آية و5 تفسيرات.. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين

الثلاثاء، 12 يونيو 2018 07:00 م
آية و5 تفسيرات.. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف عند آية من الجزء السابع والعشرين، هى الآية رقم 55 من سورة الذاريات، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
 

تفسير بن كثير

يقول تعالى مسلياً لنبّيه صلى اللّه عليه وسلم: وكما قال لك هؤلاء المشركون، قال المكذبون الأولون لرسلهم { كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} قال اللّه عزَّ وجلَّ: { أتواصوا به}؟ أى أوصى بعضهم بعضاً بهذه المقالة؟ { بل هم قوم طاغون}، أى لكن هم قوم طغاة تشابهت قلوبهم، فقال متأخرهم كما قال متقدمهم، قال اللّه تعالى: { فتول عنهم} أى فأعرض عنهم يا محمد، { فما أنت بملوم} يعنى لا نلومك على ذلك، {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} أى إنما تنفع بها القلوب المؤمنة، ثم قال جلَّ جلاله: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ} أى إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتى، لا لاحتياجى إليهم، وقال ابن عباس: {إلا ليعبدون} أى إلا ليقروا بعبادتى طوعاً أو كرهاً، وهذا اختيار ابن جرير، وقال ابن جريج: إلا ليعرفون، وقال الربيع بن أنَس إلا للعبادة. 

وقوله تعالى: {ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ إن اللّه هو الرزاق ذو القوة المتين}، عن عبد اللّه بن مسعود رضى اللّه عنه قال: أقرأنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إنى أنا الرزاق ذو القوة المتين} "أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وقال الترمذى: حسن صحيح"، ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه فى جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم، وفى الحديث القدسى: (يا ابن آدم تفرغ لعبادتى أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك) "أخرجه أحمد والترمذى وابن ماجة، وقال الترمذى: حسن غريب". 
وقد ورد فى بعض الكتب الإلهية: يقول اللّه تعالى: (ابن آدم خلقتك لعبادتى فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبنى تجدنى، فإن وجدتنى وجدت كل شىء، وإن فتك فاتك كل شىء، وأنا أحب إليك من كل شىء) وقوله تعالى: {فإن للذين ظلموا ذنوباً} أى نصيباً من العذاب، {مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون} ذلك فإنه واقع لا محالة، {فويل للذين كفروا من يومهم الذى يوعدون} يعنى يوم القيامة، سورة الطور عن جبير بن مطعم قال: (سمعت النبى صلى اللّه عليه وسلم يقرأ فى المغرب بالطور، فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءة منه) "أخرجه الشيخان من طريق مالك".
تفسير الجلالين
{ وذكر } عظ بالقرآن { فإن الذكرى تنفع المؤمنين } من علم اللهُ تعالى أنه يؤمن .


تفسير الطبرى

وَقَوْله: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَع الْمُؤْمِنِينَ } يَقُول: وَعِظْ يَا مُحَمَّد مَنْ أُرْسِلْت إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعِظَة تَنْفَع أَهْل الْإِيمَان بِاللَّهِ.

 حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد، قَالَ: ثنا مِهْرَان، عَنْ سُفْيَان، عَنْ لَيْث، عَنْ مُجَاهِد {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَع الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: وَعِظْهُمْ. وَقَوْله: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَع الْمُؤْمِنِينَ} يَقُول: وَعِظْ يَا مُحَمَّد مَنْ أُرْسِلْت إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعِظَة تَنْفَع أَهْل الْإِيمَان بِاللَّهِ.
 كَمَا حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد، قَالَ: ثنا مِهْرَان، عَنْ سُفْيَان، عَنْ لَيْث، عَنْ مُجَاهِد { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَع الْمُؤْمِنِينَ } قَالَ: وَعِظْهُمْ.
 

تفسير القرطبي

{وذكر} أى بالعظة فإن العظة { تنفع المؤمنين}. قتادة { وذكر} بالقرآن {فإن الذكرى} به { تنفع المؤمنين}. وقيل: ذكرهم بالعقوبة وأيام الله. وخص المؤمنين؛ لأنهم المنتفعون بها.

تفسير الوسيط لـ طنطاوى

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ أى: أعرض عن هؤلاء المشركين، وداوم على التذكير والتبشير والإنذار مهما تقول المتقولون، فإن التذكير بما أوحيناه إليك من هدايات سامية، وآداب حكيمة.. ينفع المؤمنين، ولا ينفع غيرهم من الجاحدين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة