"كنت أمينًا على القليل فأعطيناك الكثير" بتلك الآية الإنجيلية ودع مئات المصريين مسلمون وأقباط اللواء مهندس باقى زكى يوسف صاحب فكرة تدمير خط بارليف عن طريق غمره بالماء، حيث وافته المنية أمس السبت، وشيعه محبوه اليوم الأحد، من كنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة، حيث صلى عليه أساقفة الكنيسة قداس الجنازة.
اكتظت الكنيسة برجال القوات المسلحة من المعزين، حيث وصلت أتوبيسات وسيارات تحمل إشعارات الجيش لمقر الكنيسة ما اضطر الشرطة لغلق الطرق المؤدية لها ولم تسمح إلا للمعزين بالعبور مترجلين.
فى الثانية عصرًا، وصل جثمان اللواء الراحل مصحوبًا بزفة الشمامسة، ومحاطًا بالورود والصلبان التى زفته إلى داخل هيكل الكنيسة، حيث قداس الجنازة الذى ترأسه عدد من الآباء الأساقفة، بينهم الأنبا أرميا الأسقف العام والأنبا موسى أسقف الشباب.
فى عظة قداس الجنازة، قال الأنبا أرميا الأسقف العام: نودع اليوم رجلًا من رجالات مصر الأوفياء الذين أحبوها وبذلوا من أجلها كل حياتهم.
وتابع: لقد ابتكر اللواء الراحل فكرة هدم خط بارليف المنيع، حيث كان بحنكته وبقوة ملاحظته يستطيع أن يهدم تلك الأسطورة، واستطاع أن يطبق ما تعلمه فى هندسة السد العالى لهدم هذا الخط المنيع"، مضيفًا: باسم البابا تواضروس الثانى نقدم التعازى لمصر فى هذا الرجل.
ووجه الأنبا أرميا الشكر للأساقفة الحاضرين من بينهم الأنبا مينا أسقف دير الخطاطبة، والأنبا إكليمنضدس أسقف مدينة نصر والهجانة والأنبا تكلا أسقف دشنا،
وجدد الشكر للعميد خالد نبيه مندوب رئيس الجمهورية الذى أوفده لهذا العزاء، واللواء أحمد ربه مندوبا عن وزير الدفاع، واللواء محمد مرسى مساعد وزير الدفاع، وكافة رجال القوات المسلحة الحاضرين، والدكتور هانى ضاحى وزير النقل الأسبق ونقيب المهندسين الحالى، على أن يوارى جثمانه الثرى بمدافن الكنيسة بمنطقة بربارة بمصر القديمة.
أما الأنبا موسى أسقف الشباب فقال: نودع راحلًا كريمًا عاشرناه عن قرب، وهو الرجل الذى كان مفتاحًا من مفاتيح النصر فى حرب أكتوبر، وكان موضع ثقة الرئيس السادات حتى إننا نودعه فى حفل مهيب وليس جنازة، مضيفًا: أجسادنا تسكن فى التراب، ولكن أرواحنا تصعد إلى السماء لتستقر عند الله فى ملكوت السماوات، فاللواء والقائد العسكرى قد أسهم بعلمه فى بناء السد العالى، ثم تحطيم خط بارليف الذى فاخرت به إسرائيل.
وقال الأنبا موسى: لم نعتد على أحد ولكننا طهرنا أراضينا من دنس الاحتلال، مشيرًا إلى أن اللواء زار أسقفية الشباب، وشرح دوره فى الحرب بكل وداعة وتواضع جم.
وعن اسم الفقيد الراحل قال الأنبا موسى: "اسمه زكى يعنى عطر ونقى وهو فعلًا كذلك، أما باقى فلأنه سيبقى فى حياتنا وفى تاريخ مصر للأبد، بينما يشير الأسم يوسف لنبى الله يوسف الذى أشار على ملك مصر تخزين الغلال لينقذها من المجاعة، مثلما أشار الفقيد على الرئيس بتدمير خط بارليف لينقذنا من الاحتلال".
وكانت الشرطة قد أغلقت ميدان كليوباترا أمام السيارات المارة تجاه كنيسة مارمرقس التى يشيع فيها جثمان الراحل باقى زكى يوسف مهندس تدمير خط بارليف إبان حرب أكتوبر 1973 الذى توفى مساء أمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة