بين المجتمعين خلال الاجتماع الذى جرى اليوم الأحد مع عميد بلدية مصراتة مصطفى كرواد.
اطفال تاروغاء ينتظرون العودة لمدينتهم
وأوضحت المصادر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من ليبيا أن الاجتماع الذى تم اليوم بين المؤيدين والمعارضين لعودة مهجرى تاورغاء فشل فى التوصل لأى حلول بشأن الأزمة الراهنة، مؤكدة أن الوفد المعارض لعودة المهجرين اعتدى بالضرب على المؤيدين لعودة مهجرى المدينة.
طفلة ليبية من تاورغاء ونظرة أمل
فيما أكدت مصادر محلية ليبية متطابقة إطلاق ميليشيات مسلحة فى مدينة مصراتة النار على مهجرى مدينة تاورغاء خلال تواجدهم فى معسكرات بالصحراء، مشيرة لإصابات فى صفوف المدنيين جراء إطلاق النار الذى يستهدف إرهاب مهجرى مدينة تاورغاء المتمسكين بحق العودة إلى مدينتهم المهجرين منها بشكل قسرى.
مهجروا تاورغاء ينتظرون حق العودة
أهالى تاورغاء ينتظرون حق العودة
وعلى الرغم من الأزمة الكبيرة التى يعيشها مهجرى تاورغاء إلا أن المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة والمسئولين فى منظمات حقوق الإنسان لم يتحركوا لإنقاذ الاف المدنيين القابعين فى الصحراء، واكتفت البعثة الأممية ببيان باهت انتقدت ما أسمته محاولات ابتزاز مالى لمهجري تاورغاء للسماح بعودتهم إلى ديارهم، معربة عن أسفها إزاء منع الأهالي من العودة من قبل من أطلقت عليهم "العناصر المتشددة".
أهالى مدينة تاورغاء يقيمون بخيم فى الصحراء ويتمسكون بحق العودة
وقالت البعثة إن الأمم المتحدة رعت مشروع المصالحة بين مصراتة وتاورغاء منذ أكثر من عامين، كما بينت ترحيبها بقرار حكومة الوفاق الوطنى تنفيذ الاتفاق بين الطرفين، وتخصيص الأموال اللازمة لتعويض المتضررين من جراء الأحداث التى شهدتها المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة